العام الدراسي حول العالم

تتباين أحوال الدول في النظام التعليمي، وأساليب استقبال العام الدراسي الجديد، وخلال هذا المقال سنسلط الضوء على العام الدراسي في عدد من دول العالم؛ في محاولة للاطلاع على تجارب هذه الدول.

اليابان:

يعد العام الدراسي في اليابان من أطول الأعوام الدراسية، ومن ثم يمتد ليشمل أغلب فصول السنة، باستثناء جُزء يسير من فصل الصيف، فمع أوائل شهر إبريل يبدأ التلاميذ في الولوج إلى مدارسهم.

 وقد حُدِد هذا الموعد لكونه يتلاءم مع بداية السنة في التقويم الياباني. إضافة إلى أن البلاد تدخل أثناءه  في فصل الربيع، الذي ينظر إليه اليابانيون باعتباره «بداية الحياة من جديد»، وهو أيضًا وقت إزهار الكرز إزهارًا كاملاً.  وبداية المدرسة عند جل التلاميذ في اليابان، تعني استحضار صورة الأزهار الجميلة التي تنتشر في حدائق مدارسهم، وأشجار الكرز المُتزايدة في مناطق سكنهم.

 ومع دخولهم المدرسة للمرَّة الأولى، يحرص الآباء والأمهات على التقاط الصور لأطفالهم تحت أضواء الأزهار التي تنتشر في كُل مكان، وكأنها تستقبلهم بحفاوة.

والعام الدراسي مُقسَّم إلى ثلاثة فصول، وفي نهاية كُل فصل من هذه الفصول ثمة إجازة، إضافة إلى الإجازة الأسبوعية، والعُطلات الخاصة بالأعياد والمُناسبات الوطنية.

وعادة يبدأ اليوم الدراسي في الثامنة والنصف صباحًا، وتتدخل حالة المناخ (الطقس) في تحديد زمن الحِصة، حيث ينخفض بخمس دقائق، عند حلول الصيف وارتفاع درجة الحرارة، ليُصبح 45 دقيقة، بدلًا من 50 دقيقة.

تـركـيــا

يُستقبَل العام الدراسي على المُستوى الرسمي بما يُشبه حالة الطوارئ, حيث تتكاثف الاستعدادات خاصة فيما يتعلق بالتأكُّد من جهوزية المؤسسات التعليمية لاستقبال التلاميذ، وتوفير الحافلات، وسلامة المباني، وتدريب الكوادر، مع العِلم أن الميزانية المُخصصة للتعليم في تركيا هي الأعلى بين كافة ميزانيات الوزارات الأخرى، حيث تزيد عن الــ22% من الموازنة العامة للدولة.

 ومن المُلفِت للنظر: عدم دخول التلاميذ فصولهم، إلاَّ بعد التأكُّد من التزام جميع التلاميذ بارتداء الزِّي المدرسي، الذي عادة ما يكون عبارة عن قميص أزرق وبنطال أسود، بالنسبة للمدارس الرسمية.

وللترحيب بالعام الجديد: تنشد جوقة (فرقة) المدرسة الأناشيد الوطنية، مع إلقاء كلمات تبث الحماس لدى التلاميذ، وتنقلهم من فترة أجازه صيفية، اتسمت بالراحة والترفيه إلى فترة عمل واجتهاد في تحصيل مقررات المناهج والتسابق على التفوق الدراسي.

كوريا الجنوبية

عادة تبدأ السنة الدراسية في الشطر الجنوبي من شِبه الجزيرة الكورية في النِصف الأوَّل من مارس، وتستمر إلى فبراير من العام التالي، بدوام فعلي للطُلاَّب يصل إلى 220 يومًا.

وتتوافق بداية العام الدراسي مع قدوم فصل الربيع، واحتفال البلاد بعيد الاستقلال. وبحسب النظام التعليمي القائم في كوريا الجنوبية، فإن العام الدراسي ينقسم إلى فصلين، يمتد الأوَّل من مارس وينتهي في يوليو، ويبدأ الثاني في سبتمبر وينتهي بنهاية العام الدراسي في فبراير، ويفصل بينهما العُطلة الصيفية في أغسطس.

أما اليوم الدراسي: فيبدأ في الثامنة صباحًا، ويحصل التلاميذ في مُنتصفه على فترة راحة، يتناولون فيها وجبة غذائية. وما زال كثير من التلاميذ في المناطق الريفية يحرصون على قضاء جل أوقات العطلات بصُحبة ذويهم في الحقول الزراعية، خصوصًا عندما يأتي موسم حصاد الأرز، بينما في الحواضر والمُدن، ينخرط التلاميذ أثناء العُطلات في مُمارسة الألعاب الرياضية التي تنظِّمها الأندية، فيما يهتم جزء آخر منهم بزيارة المكتبات العامة.

النمسا

من أهم مظاهر الاهتمام بالعام الدراسي الجديد في النمسا: الاستعدادات المُكثفة التي تتم قبل بداية كل عام دراسي، والتي يُشارك فيها الجميع من كبار المُسؤولين حتى أولياء أمور التلاميذ، والمُتمثلة في تقييم المناهج وإعادة توزيعها بحسب كُل ولاية، وإدخال المُعلمين في دورات تدريبية، وبرامج إثرائية للارتقاء بمهاراتهم في التدريس، والتعامل على نحو أفضل مع كافة التلاميذ، مع الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية.

 وفي إطار استقبالها للعام الدراسي الجديد: وضعت وزارة التربية والتعليم في النمسا خطة تستهدف التوسُّع في استخدام التقنيات الحديثة، التي من شأنها تحقيق المزيد من الارتقاء بالعملية التعليمية، وتوثيق العلاقة بين مُدخلاتها ومخرجاتها. وجدير بالإشارة: فإن العام الدراسي للمدارس الابتدائية والثانوية في النمسا، يأتي ضمن فترتين، الأولى تبدأ من أوَّل يوم اثنين في شهر سبتمبر، بالنسبة للولايات الجنوبية، بما فيها فيينا وبورغنلاند، وفي ثاني يوم اثنين من شهر سبتمبر، بالنسبة لولايات النمسا الشمالية، بما فيها سالزبورج وستيريا وكارينثيا وتيرول وفورارلبرغ.

إسبانيا

يُعد استقبال العام الدراسي في إسبانيا يومًا مشهودًا، إذ تشاهد المدارس وقد ازينت وتأهَّب القائمون عليها للترحيب بالتلاميذ، وقد اختارت الدولة شهر سبتمبر ليكون بداية العام الدراسي، وهو يتوافق مع دخول البلاد فصل الخريف، والاعتدال النِسبي في درجات الحرارة بعموم البلاد.

 واليوم الدراسي في مُعظم المدارس على فترتين، الأولى من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرًا، والفترة الثانية من الثالثة حتى الخامسة مساءً، بينهما استراحة طويلة مُمتدة إلى نحو ثلاث ساعات، يستريح فيها التلاميذ، ويتناولون وجبة الغداء، ويقومون بالأنشطة اللاصفية، ويُسمح لمن يُريد منهم الذهاب إلى منازلهم القريبة، لقضاء فترة الانتظار. أما اليوم الدراسي في مُعظم المدارس الثانوية.

وعادة يتواصل العام الدراسي في إسبانيا حتى منتصف يونيو، ويوزَّع على ثلاثة فصول، كُل منها يُقارب أحد عشر أسبوعًا، أوَّلها يمتد من سبتمبر حتى ديسمبر، ويختتم بفترة راحة لمدة أسبوع، وثانيها يبدأ عادة في السادس من يناير، ويستمر إلى ما قبل حلول عيد الفصح عند النصارى، يؤخذ بعده راحة لمُدة أسبوعين، وثالثها ينتهي بنهاية العام الدراسي، ليبدأ بعده عُطلة الصيف، التي تتراوح مُدَّتها بين 10 إلى 11 أسبوعًا. ومُدَّة الحصة تتفاوت من منطقة إلى أُخرى، إذ تتراوح بين 40 إلى 50 دقيقة، تبعًا لتداعيات الحالة المناخية السائدة.

فلندا:

التعليم في فنلندا مجاني في جميع المراحل، بما فيها الجامعية، والتعليم إجباري للصفوف التسعة الأولى من مدارس التعليم التي يدخلها الأطفال الفنلنديون، عندما يبلغون السابعة من عمرهم.

وعدد أيام الدوام المدرسي 190 يوماً في العام الدراسي، وعدد ساعات الدراسة اليومية من 4 إلى 7 ساعات. وتعطى واجبات مدرسية معتدلة في المدارس الفنلندية، ولا توجد دروس خصوصية بعد المدرسة.

وتستخدم طريقة خاصة في كل درس تقريباً لمساعدة أولئك الذين يجدون صعوبة في موضوع معين، وهي إحضار مدرس إضافي لمساعدة هؤلاء الطلبة. ويبقى جميع الطلبة في الصف نفسه مهما كانت قدرتهم مختلفة في موضوع الدراسة.

مقارنة سريعة بين دول العالم من حيث عدد أيام الدراسة:

تأتي كوريا الجنوبية في المرتبة الأولى ب 220 يوما دراسيا، فالدنمارك بـ 200 يوم، وأستراليا بـ 198يوما وتشيكيا بـ 194، وألمانيا بـ 193، فتشيلي وسلوفينيا بـ 192، ونيوزلندا وإنجلترا والنرويج بـ 190، وفنلندا بـ 187، واليونان والمجر بـ 185، والنمسا بـ 180، فبلجيكا بـ 178، وأستونيا وآيسلندا بـ 175، والمكسيك والبرتغال بـ 172، وإيطاليا وإيرلندا بـ 167، ولكسمبورغ بـ 157 يوماً.

مقارنة سريعة بين دول العالم من حيث عدد الساعات المخصصة للتدريس في اليوم:

تأتي اليابان في المرتبة الأولى بـ 8 ساعات، فاليونان بـ 7.2 ساعة، يليهما المكسيك وإيطاليا بـ 05 .6 ساعة، وتشيلي بـ 3 .6 ساعة، فالمجر بـ 6 ساعات، فإسبانيا والبرتغال بـ 7 .5 ساعة، وإيرلندا وبلجيكا بـ 3 .5 ساعة، فأستراليا بـ 2 .5 ساعة، وآيسلندا بـ 1 .5 ساعة، فكوريا وإنجلترا بـ 5 ساعات، وتشيكيا وفنلندا بـ 9 .4 ساعة، فأستونيا بـ 8 .4 ساعة، وسلوفينيا وألمانيا بـ 7 .4 ساعة، والدنمارك والنرويج ولوكسمبورج بـ 4 .3 ساعة دراسية في اليوم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

- مشاهدات من العالم.. استقبال العام الدراسي الجديد، فاطمة محمد البغدادي، مجلة المعرفة.

- العام الدراسي: المناخ يحدد نقطتي «الانطلاق» و«المناخ»، حسني عبد الحافظ، مجلة المعرفة.

- التعليم الفنلندي.. ارتضى أبسط وأقصر الطرق فوصل إلى القمة، صحيفة البيان الإمارتية.

- مدارسنا الأكثر في العالم هدراً للوقت والموارد، محمد رباح ورامي عايش، صحيفة الخليج.