ضخامة ليلة القدر
أحببت أن أُوجد الاحساس الكمِّيَّ للحظات لليلة القدر النفيسة، وبفضل الباري عزَّ وجلَّ سأقدِّم في هذا البحث الفريد من نوعه خلاصة جُهدي؛ كي تُعطي _ أخَ الإسلام _ لهذه الليلة حقَّها من العمل والعبادة، ولكي أبيِّن منهجي في الاستنتاج، أقول: بأن هذه الليلة - ليلة القدر- خيرٌ من ألف شهر، أي أفضل من 83.3 سنة، ومتوسط مدة الليل من أذان المغرب إلى أذان الفجر في العالم العربي في العام هو: (627) دقيقة، فإذا استطعنا أن نجري الألف شهر خلال هذه الدقائق الـ 627؛ بحيث يبدأ الشهرُ الأول مع الدقيقة الأولى مع بداية أذان المغرب، وينتهي الشهر الألف مع الدقيقة الـ 627 مع أذان الفجر، حصلنا على النتائج الآتية؛ أقدمها بعد هذه المصطلحات الأساسية:
مصطلحات أساسية:
• (ق): ليلة القدر.
• (ث): ثانية، ( د): دقيقة، (س): ساعة.
• (ث ق): الثانية الواحدة من ليلة القدر... وتساوي 18 ساعة في سواها.
• (د ق): الدقيقة الواحدة من ليلة القدر... وتساوي 47 يوم في سواها.
• (س ق): الساعة الواحدة من ليلة القدر... وتساوي 7 سنوات و344 يوماً وكسور في سواها.
وإليك البيان الختامي:
• بمجرد أن يؤذَّن لأذان المغرب من ليلة القدر يبدأ عدَّاد الحسنات يأخذ معياره الخاص، والذي لا يتكرر في العام إلا مرة واحدة، وفي نصف مدة اليوم الواحد فقط، فإذا عبدتَّ ربَّكَ بتسبيحة واحدة وقلت: (سبحان الله) - والتي تستغرق ثانية واحدة - فكأنما عبدتَّ ربَّكَ بما يوازي 18 ساعة! وإذا سبَّحْتَ اللهَ عزَّ وجلَّ 33 مرة (33 ث)؛ فكأنما عبدتَّ اللهَ مدة 26 يومًا متواصلًا! وإذا استمريت في ترديد الأذان دقيقة واحدة؛ فإنك قد عبدتَّ الله 47 يومًا (شهر و17 يومًا)!!! وإذا استمريت في الذكر والصلاة على النبي [ إلى بداية صلاة المغرب - أي بعد 10 دقائق تقريبًا من الأذان - فقد كنت في العبادة طيلة سنة و116 يومًا بلياليها ونهاراتها! وإذا أكملت وربحت الصف الأول، وصليت المغرب، وأدَّيت ركعتي سنة المغرب؛ فقد كنت في العبادة (25 دقيقة)؛ أي ما يوازي 3 سنوات و114 يوماً. وإذا كنت ذا عزيمة واعتكفت يوماً في المسجد إلى أذان العشاء وصليت العشاء و التراويح (تقريبًا ساعتين ونصف من بداية ليلة القدر)؛ فكأنما وصلت إلى 19 سنة و 331 يومًا من الطاعة المتواصلة. وإذا كان عمرك 25 سنة وأردت معادلة عمرك بالعبادة؛ فما عليك إلا أن تجتهد في صنوف العبادة (3 ساعات و8 دقائق) من بدء الليلة. وإذا طرقت باب الثلاثين فإنك بحاجة إلى (3 ساعات و45 دقيقة) متواصلة. وإذا وصلت إلى الأربعين فإنك بحاجة إلى (5 ساعات و1 دقيقة) لمعادلة العمر بالطاعة، وإذا دخلت نادي الخمسين وأردت معادلة ذلك العمر بحسنات ليلة القدر، فاعبده متواصلًا (6 ساعات و16 دقيقة). أما إذا اجتهدت (8 ساعات) متواصلة - أي إلى قبل صلاة الفجر بساعتين، وقبل أن تشرع في القيام - فإنك حينها قد قطعت 67 سنة و136 يومًا من العبادة. وإذا أكملت في الذِّكر والدعاء إلى أذان الفجر تكون كَمَن عبد ربَّه 83.3 سنة أو 1000 شهر! هذا إذا كانت ليلة القدر تعدل 1000 شهر، فكيف وهي خير من ألف شهر؟!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن