لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج
لم يخبرنا أحد قبل أن نتزوج أن أعظم استثمار يمكن أن ندخره لأبنائنا أن نحب بعضنا البعض، أن نحفظ أفئدة صغارنا من خلال غذاء يومي مستمر من سلوكيات الحب والعاطفة، تأمين المستقبل لا يكون فقط بوجود ادخار مالي يقيهم تقلبات الأيام، الادخار الحق يكون بوجود رصيد من الذكريات الجميلة، أن يصبح لديه مخزوناً من العاطفة تحميه في معركة الحياة القاسية، مخزون من الأمل يحارب به قسوة الأيام، مستودع من الحب يؤكد له دائماً أن الواقع يمكن أن يكون أفضل .. والألم يمكن أن يكون أقل، والسعادة قابلة للازدياد.
لم يخبرنا أحد كيف نعلم أبنائنا أن يعبروا عن مشاعر الحب بوضوح، كيف يقولون أحبك، شكراً، أعتذر .. أن نعلمهم كيف يكظمون الغيظ، ويملكون أنفسهم فلا يسببوا أضرار بالآخرين ..
ليتهم أخبروا آبائنا بهذا، لكانت حياتنا الآن أكثر احتمالاً، ولكان العالم مكان أفضل للعيش!.
على كل!، وإن لم يخبروك، عليك أن تعلم جيداً كيف تستثمر في روح أبنائك، كيف تحب أمهم وتحترمها، كيف تضرب لهم مع التحضر موعداً لا يخلفونه حتى تشيب شعورهم، كيف تجعل حياتهم نموذجاً للمودة والعطف والرحمة .
كيف تعتذر أمامهم، كيف تعتذر لأمهم، كيف تعتذر لهم ..
كيف تشكر وتثني وتقدر كل جميل يفعله شريك حياتك ..
كيف تخبرهم أن أمهم هي أعظم مخلوق وطأ الأرض ..
وعليكِ أن تثمني جهد أبيهم، علميهم أن معركة لقمة العيش قد أخذت منه الشيء الكثير وعليكم أن تكونوا عنوان الفرح الذي يستقبله بعد يوم شاق وقاس.
علميهم أن عليهم لملمة روحه التي مزقتها الحياة من أجل أن يوفر لهم حياة أفضل ..
اشرحوا لأبنائكم مشاعرهم، كي يستطيعوا التفريق بين ما هو حسن وما هو سيء، اقبلوهم كي يتسنى لهم قبول أخطاء الناس والتعامل معها بروح هينة تساعد على علاج الأخطاء وتخطيها.
قالوا قديما: "الإنسان لا يكون إنسان إلا إذا رباه إنسان"، نحن لا غيرنا المعنيين بنقل الإرث الحضاري والنفسي إلى أفئدة الأبناء، نحن المعنيين بعمليات التهذيب والإصلاح، المحاسبين على الرسائل التي سنتركها في الحياة عبر أبناء يمشون بين الناس، المتجهزين بتنظيف ما يلحق أخلاقهم وأفئدتهم من دخن أو سوء..
وتلك لو تدرون مهمة شاقة عسيرة، وتبدأ أول ما تبدأ من خلال تعاملانا اليومي، وسلوكنا المنضبط، ووعينا الحاضر ..
ولا سبيل غير هذا كي نجعل من أبنائنا أشخاص أصحاء، قادرين على نشر الأمل والخير في دنيا الناس.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة