همسة إلى الآباء والأمهات
إن مطالبة الولد أن يبر أبويه ماهي إلا كفة من كفتي ميزان لا يتوازن إلاّ بامتلاء الكفة الأخرى؛ وهي بر الوالدين لأبنائهم.
أيها الآباء والأمهات إعلموا بداية أن أولادكم نعمة ورزق من الله فاشكروه ،ثم حافظوا على هذه النعمة.
كيف يكون الحفاظ على نعمة الأولاد ؟
بتقديم الغذاء والدواء اللازمين لحياة كريمة أولاً، فكيف تتوقع أن يبرك ولدك وقد أهملته في مرضه حتى أورثته عاهة أو مرضاً مزمنا؟
ثم يأتي تعليم ذلك الولد ما يضمن له الكرامة ، من أخلاق وقيم وعلوم نافعة. فكيف أتوقع براً من ابني الذي أهملته وتركته يعيش على هواه كالكلب الضال؟
ثم يأتي "وجودك" أي أن يجدك ابنك عندما تحتاجه، فلا تصرخ بوجهه إذا سألك مالا تملك الإجابة عليه أو تتهرب منه، وأن تتصبر وأنت تسمع مشكلاته لأنه سيبحث عن غيرك إن لم يجد عندك ما يريحه.
وإياك ثم إياك أَن تهين كرامة ولدك أمام الناس فإني رأيت شباباً وبناتاً معقدين نفسياً وتملأ قلوبهم الأحقاد على آبائهم لأنهم لم يظهروا لهم الاحترام أمام أصدقائهم أو معارفهم.
ثم إياكم أن تمننوا أولادكم بالتربية فتكونوا ظالمين لأنكم بقدر تعبكم كانت متعتكم بوجودهم إلا في حال كانت لأطفالكم ظروفاً استثنائية لم يقدروها عند كبرهم.
وأخيراً، ولعله مفقود في كثير من البيوت : أن تظهر لولدك ما تحمل من مشاعر تجاهه وبخاصة في مرحلة "المراهقة" كي لا توغر صدره عليك مع كثرة التنبيهات في هذه المرحلة بالتحديد، فليكن من الأب مديح ابنه ومرافقته في رحلة أو في نشاط رياضي مثلا وتبادل الحركات الجسدية كاتخاذ مصافحة.. مكاتفة .. أي احتكاك يزيل التوتر وينقل المشاعر الإيجابية بين الأب وابنه الشاب الصغير. أما الأمهات والبنات فالأنشطة عادة ماتكون كثيرة بحكم تفرغ أغلب الأمهات.
وإني والله أُجلّ وأحترم الولد البار عند كبر والديه اللذين لم يبراه في صغره ولكنه كبر وفهم وامتثل لأمر الله وطبقه ..
احرصوا على أن لا تكونوا من النادمين الذين تأخذهم الدنيا وحين يفتحون عيونهم يكون أولادهم قد غادروا البيت ليبنوا بيوتهم.
استمتعوا ومتّعوا أولادكم فالحياة قصيرة ووجودهم حولكم أقصر ..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة