ألوان المتكبرين
آفة الكبر بيننا أفراداً وشعباً برزت بمعالم واضحة خلال الثورة في #سورية.
يمكن أن نتجول بين طبقات وشرائح شتى لنرى كم مهدت لفجوات بات من الصعب أن تُردم، ما لم تُدرك فتُعالج.
الكبر بالعلم أو العمل أو بكليهما معاً، دفع كثيرين لإقصاء الفئة الأدنى والأقل علماً وعملاً، أو حتى الأقل ثقافة وفهماً، أو تقييمها بنبرة استعلاء، أو التعالي عن محاورتها وتعليمها بالعقل وكثير من الصبر، فبات العُجب سيد الموقف، وبات من يقوم بدوره العادي في المحاورة والتواضع للناس على اختلافهم يعتبر حليماً أو حكيماً، وبات المتكبر بما يملك يأنف عن الاعتذار أو التراجع، وكيف يعتذر وهو الصواب والكمال برأيه! وأدنى من المتكبر بعلمه ذلك المتكبر بجهله، يرفض أن يتعلم، ويملأ الدنيا ضجيجاً بحفنة أفكار أو أعمال يقوم بها، يظن أنه بها قد ملك الدنيا،
فلماذا لا يشغل الناس به ولا يجعلهم محور حديثه؟!
وأدنى من أولئك جميعاً من رفض الاعتراف بخطئه أو التراجع عنه، أو الاعتذار عن ما سببه، فهو مدرك لما أحدثه،
لكن شيئاً ما في قلبه يدفعه لئلا يعترف، فالاعتراف في شرعة هواه ذل وتنازل.
أما الأسوأ على الإطلاق فالمتكبر بباطل تمسك به، وسانده، وجاهر بالدفاع عنه، وهو يعلم في قرارة نفسه أنه باطل.
ألوان المتكبرين متنوعة،
وطبقاتهم مختلفة ومتفاوتة،
ولا يمكن بشكل من الأشكال أن نسقط حواجز أعدائنا التي تحيط بنا،
ولا أن نغلب الأسلحة المشهرة في وجوهنا إن ظللنا نحدق في أنفسنا، فكثرة التحديق بما لا ينفع لا يعقبها إلا السقوط في الحُفَر.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة