مقتل ناهض حتر.. والتطاول على مقام الشريعة
بعيدا عن النفاق الاجتماعي والنفاق السياسي.
ما سبب غزوة بني قينقاع؟
أوليس إعتداء يهودي على عرض مسلمة؟
ما معنى الفتنة أشد من القتل؟
هل ما كان ناهض حتّر يكتُبه هنا وفي المواقع وما كان يردده في حانات العربدة والمقاهي أمام رفاقه من مسلمين وغير مسلمين من قدح للذات الإلهية والرسول صلى الله عليه وسلم- أقل من الفتنة التي هي أشدّ من القتل بل وأشدّ من قتله الذي لا نؤيده؟
ناهض المُخلص لبشار الاسد وحزب اللات وايران ، كتب عشرات المقالات يُحرّض على السوريين والعراقيين ويهتف للحشد الشيعي الطائفي ، ويعتبر أهل السنة كلهم دواعش وهابيين ماداموا ضدّ بشار وضدّ ايران..
ناهض هو الذي حرّض على قتل السوريين الأبرياء، ولم نُحرّض يوما إلا على وضع حدّ له بالقانون .. وبمحاكمة عادلة ..
من مقولات ناهض حتّر: أن دين الدواعش عمره 1400 سنة وبعدها نشر البوست ( المشهور بالصورة التي لا يقصد فيها ربّ الدواعش بل ربّ المسلمين ) وقال فيما بعد أنه يقصد ربّ الدواعش.. حين أدرك أن ردّة الفعل قد تقوده الى السجن .. !!
ناهض جزء ممن صنعوا داعش .. وما داعش إلا نتيجة وردّة فعل ..
ولا نُبرر لمن قتله ردّة الفعل، ولكن من حقّنا العودة إلى الجذور .. إلى أصل الحكايات التي تتداولونها ، وفصلها ..
يتكون الشعب الأردني من أغلبية مسلمة وشريحة أو جزء مسيحي وطائفة دُرزية وأخرى بهائية..
الأغلبية المسلمة أيضا تنقسم إلى أمة محمد عليه الصلاة والسلام ( وهم من يدينون بدين الإسلام ويحاولون فهمه وتطبيقه بحياتهم اليومية ما أمكن) ، إضافة إلى أمة مهند التي هي مسلمة بالهوية ولا يعني الدين أو فهمه أو تطبيقه في حياتهم الشيء الكثير .. اللهم إلا في الأعياد والمناسبات والمشاركة ببعض الطقوس العائلية التي تحوّلت إلى عادات أكثر من كونها جزءًا من دين جدّاتهم وأمّهاتهم ..
وأقصد بأمّة مُهند : ( مُدّعي العلمانية والليبراليين الذين لا يطبقون من ليبراليتهم الا مناجزة الاسلاميين والمطالبة بالتضييق عليهم ، اضافة الى اليساريين والمُلحدين وقليلي الدين من لصوص وقُطّاع طرق وفاسدين ومن يُطالبون بتكريس كل بنود معاهدة سيداو التي تدافع عن حقّ الزوجة بأن يكون لها عشيقا او أن تسكن المُسلمة في بيت صديقها العاشق وغيرها من معاهدات ماسونية )
الدولة الأردنية دينها الإسلام، وهو مصدر التشريع المدني، ولكنها تتعامل كواقع بتشريعات وضعية. كما وتُطبّق نظاما سياسيا يحاول الابتعاد عن دين الإسلام ما أمكن، إرضاء للصورة السياحية التي تحاول الحكومة وبعض الرموز اللاوطنية رسمها ( خارجيا ) للأردن.
كما وتتصرف بعيدا عن الدخول في الأمور العَقدية والدينية سواء إسلاميا او مسيحيا وتضع نفسها ككيان سياسي مُجرد.
طيب
الدولة هي عبارة عن أفراد من هذا المجتمع، وأغلب من يعملون في المناصب الإدارية العليا في الدولة من أصحاب القرار ، هم من أمة مهند، ومصلحة الدولة والحكم مقدمة على أي اعتبار آخر سواء كان دينيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا.
في الآونة الأخيرة، خرجت علينا السفيرة الأمريكية بسيمفونية حقوق المثليين، وأخرج مناهضو الإسلام من علمانيين ومسيحيين رؤوسهم لفرض واقع جديد يزيد من عزلة وتغريب أمة محمد في الأردن.
وزادت الهجمة بتغيير المناهج وبدفاع أُمّة مهند عن الحداثة الكاذبة والتطوير الكاذب والتقدم المزيف والحرية المُنحلّة.
وهذا منهاج قديم بدأ بتحجيم أي قوة اجتماعية لها تأثيرها بالمجتمع الأردني. فبدأوا بمحاربة العشائرية التي تعتمد صفة العيب كرديف للحرام وهو أصلا نابع منه. وتم إقصاء أية شخصية قيادية لديها إلتزام ديني أو أخلاقي من هيكل الدولة. فاستشرى الفساد والنهب والظلم في سلطات الدولة الثلاث، التشريعية والقضائية والتنفيذية.
والحكومة الأردنية ما شاء الله عليها، لازالت تُركز في إعلامها وإجراءاتها على العجز بالميزانية وكأنه قدس الأقداس ، تاركة وراء ظهرها الشعب وأخلاقياته وأمنه الاقتصادي ومستقبله وأهم من كل ذلك هويّته ، فلن ينهض مجتمع ولن تتقدم أمة ما لم تجتمع على مشروع ينبع من هويّة المجتمع وثقافته الأم، ولازالت الحكومة تتعامل مع شعبها بصفة الغريم أحيانا ، وأحيانا أخرى بصفة العدو .
من تصرفات الحكومة ومباركتها لإبعاد الشعب الأردني عن هويّته الإسلامية - تبعا لما تريده الصهيوصليبية وعبدة الشيطان من ماسونية وعلمانية وتنويريين مُدّعين، أصبحت تستفز المسلمين في دينهم من تغيير مناهج وتنشيط ومباركة للنوادي الليلية والدعارة المستترة بل وتشارك بحماية وتكريس بؤر الرذائل في داخلها، بل واستضافت راقصة وتوّجتها كأم مثالية للأردنين..!!
ناهض حتّر اعتدى على الإسلام والمسلمين بأغلى مقدساتهم ( الله ورسوله وبعض رموزه) فقال دين الدواعش عمره 1400 سنة ثم رسم أو نشر صورة تجسد الله - تعالى عن ذلك - والرسول، بشكل مخزٍ ، فالتقطه ناهض ونشره على صفحته ..
تأخرت الدولة عن اعتقاله حتى شعرت بالخطر عليه ثم أفرجت عن د. أمجد قورشة ليكون مبررا للإفراج عن ناهض حتّر. وغيرت المناهج وستبقى على منهاجها ما دام الناس خانعين خاضعين ،والبرلمان مسخا، والشعب لا ينتفض إلا إذا جاء للأردن ثامر حسني او فوفو كرازون... أو غيره من حثالات العالم .
في النهاية أقول:
الحكومة الأردنية تتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل ناهض حتّر وذلك بأنها لم تأخذ على يده عندما أساء للإسلام والمسلمين. وأخرجته بكفالة وكأنه سرق بيضة دجاجة او تآمر على حقل للبطيخ..
فشعر من عنده حمية لدينه أنه لا يؤخذ حق إلا باليد، لقصور الدولة في الدفاع عن مقدسات المسلمين ورموزهم ..
لقد نبهتُ سابقا وعلى أكثر من موقع إلى خطورة ما فعل ناهض حتّر ، أن هذا قد يؤدي إلى فتنة طائفية يديرها الغرب حيث تم استهلاك قصة أردني فلسطيني، وحدات وفيصلي ،و (ملوخياتك والجسر) و ( احنا بنينا الكم الاردن ) ، ووعيت الناس - بفضل الله - لتفاهة ذلك وخطورته، وأدرك العدو عدم جدوى ذلك أيضا، فلم تنجح أية قوة خارجية في اللعب بهذه الورقة..
فبقيت ورقة الطائفية...
كما سبق وذكرت. أن الشعب الأردني ذو أغلبية مسلمة وأن بعض المسلمين فيه من أمة مهند للأسف. ولكن من تجربتي بأنه حتى أمة مهند، عندما تصل الأمور لدينها الإسلامي ، وتتيقن من ذلك ، لن تتوانى عن العودة إلى أصل هذا الدين.
(مش فقر وقلّة دين .. الله ما بيرضاها ...) ، على رأي أحدهم ..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة