دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
عقوق من نوع مختلف!!!
كتب بواسطة د. خالد عبد الفتاح
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
2006 مشاهدة
لزيدٍ ولدان، حسنٌ وقصي... ربَّاهما وغذاهما وأعطى كل واحد منهما حانوتاً يتاجر فيه، وأرضاً يزرعها، وسيارة يمتطيها...
دفَّت إلى زيد دافَّة، ووقعت به واقعة، وحلَّت به نكبة، وصار بحاجة لولديه... مساعدةً وحمايةً ومناصرةً...
أسرع حسن ٌإلى أبيه... ولازمه... تاركاً أهله وأرضه وماله... وبدأ بمساعدته لإخراجه مما هو فيه... متأهباً لبذل روحه وماله في سبيل إرضائه... وليس له فضل... فهذا واجبه... وهو أقل ما ينبغي أن يُردَّ به له الجميل...
أما قصيٌّ فسدَرَ في تجارته، وانغمس في زراعته، وانطمس على بصيرته.... مدعياً أن العمل للأولاد، والسعي على العيال، لا يقل أجراً عما يفعله أخوه حسن، وصار كلما بلغه طواف الموت بأبيه... وأنه ربما عن قريب يُنعى.. اكتفى بالدعاء له.. وطلب مساعدة الله إياه...
فِعْلُ حسنٍ هو الفعل الحسن بحكم كل الناس...
وفِعْل ُقصيٍّ هو الفعل السيء بحكم كل الناس...
للأسف... كلنا قصي...
على أرض الجهاد في سوريا شباب أشاوس... علاقتهم بالإسلام كعلاقتنا...
أكرمنا الله بالقرآن كإكرامهم... هدانا إلى الصلاة والصيام كما هداهم... لكنَّ الإسلام حين نادى للجهاد والدفاع عن العرض والدين والعباد... سارعوا كما سارع حسن لأبيه، وتركوا الدنيا وما فيها وصاروا بين مصبح وممسي...
وبدأنا نحن نختلق الأعذار... ونكتفي لهم بالدعاء...
للمجاهدين زوجات وأطفال وأموال... كما لنا... ولكنهم يملكون إيماناً بحقارة الدنيا وحب الشهادة لا نملكه...
كلانا ابن الإسلام...
لكنهم الأبناء البررة... ونحن العاقُّون...
نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدل بنا...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن