يعتبر الدكتور محمد بن موسى الشريف من القلائل في العالم العربي الذين جمعوا بين فنون عدة وبرعوا وبرزوا فيها بشكل واضح وملفت من مواليد جدة عام 1381 هـ، وأسرته من المدينة المنورة، و يتصل نسبهم بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: كابتن طيار مدني - بكالوريوس الشريعة 1408 هـ، كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- ماجستير في الكتاب والسنة 1412 هـ، كلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة ام القرى - دكتوراه في الكتاب والسنة 1417 هـ، كلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة أم القرى - قرأ القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة على فضيلة الشيخ الدكتور أيمن سويد - مشرف موقع التاريخ - عضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية للقران الكريم، وعضو مجلس إدارتها سابقاً – وله مؤلفات عديدة.
حكم حج المجاهدين والعاملين في الجهاد : الجهاد الشامي نموذجا
كتب بواسطة د. محمد موسى الشريف
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
2244 مشاهدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين وبعد:
فإن الجهاد في الشام من نعمة الله على المسلمين في هذا العصر وقد عظم أمره واشتد ساعد أهله حتى بدأت بشائر النصر بالظهور ولله الحمد والمنة.
هذا وطريقنا إلى النصر النهائي مفتقر إلى طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وبذل الجهد واجتماع الكلمة وتكاتف المجاهدين والعاملين كل في موقعه.
وقد تناهى إلى سمعي أن جماعات من المجاهدين والعاملين في حقول الجهاد كالاطباء يريدون ترك مواقعهم وقصد بيت الله الحرام لأداء فرض الحج وأرى في هذا الأمر مايلي :
١- ان كان القصد لمكة إنما هو لأداء حج التطوع فهذا لايجوز لأن ترك جهاد الدفع لأداء حج التطوع أو غيره من العبادات التطوعية تفريط بالجهاد وتضييع لمكتسباته .
هذا وقد أوجب الفقهاء على من نزل العدو بديارهم أن يدفعوه بكل وسيلة ممكنة وان يخرج الرجل للدفع بدون إذن والديه والعبد بغير إذن سيده فكيف يجوز ترك جهاد الدفع لأداء الحج تطوعا؟ ونحن نرى اليوم اجتماع أمم الكفر من روس وامريكان وروافض ونصيرية وملحدين على الجهاد الشامي وهذا الوقت هو من أشد اوقات الجهاد الشامي وأكثرها حرجا فكيف يذهب للحج مَن الجهاد بحاجة له ؟
هذا عدا مافي الحج من انفاق أموال جسيمة الجهاد أولى بها.
٢- إن كان القصد لمكة المكرمة إنما هو لأداء حج الفريضة فإنه يقال فيه ماقيل في سابقه مع مراعاة التفصيل التالي:
أ - إن كان المجاهد والعامل في حقول الجهاد كالأطباء لاغنى عنهم ولا يوجد من يقوم مقامهم فإنهم يأخذون بقول من قال ان الحج واجب على التراخي وهو قول جمهرة كبيرة من فقهاء الملة ولا يجوز لهم ترك الجهاد وتضييع البلاد والعباد بدعوى أداء فريضة واجبها موسع .
ب - ان كان من يريد الذهاب يمكن الاستغناء عنه إلى أن يعود بحيث يمكن أن يحل شخص مكانه فهذا يذهب ويعود سريعا إلى موقعه لكني أفضل عدم ذهابه وبقاءه لمؤازرة إخوانه وتقوية عزائمهم.
هذا وقد أفتى جماعات من الفقهاء للسلاطين المجاهدين أمثال صلاح الدين بعدم جواز ترك البلاد لأداء الحج لتربص العدو الكافر بالمسلمين ولما في ذهاب سلطان المسلمين للحج وترك الجيش من فت للعزائم وإضعاف للنفوس وهذه فتوى محكمة صحيحة تدل على فهم فقهاء ذلك العصر لمقتضيات الجهاد ومعرفة بالواقع. فكيف بزماننا هذا الذي خذل فيه أكثر المسلمين أهل الشام واجتمع عليهم العدو من كل مكان ؟
هذا وإني اطلب من كل اهل الشام ممن لهم غناء ودفع وقوة أن يكونوا حاضرين في مجامع الجهاد ومرابع العز والشرف والا ينسحبوا منها لأداء فريضة يمكن اداؤها بعد النصر بإذن الله تعالى أو لطلب كسب أو لغير ذلك من الأعذار التي لا يسوغ الاعتذار بها في مثل هذه الأوقات العصيبة ولأن في ترك مواطن الجهاد إغراء لسائر المجاهدين لصنع صنيعهم واتباع طريقهم وفي هذا نهاية للجهاد والعياذ بالله تعالى.
ومن استخرج تأشيرة وغرم مالا فليحتسبه عند الله تعالى وليبق في مكانه ولا يذهب والله تعالى مطلع على نيته ويثيبه ان شاء خيرا من الثواب الذي ينتظره في حجه .
هذا والله تعالى اعلم وأحكم وأجل وأعظم وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين.
وكتبه محمد بن موسى الشريف
نائب رئيس رابطة علماء أهل السنة والمشرف العام على موقع التاريخ
المصدر : موقع التاريخ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة