كاتبة ومحررة في مجلة إشراقات
الغيرة على الأعراض .. موضة قديمة!!
الغَيْرة خُلق عظيم، قال عنه العلاّمة بكر أبو زيد في كتابه القيِّم (حراسة الفضيلة): «… هي ما ركّبه الله في العبد من قوة روحية تحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر». وبيّن الإمام الغزالي أهميته في كتابه الإحياء فقال: «كل أمة وُضعت الغيرة في رجالها وُضعت الصيانة في نسائها».
ولقد رفع الإسلام من شأن هذا الخُلق وأشاد بذِكره حتى جعل الموت دفاعاً عنه جهاداً في سبيل الله؛ حيث قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه سعيد بن زيد رضي الله عنه: «من قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتِل دون أهله فهو شهيد» رواه التِّرمذي والنَّسائي.
وفي تحقيقنا نتوقف عند السياق التاريخي لهذا المفهوم في الجاهلية والإسلام، ثم التحول الذي طرأ عليه من خلال استطلاع ميداني، مشيرين في حوار مع الدكتورة نهى قاطرجي أستاذة مادة الأخلاق في كلية الإمام الأوزاعي والأستاذ حسام العيسوي إبراهيم من علماء الأزهر الشريف إلى أسباب ضياع الغَيْرة من النفوس والقلوب والسلوك، ومظاهر غيابه التي انتشرت في كثير من مجتمعات المسلمين، وثَمّ نختم بالوسائل التي يمكن عن طريقها إعادة الغيرة للقلوب والسلوكيات مرة أخرى.
فإلى التحقيق:
وقفة تاريخية
نقل المؤرخون جملة من قصص ومواقف الغيرة على الأعراض وصيانتها في الجاهلية:
من نخوة العرب وغَيْرتهم أنه كان مِن عادتهم أنهم إذا وردوا المياه أن يتقدّم الرجال والرِّعاء ثم النساء حيث يغسلن أنفسهنّ وثيابهنّ ويتطهرن آمنات ممن يزعجهنّ، فمن تأخر عن الماء حتى تَصْدُر النساء (أي: تَرِد) فهو الغاية في الذل.
كما كانوا يفخرون بغضِّ البصر عن الجارات ويعتبرون ذلك من العفة والغيرة على الأعراض.
وما أجمل قول عنترة:
وأغضّ طَرْفي إنْ بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
يُحكى أن أعرابياً في الجاهلية زُفّت إليه عروسه على فرس، فقام وعقَر تلك الفرس التي ركبت عليها العروس، فتعجب الجميع من حوله وسألوه عن سرِّ عمله فقال لهم: خشيت أن يركب السائس مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئاً!
وماذا عن الإسلام؟
كان هذا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام حَمِد الغَيْرة، وشجع المسلمين عليها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله عليه» رواه البخاري ومسلم.
وكما كان رسولُ الله أشدَّ الخَلْق غَيْرة، كان أصحابُه رضوان الله عليهم أشد الناس غَيْرة، فأضحتْ مواقفُهم مضْرب المَثَل:
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه: «إنْ دَخَل أحدكم على أهله، ووجد ما يَريبه أَشهد أربعاً»، فقام سعد بن عبادة متأثِّراً، فقال: يا رسول الله، أَأَدْخُل على أهلي، فأجد ما يَريبني، أنْتَظِر حتى أُشهد أربعاً؟! لا والذي بعثك بالحق، إنْ رأيتُ ما يَريبني في أهلي لأطيحنَّ بالرأس عن الجسد، ولأضربنَّ بالسيف غير مُصْفحٍ، ولْيفعل الله بي بعد ذلك ما يشاء، وفي رواية: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟»، قالوا: يا رسول الله، لا تلمْهُ؛ فإنه رجلٌ غيور، والله ما تزوَّج فينا قط إلا عذْراء، ولا طلَّق امرأةً له فاجْترأ رجلٌ منَّا أن يتزوَّجَها من شدة غَيْرته، فقال – صلى الله عليه وسلم -: «أتَعْجَبُون من غَيْرة سعد؟ واللهِ أنا أغْيَرُ منه، واللهُ أغْيَر مني» متفق عليه.
يُروى عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه لما رأى الأسواق يزدحم فيها الرِّجال والنساء، قال – غَيْرةً على نساء المسلمين: ألا تستحيون؟ ألا تغارون؟ فإنه بلغني أن نساءَكم يزاحِمْن العلوج – أي: الأجانب – في الأسواق، وقد سمعتُ عائشة رضي الله عنها تقرأ قوله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، ثم تضع خمارها على وجْهِها وتبكي وتقول: «خان النساءُ العهد، خان النساء العهد».
وهذه امرأة تقدمت إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الريّ سنة 286هـ فادّعى وكيلها بأن لموكِّلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها)، فأنكر الزوج فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك. قال: أحضرتهم. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة، ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.
• فقال الزوج: ماذا تفعلون؟
♦ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي سافرة الوجه، لتصحّ عندهم معرفتها (وذلك للحاجة).
• قال الزوج: إني أُشهد القاضي أنّ لها عليّ هذا المهر الذي تدّعيه ولا تُسفر عن وجهها.
•• فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
♦♦ فقال القاضي وقد أُعجِب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.
نظرة إلى واقعنا
اليوم، ومع غياب هذا المفهوم، أصبحنا نرى مشاهد ومناظر ومواقف صارت عند الكثيرين – للأسف – طبيعية واعتيادية، منها: الفضائيات المنحلّة والسُّفور والاختلاط والزنا ومقدّماته؛ وإن أنكر أحدهم صنّفه الناس بأنه «معقّد» أو «دَقّة قديمة» أو «متزمِّت» وغيرها من المفردات! فأين نحن المسلمين من هذا الخُلق العظيم الذي تحلّى به مجتمع الجاهلية؟
تخبرنا (نضال) عن تجربتها فتقول: كنت أَدْرُس المحاماة وأنا من عائلة مرموقة في صيدا، وكان يأتي لخطبتي من أرقى وأغنى رجال المجتمع، كما أنني كنت أخرج سافرة وأرتدي أغلى الماركات، وفي إحدى المرات تقدّم لي شابٌّ لا يَعيبه شيء، فقلتُ في نفسي: هذا هو رجل أحلامي، وتحادَثْنا وزاد إعجابي به! وأخذ يتردد على منزلنا حتى فاجأني في إحدى المرات بالقول إنه اختارني لأنني وفقاً لدراستي سأتمكن من مساعدته في إتمام صفقاته، ولأنني أملك قواماً جميلاً سيمكِّنه من التباهي بجمالي أمام أصدقائه، وخاصة عندما أرتدي «المايو» أمامهم! هنا، وعند هذه الكلمة – ورغم أني كنت أرتديه عندما أذهب إلى المسبح – شعرتُ بأن مِطرقة من حديد ضربت رأسي، ولم أعد أسمع ما يقول، وشعرتُ فجأة بالبرد يَقْرص جسمي. واعتذرت منه وخرجتُ من الغرفة وأخذت أبكي؛ فقد استفزَّتني بقلة احترامه وعدم صيانته لعِرض زوجته! فبدلاً من أن يصونني قرر عَرْضي على زملائه! وعندما أخبرت أهلي قالوا لي إني سأتمكن من تغييره فيما بعد، وإن هذا «العريس» فرصةٌ لن تتكرر مع الأيام! ولكني اتخذتُ الموقف الحاسم في حياتي فتركتُ المحاماة ودرستُ الشريعة وتزوجتُ رجلاً ملتزماً صانني وقدّر قيمتي، علماً أن حالته المادية لا تساوي 1% من ثروة ذلك الرجل، إلا أنني أعيش في سعادة غامرة وفي طمأنينة عارمة.
يقول (صابر) – طالب جامعي- إن مسألة الخوف على الأعراض تحولت 180 درجة؛ فلم نعد نلمسها عند حوالي 85% من أفراد المجتمع الإسلامي. فالآباء والأزواج والإخوة يسمحون لبناتهم وزوجاتهم وشقيقاتهم بالخروج سافرات متبرجات متعطرات… حتى أن استهجان الفرد من رؤية هذه المناظر صار غائباً، لأنها أصبحت أمراً اعتيادياً، نتيجة عمل الجمعيات التي تدّعي المطالبة بحقوق المرأة، وانتشار البرامج الإعلامية التي تقدمها النساء السافرات أو – أحياناً – المحجبات على الموضة! واختلاف معايير الحشمة عن السابق.
♦ تقول (نادية) – متخصصة في الكيمياء -: إن الخوف على الأعراض بات موضةً قديمة في نظر مجتمعنا عموماً! مع العلم أن أفراد المجتمع الغربي يحسدوننا على هذا الخُلُق؛ فالفتاة عندهم عندما تخرج إلى الشارع تخاف على نفسها من الاغتصاب. إن الخوف على العِرض يحمي أمتنا من الانهيار خلف الشهوات… في إحدى المرات كنت في محلٍّ تجاريّ عندما دخلت امرأة وزوجها وابنتهما، وذهبت الفتاة التي تبلغ من العمر (15 عاماً) لتجرِّب تنورة لا يتجاوز طولها الشبر، وعندما خرجت من غرفة القياس فرح والدها وقال بأن التنورة تناسب جمالها وتُبرز محاسنها!!!
أحدهم – رفض الإفصاح عن اسمه – روى لنا حادثاً مُشيناً حدث معه عندما أتى مرة إلى المنزل ووجد زوجته مع عشيقها في السرير! فقال: جُنّ جنوني وطلّقتها، ولكني بعد فترة أرجعتها من أجل الأولاد، ولأني أحبها أيضاً!!
أخبرتنا إحدى الداعيات عن فتاة تريد ارتداء الحجاب ووالدها يرفض، وكلما ارتدته يقوم بنفسه بخلعه عن رأسها، وعندما ذهب إلى العمرة سارعت من فورها لارتدائه ظناً منها أن والدها ربما تغيّر، ولكنْ بالعكس! كان كلما اتصل بها من مكة المكرمة أو المدينة المنورة يدعو عليها لأنها ارتدت الحجاب! وعندما رجع نزعه عن رأسها بالقوة!!
أما (أم ربيع) فتحدثت عن مظاهر غياب مفهوم الغيرة على الأعراض، متمثّلاً في الجلسات المختلطة التي تُعقد في منزل جارتها التي ترقص فيها النساء مع الرجال – إفشاء أسرار العلاقات الحميمة وتبادل النكات الجنسية والسباب والشتائم التي تطال الأعراض، التي أصبحت عادية – إلباس الفتاة الصغيرة الثياب المتكشفة، والتساهل معها في أمر الحجاب بحجة أنها ما زالت صغيرة، فإذا كبرت قالوا: حتى تقتنع!!
وفي هذا التحقيق سلط الضوء على أسباب وتجليات ومظاهر ضَعف مفهوم الغيرة على الأعراض في النفوس، حيث حاورنا كل من د. نهى قاطرجي أستاذة مادة الأخلاق في كلية الإمام الأوزاعي، والأستاذحسام العيسوي إبراهيم من علماء مصر. فلنتابع:
تقول د. نهى قاطرجي:
إن تجليات غياب مفهوم الغيرة على الأعراض كثيرة، منها انتشار الدياثة التي نهى عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: بقوله: «ثلاثة لا ينظر الله عزّ وجل إليهم يوم القيامة» وعدّ منهم: «الديوث» رواه النسائي. والديوث في اللغة هو «القُنْذُعُ، وهو الذي لا غَيرةَ له»… لذلك لا يتأثر الديوث بكل ما يشاهده ويسمعه من أفعال منكرة، بل وحتى محرّمة، تحدث في عائلته مع بناته وأبنائه بل وحتى مع زوجته.. الإباحية في اللباس والاختلاط غير المنضبط الذي قد يصل إلى حد الزنا!! وما ينتج عنه من انتشار للعلاقات المحرّمة مثل المساكنة التي بدأت تنتشر بين الشباب تحت حجة معرفة الآخر قبل الإقدام على الزواج، أو مثل ما يعرف بالزواج المدني (اللاديني) بين المسلمة وغير المسلم! ومن مظاهر غياب الغيرة لامبالاة المسلم في بعض الأحيان بما يرى أمامه من منكرات!!
وتحدثت عن الأسباب التي ساعدت على هتك أسوار الغيرة في نفوس كثير من الناس، منها: البُعد عن الدين والأخلاق، وهذا نجده كثيراً لدى الأسر التي تبتعد عن المنهج النبوي في التربية، وتتبع المناهج التربوية المعاصرة القائمة على إعطاء الحرية المطلقة للأبناء وعدم معاقبتهم مهما تمادوا بالخطأ؛ وذلك هرباً من أن يوصفوا بالمعنِّفين.. ولا ننسى عوامل التقليد للغرب والتماهي مع ثقافته!
بالنسبة للإعلام، فلا يخفى على أحد الدور الذي يقوم به في إثارة الغرائز وإشاعة الفساد بما يعرضه من مواد إباحية… مما يجعل المشاهد مع الوقت يصبح أكثر تقبلاً لهذا المنكر ويعتبره أمراً طبيعياً… ولا ننسى دور المذيعات اللواتي يظهرن باللباس الفاحش!!
كيف حفظ الإسلام الأعراض؟
يقول الأستاذ حسام العيسوي إبراهيم من علماء مصر الدعاة: وضع الإسلام حدوداً ثابتة وواضحة للمحافظة على الأعراض والحرمات، ومن هذه الحدود:
1- تعظيم حُرُمات المسلمين:
قال تعالى: ﴿ ومَن يُعَظِّم حُرُمات اللهِ فهو خيرٌ له عند ربِّه ﴾ [الحج: 30]، ومن حُرُمات الله أن يحافظ المسلم على عِرض أخيه، فلا يصيبه بأذى ولا سوء، مادي أو معنوي. وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «… كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى ههنا…» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
2- ستر عورات المسلمين:
يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿ إن الذين يُحبّون أن تَشيعَ الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة ﴾ [النور:19]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة» رواه مسلم.
3- بيان فضل الحياء والحثّ على التخلّق به:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشد حياءً من العذراء في خِدْرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه» متفق عليه.
4- الحث على حفظ الأسرار:
قال تعالى: ﴿ وأَوْفوا بالعهدِ إن العهدَ كان مسؤولاً ﴾ [الإسراء: 34]. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إنّ من أشَرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفضي إلى المرأة وتُفضي إليه ثم ينشر سرها» رواه مسلم.
5- تحريم الطعن في الأنساب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «اثنتان في الناس هما بهم كُفُر: الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت» رواه مسلم.
6- الخوف على النفس والأهل من النار:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
وهذه الآية صريحة في وجوب المحافظة على النفس والأهل من النار، ومن وجوه المحافظة على الأهل: أن يخاف على أعراضهم، وأن يُحسن تربيتهم، وأن يراقب تصرفاتهم.
وتضيف د. نهى قاطرجي: إحياء هذه الفريضة في النفس والمجتمع يبدأ من البيت عن طريق التشديد على أهمية القدوة، فلا يكفي للأهل أن يربوا أبناءهم على الفضائل، بل ينبغي أن تكون هذه الفضائل مزروعة فيهم أولاً حتى يتمكنوا من نقلها إلى غيرهم. والمثل يقول: «كلُّ إناء بما فيه ينضح». وأول قدوة تستحق أن تُتبع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
ومن الوسائل التربوية الفعّالة أيضاً: زرع تقوى الله عز وجل في نفوس الأبناء واستشعار مخافة الله عزَّ وجلَّ بداخلهم؛ فبغياب رقابة القانون المحلّي والقانون الاجتماعي القائمَيْن على العقاب والمحاسبة يبقى لهذا الرادع الداخلي دوره الفعّال في منع الإنسان من ارتكاب المنكر.. وبعد ذلك لا بد من العمل على إحياء سُنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده لَتأمرُنَّ بالمعروف ولتنَهوُنَّ عن المنكر أو ليوشكنّ اللهُ عز وجل أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم» رواه الترمذي.
هذا ونختم بقول أحد الحكماء: «الذَّبُّ عن الشرفِ والعِرض أربَى من الذِّيَاد عن الحِمَى والأرض، ومَن أحبَّ المكارم غارَ على المحارم»… لذا؛ فإنَّ السعي إلى التطبيق الواقعي لهذا الخُلُق في حياتنا بات واجباً إسلامياً وتربوياً ودعوياً، مذكّرين بحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم -: «ما من راع يسترعيه الله رعية يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»، شاكرين لضيوفنا حُسنَ مشاركتهم وإثراءهم لهذا التحقيق.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة