كيف أقنعها؟
المشكلة: دائمًا ما يطرح الآباء مشكلاتهم التربوية مع أبنائهم... فلماذا لا يحدث العكس؟ سؤال طرحته علينا هبة ذات السبعة عشر ربيعًا، حيث تابعت: لماذا لا نُسأَل عما إذا كان الأسلوب التربوي لآبائنا وأمهاتنا مُريحًا لنا أم لا؟ فأمي مثلًا اعتادت على أسلوب فرض رأيها علينا حتى في الأمور الخاصة: ملابس، عطورات، زينة... وهي تعتبر أن رأيها هو الأفضل، وأن أبناءها لا يعرفون، وليست لديهم الخبرة الكافية ليقرِّروا أو يختاروا... فكيف أُقنع أمي أن ما يعجبها ليس بالضرورة سيعجبني... وليس هو بالضرورة الأجمل والأفضل؟
ابنتي العزيزة هبة:
يتملكني شعور بالفخر والاعتزاز عندما أتحاور مع فتاة في مقتبل العمر تدرك هويتها وتسعى لإثبات ذاتها، فهي أمل الغد، مرتجى المستقبل، صانعة المجد القادم المرتقب بإذن الله..
ابنتي الحبيبة:
كلامك فيه من المعاناة الشيء الكثير ولا يخلو من كمٍَّ من الصواب.. فلا بد للأمهات من الرجوع إلى المنهج التربوي لنبينا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، الذي يقول: «مِنْ أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا وأَلطفهم بأهله».
فإن كان على البنت حق الطاعة لوالدتها، فحق على الوالدة حسن الصحبة لابنتها واللين وانتهاج الحكمة في توجيهها.
ياابنتي أريد منك التيقّن من أن امك تتمنى لك دائمًا الأحسن والأفضل، وهي تعاملك من منطلق خبرتها وتجاربها الكثيرة، وهي أحرص الناس على مصلحتك وتسعى بكل طاقتها لتُجنبك الزلل والخيارات الخاطئة، قد تخطئ أحيانًا ولكنها في النهاية تبقى والدتك ويبقى عليك برّها وطاعتها وصحبتها بالمعروف. وهذه الأخيرة تستلزم عدم قول «أُف» أمامها، يقول الله عزّ وجلّ: ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].
فعليك ياحبيبتي حُسْن التواصل مع والدتك واللجوء إلى التحاور معها لإقناعها برأيك، وإن لم تنجحي فحاولي الاتفاق معها على الاحتكام إلى الشرع في أمرك. وفي النهاية، طاعتها واجبة عليك ما لم تأمرك بمعصية.
وكوني على يقين بأنه لن يحبك أحد من البشر بقدر حب والدتك لك؛ فبقدر ما يعطي الإنسان بقدر ما يحب، ولا أتصور إنسانًا أكثر عطاءً من الأم.
وتذكري دومًا قولَ رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: «رَغِم أنف، ثم رغم أنف، ثم رَغم أنف» قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: «مَن أدرك أبويه أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة» رواه مسلم.
أسعدكِ الله وأغناكِ من فضله.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة