علاقتي مع ابنتي متوتّرة
المشكلة: تبلغ ابنتي - الصغرى بين أبنائي - من العمر 15 سنة... هي عنيدة منذ صغرها, غير أنني كنت قادرة على ضبطها وتوجيهها. أما الآن فأصبح هذا الأمر في غاية الصعوبة... هي متمردة على واقعها، وعلى عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا... لم تعد تتقبل مني كلمة أو توجيهاً... بل إن الكلمة نفسها التي تثيرها مني تستقبلها من غيري برحابة صدر... حتى صرت أفكر بالكلمة مرات ومرات، وأحتار بأي أسلوب أتعاطى معها، وأتجنب الاحتكاك بها. أنا حريصة على تحسين علاقتي بابنتي وأخشى أن أخسرها، فكيف أتصرف؟
الحل: تقترحه عليكِ الداعية المربية أم حسان الحلو:
اعلمي عزيزتي الأم الفاضلة أن معاملة الفتاة الصغيرة تختلف تماماً عن معاملة الشابة؛ وإن كانت هناك قواسم مشتركة بين علاقات الأمهات ببناتهن سواء كن صغيرات أم كبيرات... أبرزها الصدق والدفء والحوار الهادئ مع الابتعاد عن إصدار الأوامر... وإليك عزيزتي بعض النصائح التي قد تنفعك بإذن الله:
أولاً: كون ابنتك هي الأصغر فهذا يعني بالنسبة لها أن منافسيها كثُر; لذا ترَيْنها متمسكة برأيها، وعنادها نشأ بسبب رغبتها في تحقيق ذاتها؛ فالطفل العنيد إنسان باحث عن نفسه وسط الزحام.
ثانياً: احترميها أمام الآخرين وامتدحيها بما هو فيها كما ورد عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «نِعْمَ الرجل عبد الله لو أنه كان يقوم الليل» وقد ورد أن عبد الله بن عمر لم يترك قيام الليل مذ سمع هذا الوصف له من سيّد البشرية صلى الله عليه وسلّم؛ ففي هذا الوصف تقدير لكل الصفات الجميلة وارتقاء به نحو الأفضل، بينما يقع البعض في خطأ فادح ألا وهو تجاهل الصفات الجميلة عند أبنائه محاولاً غرس صفات حميدة أخرى.
ثالثاً: يبدو أن ابنتك تُحِسن الاستماع للآخرين والأخذ منهم، وهذه صفة رائعة، والأروع منها أن تحاولي الحديث معها بهدوء وفي مكان جميل، ومن الأفضل أن تقدّمي لها هدايا تُفرحها بين حين وآخر متلمّسة رغباتها واحتياجاتها...
رابعاً: اتركيها تعبِّر عن رأيها في العادات والتقاليد؛ ففي هذه العادات السيئ والحسَن. افهمي منها لماذا رفضت تلك العادة وناقشيها بهدوء. وأفهميها أن الأمم التي تغبطنا على عاداتنا وتقاليدنا كثيرة.
خامساً: ليكن لكم جلسة عائلية تستمعون فيها لبعضكم البعض، وحبذا لو شملت بعضاً ممن تستمع لهم ابنتك، وتأملي ما يجذبها إليهم؛ قد تكون النظرات المُحبة والكلمات الحانية أو نبرات الصوت الهادئة إضافة إلى طريقة تناول الموضوع.
سادساًً: حاولي الاستعانة بإخوتها الأكبر منها وبأبيها للتقريب بينكما.
بارك الله بكم جميعاً .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن