ألحدت وأريد الانتحار
أسوأ حاجهة حصلت لي في حياتي أني ألحدت ..
أن يكون لك دين فهذا أمر عظيم ..
الحياة أصبحت بالنسبة لي ليست بذي قيمة والانتحار بيراودني من وقت لآخر
ج / :)
لا أدري ، تداخلت مشاعري حتى كدت لا أفهم نفسي والله من سؤالك! ، فقد أشعرني بقدر ما أنا عليه من النعمة فحمدت الله كثيرًا كثيرًا وكفى بها، وقد أخبرني أيضًا بصدق رب العالمين حين قال : "ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين" فعجبت! ، ثم تملكني شعور الملهوف ، أنا أريد أن أنقذك ، فهلّا سمحت لي بقصة؟
ليلة الأمس ، كانت صاحبتي في التفسير هي سورة الملك ، ووقفت كثيرًا عند قول الله تعالى : "أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى ، أمّن يمشي سويًا على صراط مستقيم"
تدري ما المكّب على وجهه؟ ، دعنا نرسم تلك اللوحة معًا.
المكّب على وجهه هو شخص انحنى ظهره ، وطأطأ برأسه إلى الأرض حتى كاد يلامسها ، يبحث عن "علامة" أو "أمارة" في الطريق تدله : هل أنا في المكان الصحيح؟ ، هل أنا على الطريق الصحيح؟ حيرة كاملة!
فانظر مرة أخرى ، كيف يعبّر القرآن عن حيرتك تمامًا! ، عجيب هذا الكتاب!
أخبرك شيئًا؟
كثيرًا ما تعجبت ممن يسألني : لماذا نعبد الله؟
وكنت أقول في نفسي : ألا يشعر أنه حقًا يحتاج إلى الله؟ ، هل يشعر بكل هذا الاستغناء؟
فكنت أقول له : لأننا نحتاج إليه! ، فيقول : لا أحتاج إليه! ، وأعجب أنا!
يكاد الإنسان يموت وهو لم يقم في حياته بشيء لا يفتقر فيه إلى أحد! ، ثم يجحد أنه يفتقر إلى الله!
سؤالك هزّني حقًا ، جعلني أدرك كم أنا بالله ولله ، جعلني أفكّر : كيف لو فقدت طريق الله يومًا؟
لأجد الجوّاب أمامي : "حياة بلا قيمة .. رغبة في الانتخار .. أسوأ في حياتي"
يا إلهي!
يا صديقي اسمع : بينك وبين الله لا حواجز ، لا عقبات ، لا شبهات ، أنت تؤمن تمامًا أن حياتك بلا قيمة بدون الله ، وأن الله خلقك فسواك فعدلك ، وركب فيك تركيبًا تلك الحاجة الفطرية إليه ، الرغبة في سجدة خاشعة تشعر فيها بقرب الله منك ، وقربك منه ، أنت لست فقط تحتاج ، أنت تحب ذلك ، تحب أن يكون لك رب قادر رحيم ، كل شيء بيده ، يجازيك بأعمالك!
لا أدري ، ذكرني كلامك بقولهم : من فقد الله ، فماذا وجد؟ ، ومن وجد الله ، فماذا فقد؟
إنها الصفقة الرابحة بكامل العلامة!
حين قال دوستويفسكي : "إذا لم يكن الله موجوداً، فُكلّ شيء مُباح" لم يكذب! ، إنه بالفعل القيمة التي ترتد إليها كل القيم ، المعنى الذي يكسب كل شيءٍ معناه.
وصدق الله : "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" ما أعجب كلام الله وأنقاه وأصدقه!
الآن : ما يمنعك من الإقبال على باب ربّك راجيًا له معترفًا بقيوميته ، وبكمال قدرته وكمال عجزك ، بكمال غناه وبكمال فقرك ، بكمال قوته وكمال ضعفك؟
تمنعك بعض السفسطات التي تسميها : حججًا عقلية؟ فاستفت قلبك إذن! دعه يعمل أرجوك!
لا تقف أمام عبوديتك الكاملة التي يستشعرها قلبك ، بوساوس حلّت في عقلك فسكنته فخربت عليك حياتك الدنيا ، وربما تخرّب عليك الآخرة.
اترك قلبك يعمل! ، من فضلك!
تمنعك بعض الإشكالات التي تسميها علمية؟ ، إذن أخبرني عن نظرك أنت ، دع العلماء كلهم جانبًا ، وانظر في الكون وحدك ، أفي الله شك؟ ، هل هو احتمال معقول أن يكون كل هذا من غير خالق قدير؟
يا صديقي : الله تعالى يفتح بابه لكل أحد أقبل عليه ، ثق تمامًا أنه تنتظرك أيامٌ رائعة.
فقط : يقف بينك وبينها : "قرار شجاع" فقط.
تنازل عن كبرك واعتدادك برأيك ، واترك شعورك بالفقر والاحتياج يقودك إلى باب ربك راجيًا منيبًا.
والله اسمه :"الكريم" :) ، واسمه "الغفور الرحيم" :) !
فقم ، اقض على حيرتك ، واقتل عذابك بيدك ، أخشى إن انتحرت أن يكون العذاب القادم أسوأ!
الحل : دع قلبك يعمل! ، ولو مرة واحدة.
واترك الباقي لمقلب القلوب!
انتظر جوابك ، أو بالأحرى : جواب قلبك :)
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة