إخصائية تغذية وكاتبة اجتماعية ومهتمة بقضايا الشابات
ضفاف المشاعر
إنَّها مُعلِّمةٌ ذات شعبيَّة في المدرسة، لذكائها الاجتماعي العالي؛ الذي كسبتْ به الصغيرَ والكبير.
عندما عرف الجميع بأمر خطوبتها انهالت عليها التَّهاني من كل حَدب وصَوب؛ الطَّالبات والإدارة وزميلاتها المعلمات..
وبالرغم من كثرة التهاني إلَّا أنها كانت تنتظر واحدة بالذات عزيزة على قلبها من الطالبات، وأخرى صديقة ملازمة لها من المعلمات.. لتهنئتهما مذاق خاص انتظرته بشوق..
تأخرتا.. التمستْ لهما العذر... لكنَّ التهنئة لم تأتِ أبداً..
على النَّاحية الأخرى من ضفاف المشاعر..
وقفتْ صديقتها المعلمة في تردُّدٍ وهي تراقب جموع المهنِّئين، وكذلك فعلت الطالبة في شيءٍ من الخجل.. كل واحدة قالت لنفسها: لن تلاحظ غيابي إن ما قصرت وحدي..
لقد تأخرتُ، ولا أحسب أنها ستشفع لي تأخري..
الأفضل أن لا أتقدَّم أبداً، فربما وقتها ستعتقد أني تقدَّمتُ وسط جموع المهنِّئين..
أمَّا لو جئت الآن لنبَّهتها بنفسي أنِّي متأخرة وعليَّ أن أبحث عن عذر..
لا.. لن أتقدَّم أبداً..
سأنسحب، لن تلاحظ ذلك وسط كل هذه الجموع، أنا متأكدة.
وفي صمتٍ استدارتْ كلٌّ منهما ورحلتا... تاركتين معلِّمتنا تنظر إليهما من بعيد في انتظارهما.
وعندما تأكدتْ أنَّهما لن تأتيا طوتْ مشاعرها على نفسها في صمت وألم.
وتصدَّع شيء ما في قلبها.
حتَّى إنَّ موضوع خطوبتها كلّه لم يعد بهذه اللَّذة في نفسها.
***
لا تستهن بالكلمة الطيبة أبداً.
لا تقُل: إنَّ كلمتي لا تؤخِّر أو تقدِّم، فربَّما بالنسبة للشخص الذي ستهنِّئه ستصنع يومه.
كلمتك هي التي سوف تُشعره بإنجازه. لو جاءته عريضة موقَّعة بأسماء العالَمين كلها لوضعها في كفَّة، وانتظرَ كلمتك أنت ليضعها في الكفَّة الأخرى.
ربَّما كلمتك لها فراغ في قلبه لن يملؤه غيرها.
وأن تأتيَ متأخراً خير مِن أن لا تأتي أبداً..
لا تستهن بنفسك، ولا بكلمتك الطَّيِّبة، من أجل بقيَّة الودِّ الذي نحاول به رقع هذا العالم.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن