أهمية الرعاية النفسية لليتيم
تُعتبر الرعاية النفسيَّة من أهم الأمور الصحة النفسيَّة، كما أن الرعاية النفسية للطفل اليتيم تُعتبر من الضروريات لتحقيق شخصيَّة سويَّة لا تعاني من اضطرابات وصراعات نفسيَّة، كما يُعتبر دَور المؤسسات التي تكفل الأيتام من أهم الأدوار في تأمين الرعاية النفسيَّة للطفل اليتيم.
ولقد علَّمنا رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام فنَّ التعامل مع اليتيم حين قال: ((مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلاَّ لِلهِ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ. وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ)). وَفَرَّقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. [مسند أحمد]
كما أثبتت الدراسات أنَّ البيئة الحاضنة والآمنة لليتيم تساعد على تأمين الصحة النفسيَّة السليمة لبناء شخصيةٍ تسمو به نحو الرِّفعة والرُّقي.
وبإمكاننا تأمين هذه البيئة الصحيَّة من خلال المؤسسات الخاصة باليتيم، أو من خلال الأُسر البديلة التي تعوِّض له حرمان الرعاية النفسيَّة، وترسِّخ له المعاني الصحيحة كي ينشأ شخصية قوية متماسكة ومتوازنة في ردَّة انفعالاته السلوكيَّة والعقليَّة.
كما حثَّنا القرآن الكريم بعدَّة آيات على ضرورة الحُبِّ والألفة والحنان والعطف والرعاية للأيتام، ووعدنا بالجزاء والإحسان والدرجات العليا في الجنان لمن يعطف عليهم ويرعاهم؛ ولو بمسحة حنان أو كلمة طيِّبة.
كما أن غياب الرعاية النفسية لليتيم سيعرِّضه إلى كثير من المخاطر على الجانب العقلي والنفسي ومن أهمها:
1. انخفاض مستوى الذكاء: كما أشارت كثير من الدراسات أنَّ حرمان الطفل من الرعاية النفسيَّة يؤثِّر على الذاكرة وعلى انخفاض مستوى الذكاء، مما يسبِّب ضعف نمو الدماغ؛ فيصبح مستوى الذكاء لديه أقل من أقرانه الذين هم من نفس الفئة العمريَّة له، كما أنَّ مسألة الدِّراسة والتَّحصيل العلميِّ عند الأطفال غير المحاطين برعاية نفسية جيدة يسبِّب لهم عدم القدرة على التركيز والدراسة.
2. على صعيدالسلوك: أظهرت الدراسات أنَّ الأطفال الذين لا يتلقون رعاية نفسيَّة سويَّة تؤثِّر بشكل سلبي على السلوك، ويجرَّهم إلى الانحراف والتمرُّد وسوء الخُلق.
3. على الصعيد النفسي: قد يسبِّب حرمان الرعاية النفسيَّة العُقد والأمراض النفسيَّة، ويصبحون فريسة للاختلال والاضطراب، فإمَّا أن يسبِّب له جنون الأوهام والخيالات، أو يصبح شخصيَّة متعالية على الآخرين، وفي كِلا الحالتين يصبح شخصيَّة سيئة ومنحرفة.
4. أعراض أخرى: قد يسبِّب إهمال الرعاية النفسية عدة عوارض؛ أهمها: قرض الأظافر، الخجل، القلق، الغضب، الحسد، مصُّ الأصابع، عُقد نفسيَّة، سلوك منحرف مثل اللعب الجنسي، والتبول اللاإرادي، الثرثرة والتهريج والسخرية على الآخرين.
كما أنَّ هذه الأعراض لا تظهر عند جميع الأطفال، ولكن في حال ظهور هذه الأعراض أو بعض منها يجب عدم التغافل والتساهل وخداع أنفسنا بعدم وجودها، لأنَّ التساهل قد يسبِّب اشتداد الحالة وصعوبة علاجها، ومن الأفضل طلب المساعدة لحلِّ المشكلة من الطبيب النفسي أو الخبير الاجتماعي أو مستشار ثقة لتشخيص الحالة وإيجاد حلول مناسبة لمعالجتها.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة