إدارة أعمال/ الجامعة الأميركية
أحلام مستغانمي في الميزان
منذ فترة يراودني هذا الموضوع حقيقةً و ترددت بالحديث عنه لأن لا يظن أحد أنني اتحدث عليه من منطلق التعصب للرجال ..
فوالله ما كانت الغاية إلا حرصاً على إخواني و أخواتي من الانحراف بالفكر و الخُلق دون الشعور بهذا المنزلق...
فوالله لا تعني لي الكاتبة بشيء...
لا في ثأر بيني و بينها ولا محاكم و قضايا ولا هم يحزنون منذ فترة كنت أرى تداول الكثير من المقاطع الروائية لأحلام مستغانمي، لم أكن أعرف من هي و قلت إنه تداول عابر...
فأصبحت أرى من فترة لأُخرى تداول مقتطفات من رواياتها فأحببت أن اقرأ لأتعرّف على نمط فكرها وطريقة كتاباتها التي ينشدّ اليها بعض الناس (مع العلم أني لا أُطيق قراءة الروايات بتاتاً إلا من سيدنا الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله تعالى عليه لأنك تبكي وأنت تقرأ لا حزناً على البطلة المظلومة و لا البطل المقتول، بل تبكي حباً و شوقا لله سبحانه) ...
فرأيت كلاماً أزعجني كمسلم لا كرجل والله ...
أسلوب ليس لنا، كلام بعيد عن أخلاقنا و أدبنا وحيائنا ...
طُرق للحل بخلاف وعكس ما يحب الله و يرضاه ...
بذائة ودنائة في سرد القصة ..
فسألت نفسي ما مدى هذا الأثر السيء الذي سيكون على عقول شبابنا و بناتنا، بالأخص لمن يحبون أن يعيشوا الرواية و هم كُثر...!!
واسمحوا لي بداية أن أوضح أن لا مشكلة لدي مع قصص وروايات الحب، فكلنا بشر وكلنا يُحب، ولا بأس في رأيي من تصوير الحب العفيف (العذري- romance) في رواية أو كتاب ما دام مقتصراً على الشعور الإنساني المحض، ولا سيما إن تعداه إلى علاقة شرعية صافية لا تشوبها الخيانة والشهوة المحرّمة.
المشكلة في كتب أحلام مستغانمي بعد اطلاعي على عدة مقاطع هي في وصف الحب الإباحي (الماجن erotic romance) وتعظيم علاقة حب غير شرعية تنتهي بوصال محرّم بين ذكر وأنثى.
المشكلة هي في تزيين الزنا والانحلال الخلقي، وإظهار المغامرات الغرامية الماجنة التي تتضمن لقاءات سريّة، بمظهر أنيق وتصويرها على أنها أمر رائع وهو ما يحرّض القارئ على تجربتها والخوض فيها.
وعلى هذا الأساس أنقل لكم مثال واحد صغير من أصل مئات الأمثلة (فهو كالسم في الدسم) وأرجو أن تتحملوني..
في روايتها ( الأسود يليق بك ) الذي تغنى به الكثير تحكي فيه قصة فتاة تقع في حب رجل ثري وتكذب على أمها وتسافر إلى الجزائر بحجة أنها ذاهبة إلى عمل ما، وهناك تلتقي برجل وتقيم علاقة معه. علاقة غير شرعية ومحرّمة بالكامل، وتستمر العلاقة حتى بعد علمها أنه رجل متزوج يخون زوجته، ويتم تصوير تلك العلاقة على أنها علاقة حب وغرام فيها من المتعة والسعادة ما فيها.
أليس هذا تحريضاً على الخيانة الزوجية والبحث عن السعادة الغريزية خارج إطار الزواج بصورة غير شرعية ؟؟
للأسف هل هذا هو المستوى الذي نحب أن نُربي عليه أجيالنا ...
الأجيال التي ندعوا الله أن يؤيدنا بنصره !؟
الأجيال التي ندعوا الله أن يحميها ويحفظها و بالمقابل نرميهم لهذه المبادئ و القيم؟!
و هنا زيادة من تشويه لصورة الحب!!
الحب الذي يُخبّأ عن الأهل والناس.. الحب المتلصص.. الحب الذي يبدأ بهاتف وينتهي بفندق.. الحب الذي لا يُكتمل إلا بكأس نبيذ وليلة زنا.. الحب الذي يرتكز على خيانات، خيانة الله، خيانة الأهل، الزوجة، بل وخيانة الحبّ نفسه…
و أصبحنا نراه يتمثل على التلفاز إلى أن أصبح حقيقة!!!؟
ويبقى السؤال الأهم: ما الذي جعل أحلام مستغانمي تمرر الخيانة في روايتها بدون عبارة حكيمة واحدة تقول بأن لا أبشع من الخيانة، وأن ما عانت منه هالة ليس حكاية عشق فاشلة بل علاقة خيانة لزوجة وابنتيها ولشابة أراد رجل في عقده السادس شراء شبابها والاستمتاع بعبوديتها.
ما ذنب القارئ أن يُبتلى و يُفسد بشيء لم يمر عليه أو حتى لا تخطر على باله بالذي يقرأه لأن صاحبة الرواية عاشت تجارب غير أخلاقية حكما مبنية على قواعد و أصول هي التي وضعتها ؟!
لكل من يقرأ رواية أحلام مستغانمي “الأسود يليق بكِ” أقول: “احذروا الخيانة عندما تُغلّف بورق الهدايا الملوّن”.
يؤلمني أن أرى من يتأثر بهذه الروايات التي هي مضيعة للوقت و خدش للمروءة واستسخاف بالحرام واستمراء له!
وبالأخص عندما تكون رواية تصدر من شخص أساس حياته مبني على الحرام والكفر( فأحلام متزوجة من شخص نصراني فهي مرتدة عن دين الله و لعل هذا الأمر يغفل عنه الكثير) و نمط حياتها و أفكارها لا يمت للإسلام بشيء....
و لا ننخدع بذكر حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم هنا و آية هناك...
كتب الروايات تختلف عن أي نوع آخر من الكتب..
فكتب العلوم الدنيوية لا يهمك خلفية و عقلية ولا حتى ديانة من يكتبه و ينقل لك..
أما كتب الروايات، فصاحب الرواية ينقل لك احاسيسه و تفكيره و نظرته للحياة و طُرق حل مشاكله بطريقة مزخرفة منمقة تشدك اليه...
فهل نقبل هذا على أنفسنا و أطفالنا؟! لعل البعض يقول: هي تذكر قصص واقعية تحصل.
أقول لهم: و هل عجز رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلها لكي نرى كيف الست أحلام تحلها!؟؟ ونجعل شبابنا و بناتنا عُرضة للتأثر بها وبمنطقها الأعوج؟!
نصيحتي من قلب غيور على إخوانه و أخواته والجيل القادم: هناك آلاف الروايات التي هي ضمن الأخلاق و الأدب والتي تحكي قصص عفيفة شريفة و غيرها.. إن كان ولا بُد من قراءة الروايات، فحاولوا أن تختاروا ما يزيد مروءة في الانسان و رِفعة عند الله.. أو ما يعلم الأخلاق و القِيم... أو ما يفيدك بالدنيا و من ثم الآخرة...
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة