حب تحت القصف
أنا احب فتاة أعرفها منذ أن كنا في المدرسة في المرحلة الابتدائية حيث تعلّق قلبي بها في الصف الحادي عشر..
الآن أنا في سنتي الجامعية الأولى، ولا أستطيع التخلي عنها، المشكلة أن لا أحد في مجتمعنا يفهم ذلك؛ فالكل يقول: الحب حرام..
وأنا أنوي أن أتزوجها ولكن أمامي 5 سنوات حتى أنهي دراستي..
إخواني أنا من سوريا ووضعنا هنا صعب؛ فلا أعلم ماعلي فعله.. أحيانا أفكر أن أحادثها عبر الهاتف لأطمئن عليها ولكني متردد.. وأبي كلما اخبرته أني أريد خطبتها يغضب ويقول: اهتم بدراستك فقط . أفكر حالياً أن أتقدّم لخطبتها من والدها بمفردي؛ فبماذا تنصحوني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل:
قرأت رسالتك وسرّني حرصك على الاستشارة, فما ندم من استشار..وبعد:
لاشكّ أن الحلّ الأمثل لمشاعر الحبّ هو أن تُكلّل بالزواج, ولاشكّ أيضاً أن المسارعة في الزواج أفضل وأولى..
ولكن: لنفكر بالموضوع من كلّ جوانبه وحيثياته:
إنّ للزواج متطلّباته وأعباءه, وإن التقصير بذلك يحيل الحياة الزوجيّة إلى جحيم وربما في نهاية المطاف إلى الطلاق.
إنّ ضغوط الحياة التي يتعرض لها الشاب حين يُقدم على الزواج دون الاستطاعة المطلوبة تُنسيه حبّه الذي ساقه إلى زواج لن يكون ناجحاً أو مستقِراً, ولربما استحال الحب بغضاً واستثقالاً.
أنصحك بأن تنظر إلى الموضوع نظرةً بعيدة عن العواطف, ودع لعقلك الفرصة ليُريك حجم الاستعداد الذي يجب عليك أن تتسلح به قبل الاقدام على هذه الخطوة, فإذا ما أحسنت العدّة أقدمت على الأمر إقدام القادر المحيط بأموره فغدت حياتك سعادةً وحباً لا يعكرها شيءٌ بإذن الله.
أخي الفاضل:
أنصحك بأن تُولي اهتمامك لتحصيلك العلمي, فهو سندك في بناء مستقبلك وأسرتك المنتظرة.
أما عن الفتاة التي أحببتها, فصنها وصن نفسك عن أن تخالف شرع الله فيها, واحتسب ما تجده من مشاعر عند الله تعالى يُبدلك الله حلاوةً تملأ قلبك وتُنير حياتك. وإن قدّر الله تعالى أن تكون هذه الفتاة زوجتك, فإنّ ذلك كائن ولو بعد حين فهيئ نفسك لأن تكون جديراً بالزواج منها, ولتحرص على أن تكون في اليوم الذي تطلبها من أبيها كفءاً لهذه الخطوة المباركة.
أخيراً: أذكّرك بقوله صلى الله عليه وسلّم:" يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء". أكثر أخي من الصوم تجد بإذن الله الراحة, وتنل الأجر من الله تعالى.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة