هوس الريجيم.. بين التخسيس والتجميل احتارت حواء
• "مروة" تؤكد أن جمالها في بدانتها، و"دينا" تضحي بكل شيء من أجل النحافة.
• د. شريف عزمي: معظم أدوية الرجيم.. مدمرة.
• د. زهرة صالح: الرياضة أفضل من الشفط القاتل.
• د. إيمان شريف: إدمان أدوية الرجيم يؤدي إلى الجنون.
• د. محمد رؤوف حامد: احذروا الإعلانات الوهمية عن الرجيم.
• د. نصر فريد واصل: الإسلام يرحب بالرجيم الذي يفيد الإنسان.
• • • • •
الرشاقة حلم جميل يُداعِبُ كُلَّ فتاة، لكن تحقيق هذا الحلم أصبح كابوسًا يؤرق معظم النساء، فدائمًا ما تلهث المرأة وراء أيّ شيءٍ يَعِدُها بِوَزْنٍ مثالي، فتجرب بلا مبالاة شتَّى طرق الرجيم والوصفات الكيميائيَّة والأعشاب والأدوية، وتخضع لعمليات جراحية قد تؤدي إلى المقبرة، لكن كل شيء يهون في سبيل الحصول على الرشاقة، ففي مدينة طنطا بمصر قرأتْ (سها) تلك الفتاة التي لم تتجاوز بعد 25 عامًا في أحد الصحف دراسة تقول: إن خل التفاح من أفضل الطرق لتخفيف الوزن؛ لأنَّ له الدور الرائع في حرق الدهون.
ما إن انتهت (سها) من قراءة الخبر حتى بدأت تناول خل التفاح بشراهة؛ رغبة منها في التخلُّص من وَزْنِها الزَّائِد في أقرب فرصة، وبعد يومين فقط كانت (سها) بلا وعي داخل المستشفى تعاني التهاباتٍ حادَّة بالمعدة والأمعاء؛ نتيجة تناولها ثلاث زجاجات من خل التفاح دون استشارة طبية.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فملفَّات الحوادث مليئة بالعديد من الفتيات ذهبنَ إلى المقبرة أثناء بحثِهن عن الرشاقة في المراكز الوهمية.
• الرشاقة حلمنا الوحيد:
في البداية نتعرَّف على رأْي عدد من الفتيات والسيدات:
مروة سليمان (25سنة) تقول: على الرغم من أنني فتاة بدينة إلا أنني سعيدة جدًّا بشكلي ووزني، لأنني لا أتخيل نفسي نحيفةً ولا أعرف مَنِ الذي أقنعَ النَّاس وغرس في أذهانهم أنَّ الأقلَّ وزنًا هي الأجمل؟! أعتقد أن سبب هذا الهوس المسمَّى"الرجيم" أن معظم الفتيات مقتنعات أن "الهياكل العظمية" المسميات عارضات الأزياء هُنَّ النموذج الأمثل للجمال الذي يجب أن يسعين إليه.
دينا حسن (32سنة) تقول: وزني زائد عن الوزن المثالي 15 كيلو جرام لذلك اتبعت نظم رجيم لا أعرف عدَدَها بسبب كثرتها، وكلها لم تحقّق نجاحًا ملحوظًا في تخفيف وزني، لكني ما زلت أجرب ولن أيأس، وسأُضَحِّي بكل شيء حتى يتحقق هدفي في النحافة.
سماح عطية (35سنة) تقول: لقد زاد وزني بطريقة مخيفة بعد الزواج والحمل والولادة - أكثر من 25 كيلو جرام - وبالنسبة لي؛ فإن الأمر لا يزعجني كثيرًا؛ لكن المشكلة في زوجي الذي أصبح يسخر مِنّي ليل نهار؛ لذلك بدأت أتابع مع طبيب متخصص في علاج السمنة؛ لأرضي زوجي على الرغم من أنه هو الآخر زاد وزنه ولم أطلب منه عمل رجيم.
• أسباب البدانة:
الدكتور شريف عزمي رزق الله - استشاري التغذية وعلاج الآلام والسمنة ورئيس وحدة علاج السمنة بمستشفى معهد ناصر بمصر - يؤكد أن البدانة أو زيادة الوزن مشكلة تؤرق العديد من النساء، لكن على المرأة أن تدرك الحدَّ الفاصل بين تخفيف الوزن للحفاظ على الصحة والجمال، وبين إدمان أنظمة الرجيم والأدوية التي تؤدي إلى النحافة.
ويضيف: للبدانة أسباب متعددة أهمها الإفراط في تناول الطعام، أو اتباع عادات غذائية خاطئة منذ الصغر، فضلاً عن العوامل الوراثية وأمراض الغدد الصماء، ولكن أدوية الرجيم والتخسيس لها مشاكل عديدة، لذا لا يفضَّل استخدامها لفترة طويلة، كما أنها غالبًا ما تفقد تأثيرها بعد إيقافها فتحدث زيادة في الوزن مرة أخرى، وتاريخ أدوية التخسيس مليء بالمشاكل.
وبصفة عامة فإن أدوية التخسيس المتاحة حاليًا للاستخدام إما أنها تعمل على استثارة الجهاز العصبي وزيادة إفرازات الهرمونات، أو تعمل على امتصاص الدهون والنشويات من الأمعاء، أو العمل على زيادة حرق الدهون.
• تحذيـر:
والآثار الجانبية لهذه الأدوية – كما يقول الدكتور عزمي - متعددة أهمها زيادة ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب، وجفاف الحلق، والصداع، والأرق، والاكتئاب، والكسل، والقيء، والإمساك، والآلام بالبطن، والتهاب المعدة، وزيادة التبول، والعطش، وتورم القدمين، وآلام بالمفاصل والعظام، وآلام بالأذن، وطفح بالجلد، وزيادة العرق وتثبيط نخاع العظام وزغللة بالعين وأنيميا شديدة.
ويمنع استخدام هذه الأدوية لمرضى القلب، والضغط المرتفع، والغدة الدرقية، والمياه الزرقاء، ومرضى الكبد، وهناك أدوية تسبب الآلام بالبطن، وانتِفاخًا، وزيادة في الغازات، وزيادة عدد مرات التبرز وعدم التحكم فيه، وكذلك الإسهال والقيء، ونقص فيتامينات مهمة بالجسم: "أ"، "د"، "ك"، "هـ"، لأنها موجودة أصلاً بالدهون، وكذلك تسبب هذه الأدوية القلق والاكتئاب والصداع والآلام بالعضلات، وبعض الأدوية تسبّب زيادة التبوّل، وذلك يؤدي إلى نقص الأملاح المعدنية.
ويحذِّر د. شريف عزمي منَ الأدوية التي تعتمد بطريقةٍ خاصَّةٍ على الهرمونات الدرقية؛ فهناك خطورةٌ كبيرةٌ منها على القلب، كما أنها في الوقت ذاتِه غيرُ مؤثّرة على المدى البعيد، واحتمالات زيادةِ الوَزْنِ المَفْقُود مرَّة ثانية عاليةٌ جدًّا.
أمَّا أفضل أنواع الأدوية فهي التي تتشبَّع بالماء وتملأ البطن، فتعطي إحساسًا بالشبع فهي مكوَّنة من الردَّة والألياف وبعضُها مستخْلَصٌ من التفاح.
وهناك نوع آخر من الأدوية الذي يعتمد على منع امتصاص الدهون، وهو من أقل أنواع الأدوية خطورة، وهذا النوع من الأدوية يُساء استخدامه، فمريض السمنة يتناوله ليرضي نفسه، فهو يتناول القرص ثم يتناول الجاتوه والحلويات والوجبات الدَّسِمة والعصائر ويعتقد أنه سيفقد بعض الكيلوجرامات من وزنه، ويفاجأ بأن العكس هو الصحيح؛ لأن ما لا يعرفه أنه ليس هناك عصا سحرية للرشاقة، فإذا زادت كمية الدهون أو النشويات فتخزن الدهون في الجسم.
فيجب أن يعرف كل مريض بالسِّمنة أنَّ الحلَّ هو التحكُّم في كمية الطعام؛ لأنَّ هذا أهمُّ من أيِّ دواءٍ، وكُلُّ مَن يُعاني السمنة يجب أن يتأكَّدَ بِزيارة الطبيب أنَّه لا يُعانِي أيّ خلل في جسمه يتسبَّبُ في اختزان الدهون أو عدم احتراقها.
• الإعلانات القاتلة:
الدكتورة زهرة صالح - أستاذة التغذية وعلاج السمنة بالمركز القومي للبحوث - ترى أنَّ التَّعامُل مع مشكلة الوزنِ الزَّائِدِ أوِ السمنة تحدث بطريقة عشوائيَّة؛ لأنه ليس هناك وَعْيٌ كامل بالأساليب التي تناسب كُلَّ سيدة، وبعض السيدات لا يلجأن إلى الطبيب لتحديد هذه الوسيلة، بل يلهثن وراء إعلانات وأدوية وأعشاب وجراحات قد تسبب لهن العديد من المشاكل الصِّحيَّة، وتقول: لا يمكن أن نَنْسَى العامِلَ الوِراثِيَّ عندما نتحدَّثُ عَنِ السِّمْنة، فالشخص الذي لدى أسرته أشخاصٌ يشكون من وزن زائد أو سمنة، يمكن أن يرث هذه السمات بنسب عالية؛ لأنه يكون مؤهلاً أكثر من غيره للزيادة في الوزن، كما أنَّ العوامل البيئية لها دور كبير ومن أهمها قلة الحركة وكثرة تناول الطعام.
وترى د. زهرة أنَّ السِّمْنة المَرَضِيَّة تتألَّفُ من زيادة الوزن 40 كيلو جرامًا على الأَقَلّ عن الوزن المثالي، يعني لو فَرَضْنا أنَّ شَخْصًا طوله 170 سنتيمترًا فَمِنَ المُفْتَرَضِ أنْ يكون وزنه 70 كيلو جرامًا، ولذلك عندما يصل وزنه إلى 110 كيلو جرام يكون قد دخل في منطقة السمنة المرضية.
لكن لا يمكن لشخص يعاني زيادةً في الوزن قدرها10 أو 20 كيلو جرامًا أن يلجأ إلى عمليات تدبيس المَعِدَة أو شفط الدُّهون فيعرِّض نَفْسَهُ لِمَشاكِل.
• بين التجميل والتخسيس:
وتفرق د. زهرة صالح بين عمليات التجميل وعمليات التخسيس فتقول: عمليات شفط الدهون تعتبر من عمليات التَّجميل وليست التخسيس؛ لأنها لا تنقص كيلو جرامًا على الميزان، فلابد لمن يقوم بها أن يكون وزنه قريبًا جدًّا من المثاليّ لكنَّه يعاني زيادة الدهون وتكدسها في مكان معين من الجسم؛ مثل الأرداف أو الصدر أو البطن وهكذا.
فتشفط الدهون على أساس تجميل المنظر، وهذا ليس له علاقة بالتخسيس؛ فلا يصلح لإنسان وزنه 100 كيلوا ولا 120كيلو أن يذهب لعمل شفط دهون هذا يكون خطأً منْ أساسِه.
فَكُلّ مَنْ يُريد أن يقوم بعمليات شفط الدهون عليه أن يتبع نظامًا غذائيًّا في البداية يخسر من خلاله عددًا من الكيلوات حتى تصبح هذه العمليَّات فعَّالة.
وعن الأَدْوِية التي تلجأ إليها بَعْضُ السَّيّدات لإنقاص الوزن تقول د.زهرة صالح: بعض هذه الأدوية التي تساعد على فقدان الشهية تعمل على الجهاز العصبي وخاصة الأنواع المقلدة وغير المعترف بها، فهي تؤثر على الجهاز العصبي، وتُدْخِل الناس في حالة اكتئاب بالتدريج؛ فيظلُّ الشَّخْصُ يَتَنَاوَلُ هذه الأدوية ولا يتخلَّص من وزنه الزائد.
والمشكلة الحقيقية أنَّ من يتناول أدوية الريجيم تصيبه بالأرق والتوتر وعدم النوم فيتناول أقراصًا منومة ليلاً لينام؛ وتكون النتيجة في النهاية تلف في الجهاز العصبي، ورعشة وسِمنة واكتئاب وعصبية وإدمان، وينعكس هذا بالطبع على العمل والانتباه والحياة الاجتماعية.
ونرى أن الحل الأمثل هو الاعتدال في كل شيء فالتخلص من الكيلوات الزائدة ببطء وبطريقة صحيحة وسليمة أفضل بكثير من النزول السريع.
• المعترف بها فقط:
الدكتور محمد رؤوف حامد - أستاذ علم الأدوية بهيئة الرقابة والأبحاث الدوائية - يحذر السيّدات من الإعلانات القاتلة التي تعرض أدوية لا حصر لها للرجيم من خلال معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ويقول: أدوية التخسيس يجب أن تكون معترفًا بها عالميًّا، أو أن تكون من شركات أدوية معروفة وتحت رعاية وزارة الصحة.
ويضيف: إنَّ أدوية الريجيم تُقَلّل الشهية وهذا النوع من الأدوية التي تنقص الوزن تؤثر على المراكز العصبية التي تؤثر في النهاية على الشهية تدريجيًّا ومع كثرة الاستخدام تؤدي الأدوية إلى نوع من الإدمان أو التعوّد، كما تخل بنظام الجسم وتحدث اضطرابات بالوظائف الأساسية له، كما أنه يصيبه باضطرابات عصبيَّة وذهنيَّة تحتاج إلى علاجٍ طويل المدى بعد ذلك.
هذه الأدوية تحول الإنسان إلى مريضٍ نفسيٍّ لما لها من انعكاسات نفسية كثيرة؛ قد تصيب الإنسان بنوع من الهلوسة؛ قد تصل إلى الشيزوفرينيا، وكذلك يعاني الإنسان بسببها عدم الثبات، فلا يتمكَّنُ من ممارسة حياتِه اليوميَّة بطريقة طبيعية، وهناك تَكْمُن خطورةُ هذه الأدوية التي تعمل عن طريق الجهاز العصبي وتضر بالأعصاب، لأن هذه النوع من الأدوية يؤثر على مراكز الشهية؛ فتؤدي إلى تهيج الأعصاب وعدم الانضباط بوجه عام.
وهناك نوع آخَرُ منَ الأدْوِية غير الَّذي يعمل على مراكز الشبع في المخ، وهي الأدوية التي تذيب الدهون وهي تستخدم أيضًا في علاج حالات ارتفاع الدهون في الدم وفي علاج الجلطات وانسداد الشرايين وتصلبها وهذا اتّجاهُ خاطئٌ تَمامًا لعلاج السمنة.
والنوع الثالث والأخير هو الأدوية التي تمنَعُ امْتِصاص الدهون، وهي تقريبًا لا خطورة منها فهذه الأدوية تعتمد على بعض المواد الكيماوية التي تنزل الأمعاء وتغطي خلاياها بمادَّة الراتينجات، فتمنع امتصاص الدهون ومن ثَمَّ يؤدي إلى عدم رفع كمية الدهون، وهي لا تعمل عن طريق الأعصاب فهي تعتبر أدوية موضعية؛ لأنها تتداخل مع الطعام فتمنع امتصاص الدهون من الأطعمة التي تناولها، والأفضل من كل هذا هو الرجوع إلى الطبيعة فالصينيون اعتادوا تناول ملعقة ردة مع الأكل؛ لأنها تمنع امتصاص الجسم للدهون.
ولا ننسى أن الأصل في الرشاقة هو ضبط النفس مع ممارسة الرياضة، فالأدوية الخاصة بالرجيم تحول الإنسان من شخص عادي وسمين إلى شخص مهووس لا يفكر إلا في وزنه فقط.
• موضة نهايتها كوارث:
الدكتورة إيمان شريف قائد - خبير علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائيَّة -: ترى أن الرجيم أصبح موضة بين الفتيات والسيدات، والمشكلة أن الموضوع لم يعد بحثًا عن الصحة أو للمحافظة عليها لكنه تحوَّل إلى "هوس" وتقول: كثيرات ممن أعرفهن تتأثر نفسيتهن بطريقة حادَّة عندما تزداد أوزانهن، وليس غريبًا أن نجد أن كتب الرجيم من أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق.
وتضيف: بعض الفتيات يعشن على رجيم أبدي فما يخرجن من نظام حتَّى يتحوَّلْنَ إلى نظام آخَر، فبعد أن كان العرب قديمًا يعتقدون أنَّه كُلَّما كانتِ المرأة أكثر سمنة كانت أجمل: ويفخرون وينشدون في ذلك أشعارًا، الآن انقلبتِ الموازين تمامًا، وأعتقد أن السبب في ذلك وسائل الإعلام بحديثها المستمرّ عن عارضات الأزياء وعرضهن على الشاشة، فظن الرجال والنساء أن هذا هو معيار الجمال. فأصبحت كل سيدة تسعى دائمًا لإنقاص وزنها حتى تظهر بالصورة اللائقة خاصَّة في مجتمع يمنح المرأة النحيفة فرصة عمل جيدة وعريس يحسدها عليه كل السيدات.
أما المرأة البدينة فتشعر بخجل دائم من جسدها، ومن شكلها في الملابس؛ لأن الملابس الأنيقة والأزياء التي تكون على أحدث صيحات الموضة تناسب المرأة النحيفة أكثر من المرأة البدينة.
من هنا تحاول كل فَتاةٍ تخفيفَ وَزْنِها بأيّ طريقةٍ لِتَبْدُوَ رشيقةً وجميلةً في نظر الآخرين، وفي نفس الوقت فإن ذلك يعطيها قدرًا كبيرًا من النشاط والحيوية. كما أنها بذلك تبدو أصغر في السن عما لو كانت بدينة.
• شبح العنوسة والتعدد:
وتنبه د. إيمان شريف إلى جانب آخر من الدوافع التي تقود المرأة إلى الرشاقة بأي ثمن، وهو ارتفاع نِسَبِ العنوسة، وقلق معظم الفتيات من عدم الحصول على عريس، وتقول: تريد كل فتاة أن تفعل كل ما يجعلها تبدو جميلة ورشيقة، حتى تكون محل إعجاب الشباب فيتقدمون لخطبتها، خاصَّة أن معظم الرجال يفضلون الفتاة الرشيقة.
وهناك سبب آخَرُ يدفع العديد من السيدات إلى البحث عن الرشاقة، حتى لو كان على حساب صحتها وهو الرغبة في إرضاء الزوج، الذي قد ينفر من زوجته إذا ما زاد وزنها بعد الزواج بسبب الحمل والولادة وخلافه، وقد يؤدي ذلك إلى نظر الزوج لامرأة أخرى فتشعر الزوجة بالخطر، خاصة عندما تجد زوجها يشيع كل فتاة جميلة ورشيقة بالعديد من نظرات الإعجاب، هنا تُفَكّر فوْرًا في الرجوع إلى وزنها السابق، وتبدأ في الاهتمام بمظهرها وجمالها حتى تجذب زوجَها إليها من جديد.
• هوس:
وتشير الدكتورةُ إيمان إلى أنَّ الرَّغْبَة في إنقاص الوَزْنِ قد تتحوَّل إلى حالة هوس تؤدي إلى اضطرابات وأمراض نفسية كثيرة؛ لأنَّ المرأة إذا أُصِيبتْ بِهَوَسِ إنقاص الوزن، وبدأتْ تَجْرِي وراء نظم الريجيم ونظم العمليات الجراحية يمكن أن تعود إلى السمنة مرة أخرى، إذا لم تحافظ على نظام غذائي معين، خاصَّة إذا كان عندها نوعٌ من الخلل في إفراز الغُدَد، أو نوع من الخلل في العادات الغذائيَّة، وتدخل مرة أخرى في دوَّامةٍ لا نهايَةَ لها من العمليَّات والجراحات والرجيمات فتقع في براثن المرض النفسي وتصاب بالاكتئاب والعزلة تمامًا عنِ المجتمع.
وتنصح د.إيمان كُلَّ امرأة بالتكيف مع شكلها ومع جسمها ومع ذاتها؛ بحيث إِنَّها أوَّلاً ترضَى عن نفسِها ولا تجعل الآخرين يفرضون عليها قناعاتهم؛ لأن الرضا عن النفس يجعل كل إنسان أكثر راحة وسعادة.
• لا ضرر ولا ضرار:
الدكتور نصر فريد واصل - أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومفتي مصر الأسبق - لا يرى حرجًا من الناحية الشرعية في لجوء الإنسان البدين - رجلاً كان أو امرأة - إلى إحدى أو بعض وسائل تخفيف الوزن، إذا ما كان في ذلك مصلحة له صحيَّة أو وظيفيَّة، بشرط أن تكون هذه الوسيلة أو الوسائل آمنه وليست خطيرةً على الإنسان، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: من الآية195]، والقاعدة الشرعية تقول: "لا ضرر ولا ضرار".
ويضيف د. واصل: الشريعة الإسلامية مع كل ما فيه مصلحة للإنسان وعلى ما يلحق به الضرر، فإذا كان إنقاص الوزن يُحَقّقُ للإنسان منفعةً صحيَّة، كأن يحميَهُ من مرض القلب أو متاعب العمود الفقريّ أو غير ذلك من الأمراض التي شاعت وانتشرت بين الناس؛ بسبب البدانة، وكانت الوسيلة لإنقاص الوزن مشروعة وآمنة؛ فالإسلام يرحب بذلك.
وإذا كان في إنقاص الوزن منفعةٌ أخرى غير صحية، كأن يمكن الرجل أو المرأة من الحصول على وظيفة معينة؛ فلا بأس من اللجوء إلى الرجيم ما دامت وسائل آمنة، ولا تحتوي على محرم.
وينتهي د. واصل إلى تقرير حقيقة مهمة، وهي أن شريعة الإسلام تؤيّد وترحّب بل تحضّ على كل ما يجعل المسلم أكثرَ نشاطًا وصحَّة وحيويَّة ويستمتع بالحياة استمتاعًا حلالاً طيبًا.
وأخيرًا يحذر د. واصل مما يحدث في بعض مراكز وعيادات الرجيم من كشف للعورات التي أمر الله بسترها ومن أمور أخرى محرَّمة.
المصدر : الألوكة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة