دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
الفندق الكبير
تتفاوت الفنادق خدمة وأجرة وتقديمات... وراحة وطعاماً واستقبالاً... وصار العرف عالمياً يجعلها مصنَّفة بين ثلاثة نجوم وأربعة وخمسة...
كلما علا وفخم مستوى الغرفة والأثاث والحمَّام والخدمة كلما زاد بدل الإيجار وعلا التصنيف...
بمقدورك أن تقنع بفندق من نجمتين.. وستنام كما ينام غيرك...
وبمقدورك أن تدلِّع نفسك في خمسة نجوم وتكييف ومسبح وساونا ونادٍ رياضي وسيارات تنقلك هنا وهناك، ولكن في ختام المدة لا بد أن تدفع ثمن ما تدلَّعت به، وأن يتم دفعك الحساب عليه...
بعض النزلاء يمكث يوماً...
وبعضهم أسبوعاً...
وبعضهم شهراً...
وبعضهم سَنة...
لكن في النهاية لا بدَّ أن يغادر مهما طال مكثه...
بعضهم يشعر بسعادة عامرة وإن كان فندقه متواضعاً...
وبعضهم يشعر بتعاسة غامرة وإن كان فندقه متميِّزاً...
في الفندق ترى الأبيض والأسود والغني والفقير والأمير والخفير...
هكذا يا صديقي هي الدنيا...
فندق كبير
ينزل فيه البشر...
منهم من يغادر الدنيا وهو ابن شهور، ومنهم من هو ابن سنوات، ومنهم من يبلغ عتيّاً... والجميع سيغادر...
منهم من تسعده الدنيا، ومنهم من تشقيه...
من قنع بفندق بسيط سيكون حسابه بسيطاً، ومن قنع بدنيا متواضعة سيكون حسابه ميسوراً...
من أحب أن يتميَّز في نَُزُلِه وفندقه، فحسابه كبير...
ومن أحب أن يتميَّز في دنياه وجمع من هنا وهناك فحسابه عسير...
السكن في الفندق مؤقَّت للجميع...
والسكن في الدنيا مؤقَّت للجميع...
كل نزلاء الفندق سرعان ما يعودون إلى بيوتهم...
وكل أبناء الدنيا سيعودون بعد الموت إلى مساكنهم ذات الأمد الطويل، إمَّا الجنة وإمَّا النار...
الدنيا فندق كبير تجمع كل الألوان وكل الأديان ومختلفي اللسان...
لا يبقى مِن سكنِ الفندق إلَّا الذكريات...
ولا يبقى من الدنيا إلَّا السيئات والحسنات...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة