نحو مجتمع آخر...
كتب بواسطة نوال يوسف قاسم
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1296 مشاهدة
ها هو عصر التطور والتكنولوجيا يرافقنا في كلِّ الأوقات، بل في كلِّ لحظة من لحظات حياتنا اليومية التي تمرُّ علينا. إنَّه عصرٌ أَبَى أن يترك الإنسانَ دون أن يدمِّر بعض أو أغلب ما غرسته المجتمعات من العادات والتَّقاليد والقِيم الأخلاقيَّة فيه، كما أَبَى إلَّا أن يُحدِث تغيُّراً جذريّاً في طريقة التَّعامل بين أبناء المجتمع.
إنَّه عصر (الواتس ابwhatsapp) هذه "الآفَة" المتفشِّية بين جميع طبقات المجتمع.
ما لبثت هذه الوسيلة أن دخلت البيوت إلَّا وأصبحت الشُّغل الشَّاغل للناس، وهناك أمور عديدة تثير اندهاشك، بل تخالك أمام مسرحيَّة هزليَّة هدفها فقط تسليتك.
فتارة تنهال على المجموعة التي تشترك فيها التَّعازي بأقارب أحد المنضمين إليها، وصاحب التعزية لا يحرِّك ساكناً للرد على الُمجاملات التي تساقطت بغزارة، ربَّما هو مشغول بمصيبته التي ابتُليَ بها وغير آبهٍ لتلك المواساة. فهذه العبارات ليست بوارد الاهتمام له في تلك اللحظات.
وتارة أخرى يتمُّ تبادل الكلام عمَّن أصيب بحادث رماه في العناية الفائقة لتتساقط الكلمات المؤثِّرة والمعبِّرة لتواسيه. ولكن أين هو لا يحرِّك ساكناً لتلك المشاعر؟ لربَّما هو مرميٌّ على فراشه يصدر أنيناً وبحاجة لوحدات دم بدل كلام مكتوب...
وأما المضحك المبكي في آن واحد ما ينشر من أقوال وحِكَم مأثورة تخال من يرسلها أحد الحكماء، إلَّا أنك سرعان ما تكتشف أن مرسلها لا يطبِّق شيئاً مما أرسله.
وما أكثر مَن يعايدونك بإرسال "جمعة مباركة" في صباح كلّ جمعة لتتفاجأ بأن مَن أرسلها لم تطأ رجلاه المسجد، ولا حتى أقام الصَّلاة في يومٍ من الأيام.
فضلاً عن الأكاذيب والإشاعات التي يتم نشرها، والتي من شأنها أن تحمل أضراراً على كافة المستويات.
إذا كنَّا في طريقنا إلى التَّطوُّر عن طريق تلك الوسائل؛ فنحن بحاجة لأنْ نعرف كيف نستخدم تلك الوسائل، لا أن نتركها تهدر أوقاتنا بما لا فائدة منه.
فلنرحِّب بتلك الوسيلة التي لا خلاف أنها تحمل إيجابيات عديدة، فهي قرَّبت المسافات، واختصرت الأوقات، ونشرت الثقافات المختلفة والتَّوعية في عدَّة أمور، إلَّا أنَّ طريقة استخدامها مِن قِبل أبناء المجتمع باتت خاطئة ومؤذية لمجتمعاتنا وعاداتنا ومبادئنا ولإسلامنا؛ الذي حضَّ على التَّآلف والتَّزاور وصلة الرَّحم.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن