المشكلات
ما إن نسمع كلمة "مشكلات" حتى ينقبض قلبنا، ونقول: اللهم اكفنيها.
لكن في الحقيقة والواقع من المستحيل أن نعيش دون مشاكل، سواء كانت مشاكل صغيرة أو كبيرة.
وإنَّ جمالَ الحياة يكمن في التحديات التي نصادفها، وتجاوز المشكلات والعقبات التي تقف في طريقنا. ولو لم يكن هناك مشاكل أو عقبات لكانت الحياة رتيبة مُملَّة.
إذن يجب أن ندرك أولاً أن حياة بلا مشاكل هي ضرب من الخيال.
• أمَّا عن أسلوب التعامل مع هذه المشكلات فالناس فيه منقسمون إلى أنواع:
البعض لا يدرك أنه يعاني من مشكلة أصلاً، وبالتالي قد يعاني دون أن يدري، أو يعيش بمستوىً أقل من المستوى الممكن أن يعيش به، فقط لأنه لا يدرك أن عنده مشكلة بنقص الخبرة مثلاً أو نقص المعلومات أو نقص العلاقات، ومن هنا جاء القول: (إنَّ أوَّل خطوة في طريق حلِّ المشكلات هي أن ندرك وجودها).
البعض يعاني من المشكلة لكنه لا يدرك حقيقتها وجذورها، فقط ينتبه إلى أعراضها، ويحاول ويحاول أن يتخلص منها، لكنه لا يستطيع ذلك، أو تعاود الأعراضُ الظهورَ مرَّة أخرى، فإذا حدث ذلك عندها يجب أن يركِّز في نفسه وحياته كي يكتشف مكْمَن المشكلة الحقيقية، تماماً كمن يعاني من حمىً ناتجة عن التهابات جرثومية، وإذ به يعالج الحمى ويترك الالتهابات، ولكن هيهات له أن يفلح بالتخلص من الحمى نهائياً بهذه الطريقة.
أمَّا البعض فإنه لا يبادر إلى حل المشكلة طالما أنها صغيرة وغير ذات تأثير كبير؛ مع أن مبادرته بحل المشكلة حال صغرها غالباً سيقيه مآسٍ كثيرة، ويوفِّر عليه الوقت والجهد وحرق الأعصاب التي سيعاني منها عندما تكبر المشكلة.
والبعض الآخر يكتشف المشكلة الحقيقية؛ لكنه يتأقلم معها ولا يفكِّر في إيجاد حلٍّ لها، وكأنها من مُسلَّمات الحياة، وعقله الداخلي يوحي له أن لا حلَّ لمشكلتك.
أيُّ أمر يضايقك يمكن أن ندرجه تحت تسمية (مشكلة)، حاول أن تجد له حلّاً، فربما كان الحلُّ بسيطاً وفي متناول يديك، لكنك لا تعطيه بالاً.
الحالة المعاكسة توجد أيضاً، حيث يمتلك البعض نظرة مثالية غير واقعية، ويرى الأمور الطبيعية _ التي هي من سنن الله في الكون _ مشاكل عظمى، وقد ينغِّص حياته بسببها، ولو أنَّه كان أكثر تأمُّلاً في واقع الحياة والناس، لعلِم أنه لا داعي لأخذها بعين الاعتبار، ويكفيه أن يَغُضّ الطرف عنها، أو يتأقلم معها.
• الخلاصة: التعرض للمشكلات هو من أساسيات الحياة، وسواء تعاملنا مع المشكلة بحكمة ورويَّة، أم انفعلنا وتوتَّرنا، ففي الحالتين نحن نقع تحت تأثير الواقع الذي شاءه الله لنا، وتوتُّرنا لن يساهم في حلِّها، بل العكس هو الصحيح، وتوتُّرنا سيساهم في تعقيد المشكلة وتشويش تفكيرنا.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة