كيف السبيل إلى رضا الله؟
أنا فتاة لديّ ابتلاءات كتيرة جداً.. أكثرها تأثيرا علي أني مصابة بمرض جلدي (كأن جلدي متقطع) ليس له علاج إلا بالليزر وثمنه مرتفع جداً ومع ذلك لا يُعالجه بشكل نهائي، وحالياً ليس لديّ المقدرة المادية .. أشعر بيأس رهيب ومن شدّة سوء حالتي النفسية أصبح شعري يتساقط بصورة مرعبة... كيف السبيل للرضا والصبر على قضاء الله؟
ج / فرّج الله عنك يا أختي ، ما أستطيع قوله لك : أن الله تعالى العدل الرحيم ، لا يعذب إنسانًا مرتين ، فبشراك بإنقضاء عذابك في الآخرة إن صبرتِ في الدنيا ، والله تعالى قد يريد بالإنسان خيرًا عظيمًا حين يبتليه ببلاء صعب على نفسه ، إذ أن بعض الناس تقصر به عبادته عن منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، فيريد الله سبحانه برحمته رفعه إليها ، فيبتليه! ، فيكون بهذا البلاء في درجات هؤلاء وإن لم يعمل عملهم! ، ولذا كان "إذا أحب الله عبدًا ابتلاه!" ، وكان "أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل".
لذا ، انظري يوم القيامة حين يخاف الناس ، يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، يوم يكون كل الناس عراة لا ينظر بعضهم إلى بعض من شدة الهول! ، كل هذا ، كل هذا ، ويأمنك الله بمنزلتك من الجنة بصبرك على البلاء.
هذا هو نفسه الذي دفع سحرة فرعون ، الذين كانوا قبل قليل يقولون : "إن لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين؟" يعني كما نقول نحن : " هنطلع من الموضوع دا بسبوبة وللا ايه؟" ، ثم هم هم ، يقولون بعدها واحدة من أصفى عبارات كتاب الله في الصبر على البلاء ، بعد أن قال لهم فرعون :"لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف .. "
"قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ، إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ، ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ، جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى"
تلك يا أختي هي النجاة والله! ، من ياته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى!
فاصبري ، واعلمي أن الله قال عن عباده المؤمنين : "إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون"!
وقال : "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" ، قليل من الألم ، ثم تزول الدنيا بمن فيها ونجد حلاوة الجزاء في الآخرة.
واعتصمي بالله عبادة ودعاء ، فإن حلاوة القرب منه تنسي كل همّ.
وبخصوص حالتك النفسية ، تواصلي مع الدكتورة تغريد سعدالله [ حسابها في التعليقات ] ، وهي تساعدك إن شاء الله.
فكّ الله كربك وفرّج عنك ، وجعل بلائك رفعًا لدرجاتك يوم القيامة ، وإن كنتِ محسنة إليّ فإني اسألك الدعاء لي ، فإني والله أحسبك أقرب لله مني
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة