المرأة موقف
روت لي قصتها كاملة وكل حرف من حروفها يبكي ألماً،
قالت: تواصلت معه عبر الإنترنت وقد أعجبني طرحه لأفكاره وآرائه في الحياة، رأيت فيه مثال الرجل الذي يكره الزيف ويحارب الخداع،
ويناضل بما يكتب ويقول عن النساء اللاتي يقعن غالبا ضحايا تسلط الرجال وخداعهم واستغلالهم لعواطفهن الجياشة،
كما أعجبتني أراؤه الإسلامية بصفته رجلا مسلما ملتزما كما بدا لي من خلال كلامه المنمق الجميل.
رأيت فيه أنموذجا نادرا للرجال الأفذاذ الذين يصعب الحصول على كثير منهم في هذا الزمن.
تواصلت معه واثقة به كل الثقة، مقتنعة بما يطرحه كل الاقتناع.
استطاع أن يحرك عاطفة المرأة بصورة عجيبة، وهي عاطفة جياشة إذا تحركت حجبت العقل عن التفكير، وسهلت من دروب التواصل كل عسير.
فاتحته في موضوع الزواج لأختصر المشوار، ولأحصل على هذا الرجل الكنز، فأبدى لي من الفرح ما أشعرني بأنه محب عاشق وتحدث عن شعوره بشيء لم يشعر به من قبل، وأكد لي أني المرأة الوحيدة التي ملكت عليه قلبه وعقله، ولقد صدقته تصديقا لا يقبل الشك، وكدت أطير من الفرح بهذا الرجل الرائع الذي سيصبح زوجا لي، وسنبني معا حياة زوجية سعيدة.
وانطلقت معه في تواصل عاطفي ساحر، ولم ألتفت إلى تسويفه في التقدم لخطبتي رسميا، لأن عاطفتي نحوه جعلتني أصدقه في كل شيء.
تنبهت ذات ليل كالح السواد إلى وجودعلاقة عمل مع امرأة أخرى، ففزعت إليه مبدية تخوفي من وجود هذه المرأة حتى وإن كان في مجال العمل، فأقسم لي أنها لا تعني له شيئا أبدا، وسكت على ألم في نفسي وحاولت أن أصدقه ولكن التواصل أصبح أقوى فحدثته عن تخوفي فأغلظ لي الأيمان أنها لا تعني له شيئا، وبكيت لشعوري بالعجز عن تصديقه.
اتصلت بتلك الفتاة لأنبهها إلى أن تواصلها معه يقلقني وأنا خطيبته، فصعقت وقالت أنا خطيبته وكشفت لها من الكلام والتعامل ما يشبه كلامه وتعامله معها.
قالت وحروفها تبكي: كشفت أنا وتلك الفتاة له الأمر فكذبني في كل ما قلت وقال إنها خطيبتي وأقسم أمامها أنه لم يتحدث معي إطلاقا في أمر الزواج.
والآن تزوجها وألقى بي وراء ظهره، وأنا أكاد أقدم على الانتحار.
قلت لها أنت بدأت بالخطأ وبنيت قصر أحلامك على الرمال، ولو وقفت عند حدود الشرع في تواصلك مع الرجل لما وصلت إلى هذه النهاية.
الآن قضي الأمر وأنصحك باللجوء إلى الله ذكرا ودعاء فإن ذلك كفيل بمسح آثار الألم الذي تشعرين به.
نصحتها بالإكثار من التسبيح والاستغفار دون فتور والالتفات إلى نفسها ونسيان ذلك الرجل الذي خدعها وسيجد عقابه عند ربه. وبينت لها أن المرأة موقف وأن ابتعادها عن تعاليم شرع الله يوقعها فيما هو أسوأ من هذا وأكدت لها أن من ترك شيئا من أمور الشرع أحوجه الله إليه.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة