أمور مخيفة في الزواج
المخيف في الزواج أن الإنسان يتغير فكيف أضمن أن الإنسان الذي سأكونه وسيكونه سيتفقان ويسعدان معا ؟
ج/ سؤال جيد جدًا وغالبًا سائله ذو عقلية جيدة ،
الإنسان لا يتغير في الزواج ،
الإنسان يكتشف نفسه بشكل أعمق ،
وهذا يحدث في كل العلاقات الإنسانية ،
شخص يستخرج منكِ الجانب العقلي وآخر العاطفي وآخر يستخرج الجزء الديني وهكذا ،
بالإضافة أن الإنسان بيحدث له حيلة دفاعية مع من يُحب تُسمى regression
فيعود طفلًا ساذجًا ، يغضب لأسباب تافهة ممن يُحب ، ويغير على أسباب تافهة ، وله متطلبات غريبة ،
هو نفسه لا يفهم نفسه ومن هذا الشخص ؟
هذه حقيقتنا المخبئة ، وأحلامنا المدرجة في درج مخفي في وجداننا ، ووجدنا من نفتح له هذه الأدراج ونطلعه على أدق آمالنا وآلامنا ، فقد يحدث التصادم وقد يحدث الوئام ،
وفي الحقيقة ليس هناك أي ضامن لأي شىء ،
لكن هناك شىء مهم يجب أن يبحث عنه النّاس أن يكون هناك تفاهم وقدرة على النقاش ، ورغبة حقيقية تظهر في فترة الخطبة في محاولة الطرف الثاني لمعرفة ما يضايق الآخر وتجنبه .
الحوار ، الحوار البنّاء يصنع علاقات ناجحة ،
وكل من ليس له قدرة على الجلوس والحوار وفتح آفاقه دون تذمر وتخبط وشعور بأن رجولته تُمس اهربي منه هروب الغزال من الأسد.
والاتفاق الكامل لا يحدث ولا يمكن أن يحدث لأشخاص تربوا ببيئات مختلفة ومدارس مختلفة وتجارب مختلفة ، بل التفاهم والتقبل وإيجاد نقاط مشتركة نقف عليها واحترام الاختلاف يُيسر على النّاس ويقلل مشاكلهم ، وكل من حاول أن يصنع من الطرف الآخر نسخة تامة مما يرغب علاقتهم فشلت.
ولو تقصدين الإنسان بطبيعة حاله يتغير كل فترة والطرف الآخر ربما يظل مكانه أو يتغير باتجاه مختلف فبعد خمس سنوات يكتشف كل من الطرفين أنهما غرباء عن بعضهما ، فهذا حله أن يتم التزاوج بين بشر لهم اهتمامات مشتركة وهذه الاهتمامات يمارسونها سويًا حتّى تغيرهم يكون في نفس الاتجاه فيجد المرء بعد خمس سنوات الشخص الذي معه ما زال يشبهه ومازال معه على نفس خط الحياة لم يحيد عنه .
كل هذه أسباب للسعادة نسعى لها ، لكنها أولًا وأخيرًا رزق فنسأل الله أن يرزقنا بها.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة