تلفزيون .. رمضان
قالت لي بحماس : في رمضان أدير التلفاز للحائط !
وذكرت أخرى .. أغطيه فلا أسمح بفتحه مطلقا ..
قلت لهما : ولكن لي رأي آخر ..!!
إنني في رمضان أحب التلفاز أكثر ! وقد لا أعبأ به باقي أيام العام !
فغرت فاها وقالت .. أنت تقولين هذا الكلام ؟!! وكيف ؟
أجبتها .. نعم ..
إنني في رمضان .. أنتظر إطلالة علمائنا الأجلاء .. الذين وعوا وعرفوا قيمة استغلال الإعلام .. بعيدا عن العقول الضيقة التي تغلق فكرها عن كل ماهو جديد ومفيد !
نعم ! أنتظر الدكتور سلمان العودة بإبداعاته اللطيفة .. وطارق سويدان بأفكاره القيادية العملاقة .. وسواعد اﻹخاء بروحانيته العجيبة وقربه الحبيب من القلوب !!
أنتظر صلاة التراويح في الحرم المكي .. ينساب صوت الإمام الشجي في أرجاء بيتي .. ليعيش أبنائي أجواء الحرم وتراتيله ودعائه الخاشع الجميل .. والتي نفتقدها في مساجدنا هنا !
أعلمهم كيف يترقبون الدعاء .. ويرددون آمين .. وينظرون إلى الجموع الغفيرة من المسلمين يبتهلون ويرفعون أيديهم إلى الله ويذرفون الدموع ..
وكم تحرك هذه المشاهد خيالهم وعاطفتهم ، وكم تثير من أسئلة واستفسارات أرحب بها ونتحاور حولها ..
نعم ..
في رمضان .. أحب أن أرى الوجه المضيء للإعلام !
أحب ان أرى علماءنا الفضلاء تزدهي بهم الشاشات .. يتألقون ! ويهيمنون على القنوات .. فيمتلكون القلوب واﻷلباب !
كل ذلك يجعلني أعيش حلم انتصار الإسلام .. وقرب انتشاره وشموله العالم بأكمله -بإذن الله -.
أحب أن أرى بشائر الخير في اﻷمة.. في استثمار كل ماهو حديث وجديد في ثورة التكنولوجيا .. التي إن لم نرعها ونحتويها نحن .. تركناها للسفهاء ...
أحب أن أسمع تراتيل وأنغام وابتهالات الصيام .. والدعاء ..
أحب أن يعيش أبنائي لذة الشهر الفضيل بثوب القرن الواحد والعشرين ..لا أن أحبسهم في بوتقة ضيقة تعزلهم عن العالم الخارجي .. فيظنون انهم في سجن رمضان !! ويتوقون للخلاص منه !!
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يأل جهدا في تطوير العقول وتحريك الأفكار واﻷفهام .. و أعتقد أن لو كانت الفضائيات واﻷجهزة الذكية على عهده -عليه الصلاة والسلام - لاستثمرها أفضل استثمار في نشر رسالة الاسلام ..
وهو الذي بشرنا عليه الصلاة والسلام بأنه لن يبق بيت في آخر الزمان الا وسيدخله الاسلام .. وسينتشر بإذن الله ، ما دام هذا ما بشرنا به الحبيب عليه الصلاة والسلام
.....
هذا ما أردته من التلفزيون في رمضان .. وﻻ شيء غيره ..
والأهم من ذلك ؛ أﻻيعني هذا أن نغفل أو نتغافل عن أن شهر رمضان، هو شهر القران والذكر والطاعات والقيام والدعاء ..
فلنا مع هذه الطاعات الوقت اﻷوفى .. وفي رحابها نقضي أروع اللحظات .. !
ولكن لكل شيء وقته ..
فاتقوا الله في تربية النفوس .. وتربية اﻷبناء .. كما يحب الله .. وكما يريد لنا الاسلام ..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن