طبيبة مِخْبرية، حفيدة العالِم المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام رحمه اللَّه | لبنان
دعوة إلى العطاء
كان الاستحقاق مصيرياً؛ لأنه يتعلق بي شخصياً..
يتعلق بزوجي رئيس البلدية الحالي الذي ترشح للمرة الثانية...
لأجد نفسي أسيرة روتين تَعَافُه نفسي، وهو الزيارات الانتخابية للعائلات والأُسر حتى أُقنع الأفراد المقترعين بأهلية زوجي لهذا المنصِب...
وانطلقتُ مع عدَّةِ صديقات لي ناشطات اجتماعياً.. نجوب الأحياء ونجتمع مع السيدات في كل المناطق الخاضعة للبلدية..
ومع مرور الأيام ولقائي بكل أطياف المجتمع أصبحتُ أكثر اندفاعاً وحماساً للقائهم..
حماس ممزوج بالمحبة تارة، وبالشفقة تارة على أوضاعهم الصعبة، ووجدت نفسي أذوب في مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية، وأتعاطف مع احتياجاتهم، وأحاول جهدي أن أجد معهم بصيصاً من الأمل لنجد الحلول لها.. حتى نسيت الهدف الأساسي الذي من أجله انطلقتُ إليهم.. وخاصَّة عندما التمست من تعابيرهم وارتشفت من نظراتهم ومن كلماتهم ترانيم محبة ووفاء يبثّونها إليَّ لأوصلها للمرشح الذي أمثله..
وكنت في استغراب شديد من دفق المشاعر الجياشة التي كانت تتوهَّج من مواقفهم وآرائهم رغم معاناتهم، إلى أن عرفت سرَّ ذلك كله.. وهو يكمُن في: وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. وهو يكمن في قوله تعالى: (وأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى)، لم أنسَ ولن أنسى عشرات الفقراء والمرضى الذين كانت ترتفع أياديهم وعيونهم إلى السماء، وهي تدعو لمرشحهم بأن يبقى في موقع المسؤولية حتى يتابع شؤونهم، ويخفف عنهم غدَرات الزمان وسوء الأحوال..
لن أنسى ضحكات المعاقين التي أبكت فؤادي عند سماعهم باسمه...
نعم...
خرجت في زيارات انتخابية..
لكنها كانت تغييراً جذريّاً في حياتي.. وفي نظرتي لمن أحمل اسمه... وفي تحديد هوية المرحلة القادمة..
هذه المرحلة التي ستكون دعوة إلى العطاء..
دعوة إلى أن نكون أهلاً للعطاء الروحي والنفسي والاجتماعي والمادي...
وأتذكر: جُبلتِ القلوب على حُبِّ مَن أحسنَ إليها، وبالفعل ترجم هؤلاء جميعاً ما في خواطرهم تأييداً في الصناديق يوم الانتخابات، فكان لهم ما أرادوا وبقي راعياً لهم، لتبدأ مرحلة جديدة من العطاء..
أرجو الله أن يجعلَه موصولاً به، وأن يكون قدوة لمن معه في نسج شبكات من العطاء تؤسِّس لبناء أخلاقي وحضاري متين.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة