يوشك ان يغلق الباب
إن أكثر الناس يدّعي الإيمان جهلاً بحقيقته فهل سألت نفسك يوماً أيتها المؤمنة ما هي حقيقة الإيمان؟! إن حقيقة الإيمان التصديق الكامل بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تصديقاً يدفع إلى العمل، وكل إيمان لم يدفع إلى العمل فلا صدق فيه ولا كمال له.. ولهذا... فكل آيات القرآن أيتها المؤمنة تربط الإيمان بالعمل.. وما أكثر قوله جل جلاله.. ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ فالإيمان لا ينفكّ عن العمل وعليه يترتب الجزاء في الآخرة. وللإيمان علامات أيتها المؤمنة.. فانظري فيها وابحثي عن نفسك فيها.. • فمن علامات الإيمان الاتباع الصادق للرسول صلى الله عليه وسلم : اتباعاً لا يخالجه الابتداع.. وضبط الهوى بميزان الشرع.. فالمؤمنة تتحرى كل ما جاء عن نبيها صلى الله عليه وسلم وما جاء عن ربها.. فيكتب الله لها حياة قلبها وروحها بطاعته.. أو تحيد عن ربها وحكمه فتحكم على قلبها بالموت حين اختار ما يخالف حكم ربها وأمره.. وفي كل ذلك شعارها ونصب عينيها قول ربها جل جلاله:﴿وما كان لمؤمنﹴ ولا مؤمنةﹴ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.. ومن يعص الله ورسوله فقد ضلَ ضلالاً مبيناً﴾.. فالمؤمنة الصادقة الإيمان لا تستهين بشيء مما جاء به كتاب ربها أو سنّة نبيها صلى الله عليه وسلم، بل تبادر إلى الطاعة والخضوع والامتثال سواء كان صعباً أو سهلاً... سواء كان مملوءاً بالعقبات أو مفروشاً بالورود والرياحين.. يهتف في فؤادها ويملأ قلبها ولا يغادره قول ربها جل جلاله:﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا﴾.. • ومن علامات الإيمان الصادق... أنها قد آمنت.. وصدَقت.. فلن يتسلل إليها الشك أو الرَيب في شيء مما آمنت به وصدّقته.. ولو لم تعرف تفصيله أو تفسيره أو حكمته.. فمن كانت هذه صفتها فطوبى لها ثم طوبى لها.. فقد شملها وصف الله لأهل الإيمان:﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا﴾.. فمثلاً هناك كثيرات تتسلل الريبة إلى قلوبهن.. أو الضيق إلى نفوسهن.. حين يسمعن حديث رسول الله صلىالله عليه وسلم:"خلقت المرأة من ضلع.. وإن أعوج ما في الضلع أعلاه.. إلخ" متفق عليه.. بل تعتبره بعضهن عاراً على النساء ( أستغفر الله).. ومن النساء من تعتبر الآية التي أدرج فيها ضرب النساء في القرآن عاراً وشناراً على المرأة المسلمة ( والعياذ بالله)!.. ومنهن من تستشعر الحرج من هذه الآية أو ترتاب فيما ورد فيها (ا نسأل الله العافية ).. وهؤلاء قد خرجن من بوّابة الإيمان إلى ساحة الكفر... • ومن علامات الإيمان الصادقة... ملازمة التوبة والاستغفار.. آناء الليل والنهار.. والخوف من خاتمة السوء.. فالمؤمنة تنادي مع المنادين ﴿ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربَنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفِر عنا سيئاتنا وتوفّنا مع الأبرار﴾.. إنها دائماً كما جاء عن نبيها صلى الله عليه وسلم... في خوف وقلق كم ذنوبها.. وهذه علامة الإيمان... "من ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو مؤمن".. • ومن علامات الإيمان الصادق... شدة الخوف مع شدة الرجاء.. فهي تخشى الخزي يوم القيامة بدخول النار.. فتسأل الله ألاّ يخزيها يوم القيامة أبداً.. وترجوه أن يتقبّل منها أحسن ما عملت.. ويتجاوز عنها بمنِه وكرمه فلا تفتأ تدعو:﴿ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد﴾.. • ومن علامات الإيمان الصادق... الإخبات لله.. والقنوت له.. والقيام بين يديه بالليل والناس نيام.. والتلذذ بالخلوة مع الله جل جلاله.. ومناجاته بكتابه وتلاوة كلماته.. والاستغفار في الأسحار... هذا قليل من كثير من علامات الإيمان الصادق.. فإن وجدتها في نفسك.. فله سبحانه الحمد والمنة.. وإن افتقدتها في نفسك فسارعي وبادري فالباب يوشك أن يغلق على حين غرّة!!.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة