طالب ثانوي مهتم بشؤون المسلمين | لبنان
المعركة الفكرية
شهد العالم الإسلامي عبر تاريخه الطويل والممتد حروباً واسعة.. في مختلف المجالات.. ذهب بعضها واندثر أكثرها.. وبقيت المعركة االقائمة التي ما تزال آثارها إلى يومنا هذا هي:
(المعركة الفكرية)
كان الغزو الفكري على الثقافة الإسلامية في السابق له شكل محدَّد ومنهج معيَّن.. ينطلق من دراسة الشرق عموماً والإسلام خصوصاً دراسة نقدية عبر ما سُمي: بالاستشراق.
أمَّا اليوم فنحن نشهد حرباً على الإسلام أشدّ هدماً.. وأكثر فتكاً.. وأقوى أثراً.. بل إنَّ أثرها أشدّ عمقاً من كل الحروب التي مضت سواء العسكرية أو السياسية.. إنها الحرب على الإسلام باسم: التنوير.
كان الغزو الفكري في السابق له منهج محدَّد يهاجم الإسلام صراحة وعلناً، أمَّا الغزو الفكري اليوم فَيكمن خطره أنه يحارب الإسلام باسم الإسلام. فهو لم يعد يطلب منك أن تخلع عباءة الدِّين، وإنما يجعلك تقوم بذلك بنفسك.
إنَّه يهدم في عقلك كل الثوابت بحجة تنقية التراث وإصلاحه، فيخرج علينا أحدهم ليخبرنا أن الصلاة ليست كما علمونا في التراث.. وإنَّما هي صلة بينك وبين الله.. يتبعه ثانٍ ليقصَّ علينا أنَّ الخمر لم تحرم وأن شربها كأيِّ عصير آخر!
وثالث يفتي بأنَّ البِغاء _ وهو أن تؤجِّر المرأة نفسها ساعة من الزمان مقابل مال مُعيَّن _ عمل شرعي لا إثم فيه ولا حرام، ورابع بزيٍّ أزهريٍّ يقول إنَّ الحجاب لم يرِد في القرآن، وإنَّما هو عورة مجتمعية.. فإذا كان مجتمعك عارياً فهذا هو.. وإن كان غير ذلك لبست كما يلبس، وخامس يرى وجوب إحراق التراث. والسؤال المتبادر للذهن: وما الذي يبقى لأُمَّة تنكَّرت لماضيها؟؟
وسادس يطلب تعديل بعض الآيات في المصاحف المطبوعة لتواكب روح العصر، وسابع وثامن.. والأرقام لا تنتهي..
إنَّ مكمن الخطورة في التنوير الجديد أنَّه يحارب الإسلام بطريقة خفيّة.. إنَّه لا يدعوك للتخلي عن إسلامك.. لكنه يقضي عليه شيئاً فشيئاً..
لقد دعَوْك لنبذ تقليد الأُمّة الإسلامية إلى تقليد الأُمّة الغربية وما هو سوى خروج من التقليد إلى التقليد.. إضافة إلى الهجوم الكاسح على التقليد الأول والتزيين الفاضح للتقليد الثاني..
وهو كما يقول الدكتور المعتصم بالله البغدادي في كتابه ((المسلمون والغرب)): (تفاقم الصراع بين صديق للإسلام جاهل يعمم الرفض ويظن أنه ينصر الدِّين، وخصم يعمم القبول لكل إنتاج الفكر بحجة الحداثة والعصرنة)، "فكانت النتيجة على صعيد هؤلاء السفسطة والضياع والجحود وجمود جديد على "وَهْم التطوير والتطور" وانفصال النخبة المثقفة عن عوام الناس وأنصاف المثقفين.
وبات العقل الإسلامي المعاصر يعاني من أزمة هوية أو استقلال هوية.. فهو في حال التبعية والسير فبات يتنكّر لماضيه ليلحق حاضر غيره. سينتهي زمن الحرب العسكرية.. ولكنَّ الحرب الفكرية قائمة ما قامت السماوات والأرض.. فأين علماؤنا ومفكِّرونا من تلك الحرب الطاحنة؟؟
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة