سخاء المعلم
في التسويق الشبكي يقوم المندوب بدعوة الآخرين للعمل كمندوبين للشركة، وأيُّ مندوب جديد ينضمُّ للعمل عن طريق المندوب القديم؛ فإن المندوب القديم يحصل على نسبة ربح من جميع مبيعاته، وأيُّّ مندوب آخر ينضم للعمل عن طريق هذا المندوب الجديد؛ فله نسبة ربح من مبيعاته أيضاً. أي: تصبح العلاقات بين المندوبين بما يشبه الشبكة.
وهذه الطريقة بمعناها الخُلقي وردت في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» ( رواه مسلم).
هذا وتكاد تخلو الساحة من أولئك الذين يحرصون على بذل المعنويات، وتعليم المعارف، فيتلكؤون في تعليم غيرهم ما يعرفونه من مهارات، أو يرشدوهم فيما يحتاجونه، أو يساعدوهم في ذلك...
والسبب في ذلك التخوف من أن يتفوَّقوا عليهم، أو يصبحوا أكثر منهم شهرة، ولو أنهم أمعنوا النظر قليلاً لأسعدهم ذلك بدلاً من أن ينغِّصهم، لأنهم بذلك إنما يتعاملون مع بارئهم؛ فيعقدون عقد بيع لا يخسر، ويسجِّلون في صحيفتهم حسنات تتضاعف مع كل مَن ينقل عنهم مهارة أو نصيحة، أو حتى كلمة طيبة..
في مقدمة كل بذل من هذا النوع تطل علينا صفاتنا البشرية التي تحب التفوق على الآخرين، تحاول أن تلوينا عن بذله.. لكن لا بدَّ من مجاهدتها، وأن لا تكون مانعاً لنا من تعليم غيرنا كلَّ ما نعرف، أو إرشادهم إلى طريقة الحصول على المعارف، لكي يكون لنا سهماً في نهضة أمتنا والاستجابة لأوامر ديننا. وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الحُوتَ؛ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ». (سنن الترمذي).
وإياك ثم إياك أن تكون البخيل الذي قال الله تعالى في حقه: (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ * وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) [النساء 37].
و برغم أننا نحن العرب مشهورون بالكرم المادي، وبرغم كل الخير الموجود في قلوبنا؛ إلا أن قلّةً منَّا مَن يبادرون في تعليم غيرهم ما يعرفون، ويقدِّمون زبدة تجاربهم في الحياة لغيرهم، فيموتون لكن تبقى آثار علمهم وسخائهم تُحَدِّث عنهم إلى قيام الساعة..
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
للاسف شتان بين التشبيه والمشبه به..وحاشنا ان نسوق للمحرمات بتشبيهها بالاعمال النبيلة كالتدريس وغيرها..لا وبل اكثر من ذلك ندعمها بالاحاديث الشريفة...فكلنا نعرف ان هذه النوعية من التسويق محرمة شرعا ولا يجوز التعامل بها في ديننا الاسلامي.. وقد صدرت بها الكثير من الفتاوي..فكيف لا تتحرين قبل ان تكتبين .. وهل التسويق لمنتجات التجميل يستحق كل هذا الجهد..