روسيا ابتلعت الطعم الشامي.. والمستنقع بحاجة لرجاله
كتب بواسطة د. أحمد موفق زيدان
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
2365 مشاهدة
مجدداً الدب الروسي يبتلع الطعم الشامي كما ابتلع من قبله الطعم الأفغاني، سنوات الجمر الأفغانية لم تُعلم الدب الروسي شيئاً، ويكفي أننا حين نصف شخصاً بعدم الفهم والإدراك والاستيعاب نطلق عليه الدب، اليوم يحفر قبره في الشام ظاناً أن الحفر سيخرجه من الحفرة، ولكن المؤكد أن الدب الروسي لم يع أن سوريا اليوم ليست أفغانستان الأمس، والتي كان فيها أقوى حزب شيوعي ربما في العالم وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري، ولديه مليشيات شيوعية، بالإضافة إلى حدود جغرافية كبيرة بين الاتحاد السوفياتي يومها وبين أفغانستان مما مهد له نقلاً لوجستياً لكل ما يحتاجه، بخلاف الساحة الشامية البعيدة عنه جداً والمكلفة له، وفضلاً عن هذا كله فإن الاتحاد السوفياتي يومها كان في أوج قوته العسكرية وربما الاقتصادية، ومع هذا كله لم تتمكن موسكو من البقاء في أفغانستان فخرجت ذليلة ممزقة، فماذا تنتظر اليوم موسكو في ظل ظروفها الصعبة على كل الأصعدة مقارنة بظروف المرحلة الماضية الأفضل بالنسبة لها..
ما أعلنته الهيئة العليا للتفاوض بالأمس في الرياض من إطلاقها على روسيا وإيران دولتي احتلال أمرا مهما للغاية وإن جاء متأخراً جداً برأينا، ولكن هذا ينبغي أن يكون له تبعات واستحقاقات مهمة وعملية، فالاحتلال لا بد من مجابهته برجال أقوى منه عقيدة وأصبر منه عسكرياً، ولنتذكر أن أفغانستان لم يقاومها إلا المجاهدون أصحاب العقيدة، ولذلك حين سئل السفير الأميركي لدى المجاهدين بيتر طومسون عن سبب دعمهم لجماعات جهادية مثل حكمتيار رد بسرعة قائلا نحن ندعم هؤلاء لأنهم الأقوى عسكريا والأقوى عقيدة في مجابهة عقيدة شيوعية..
لا بد للعالم العربي والإسلامي إن أراد الحفاظ على ما تبقى له من كرامة، وإن أراد حماية نفسه من الخطر الإيراني والروسي الداهم أن يدعم المجاهدين الصادقين بكل قوة دعماً من خلال توحيدهم ومساعدتهم على التعاون والتنسيق فيما بينهم، أو من خلال الدعم العسكري والسلاح النوعي، وعلى بعض النخب التي وقفت مع فصيل ضد فصيل ولا تزال تزاود على أحرار الشام لوقوفها إلى جانب الوساطات والقضاء في حل إشكالها مع فتح الشام بخصوص جند الأقصى أن تكف عن هذه المزايدات، فالساحة السورية لا تزال معركتها مع الاحتلال وأذنابه وعملائه و طائفييه، وليست مع فصيل دون آخر، وإن انضمام جند الأقصى إلى فتح الشام نأمل أن يشكل نقلة نوعية من حيث استيعابهم بعيداً عن فكر الخوارج، مع ضرورة الإصرار من كل الأطراف على محاكمة كل من تلطخت أياديه بدماء المجاهدين، أما التشكيك بالنوايا والتشكيك بأسباب و خلفيات انضمام الجند إلى فتح الشام، فهذا لن يخدم أحداً سوى العصابة الطائفية وسدنتها، وينبغي أن نسجل هنا بأن أحرار الشام أثبتت برقيها الجهادي والسياسي وحاضنتها الاجتماعية المميزة أنها أمينة بإذن الله على هذه الثورة، وقادرة بإذن الله على قيادة السفينة كربان حقيقي لها...
المستنقع الشامي بانتظار المجرم الروسي والإيراني، ولا يصح للنخب أن تكون أكثر حرصاً على دماء المجاهدين وقادتهم من المجاهدين أنفسهم، ولنتذكر كيف اصطف هؤلاء في معركة جيش الإسلام والفيلق، ولا تزال الساحة تدفع ثمناً رهيباً لهذه المواقف، ولا تزال بوصلة الأمة والشعب والثورة هي إسقاط الطائفيين ورحيل الاحتلال.. والعاقل من كثّر أصدقاءه وحلفاءه، وحيّد أعداءه .
المصدر : موقع المسلم
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن