تعريف أهل العراق بإمام الأفاق
اقول تعريف اهل العراق لان واحدة من اعظم مصائبهم الحيلولة بينهم وبين قياداتهم الحقيقية فنشات اجيال لاتعرف هذا العلامة والامام الكبير فاقول مختصرا على قدر مايتسع له المقام في هذه الصفحة واحيل التوسع الى وقت اخر .
هو :
استاذنا العلامة الفقيه الاصولي بقية السلف وذخيرة الخلف وريحانة العراق بل ريحانة العلم اينما حل وارتحل الشيخ الدكتور عبدالكريم زيدان بن بيج أو (بهيج) العاني من عشيرة المحامدة احدى فروع قبيلة الدليم ولد ببغداد عام 1921 على ماحققه الدكتور حسين الدليمي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في دراسته عن الدكتور عبد الكريم زيدان ومنهاجه في الدعوة .
توفي والده وهو في الثالثة من عمره
أكمل دراستة الأولية في بغداد. دخل دار المعلمين الابتدائية وبعد تخرجه فيها أصبح معلما في المدارس الابتدائية دخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها. عين بعدها مديرا لثانوية النجيبية الدينية. التحق بمعهد الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة ونال الماجستير بتقدير ممتاز وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1962 بمرتبة الشرف الأولى.
واستفاد من بعض المشايخ والأساتذة العراقيين والمصريين، من أمثال الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ عبد القادر الخطيب، والشيخ نجم الدين الواعظ، والشيخ محمد محمود الصواف، والشيخ علي الخفيف، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ حسن مأمون، والشيخ علامة العراق في الحديث السلفي عبد الكريم الصاعقة .
وقد نال الالقاب التالية :
أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقا
وأستاذ الشريعة ورئيس قسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقا
وأستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقا
أستاذ متمرس في جامعة بغداد
وهذا اللقب الاخير نادر جدا لم يحصل عليه احد في العراق الا الدكتور عبد الكريم زيدان.
له العديد من المؤلفات التي لم يسبق الى مثلها :
1.أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام.
2.المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.
3.الكفالة والحوالة في الفقه المقارن.
4.أصول الدعوة.
5.الفرد والدولة في الشريعة.
6.المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، وهو في 11 مجلدا.
7.الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية.
8.الشرح العراقي للأصول العشرين.
9.نظرات في الشريعة الإسلامية
1.أثر القصود في التصرفات والعقود.
2.اللقطة وأحكامها في الشريعة الإسلامية.
3.أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية.
4.حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية.
5.الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام.
6.الاختلاف في الشريعة الإسلامية.
7.عقيدة القضاء والقدر وآثرها في سلوك الفرد.
8.العقوبة في الشريعة الإسلامية.
9.حقوق الأفراد في دار الإسلام.
10.القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية
11.نظام القضاء في الشريعة الإسلامية.
12.موقف الشريعة الإسلامية من الرق.
13.النية المجردة في الشريعة الإسلامية
المستفاد من القصص القراني في مجلدين
14.مسائل الرضاع في الشريعة الإسلامية.
15-الوجيزفي شرح القواعد الفقهية .
وقد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية سنة 1417 هـ / 1997م عن الموسوعة الفقهية عن احكام المراة والبيت المسلم في احد عشر مجلدا ، وحدثني احد المحكمين انهم اجمعوا على استحقاقه لهذه المرتبة العلمية والجائزة العالمية .وكتابه هذا كسائر كتبه يتسم بحسن التبويب والتقسيم ولم اجد فيما قرات عالما له عناية بالتبويب والتقسيم وترتيب المباحث كما وجدته عند استاذنا وكان قد اشرف على رسالتي في اصول الفقه فلم ار مثله في عمق فقهه وغوصه على دررالمعاني الاصولية والفقهية والقدرة على تصور القضايا والتمييز بين المتشابهات العويصة والفرز بينها وترجيح الراجح منه وفق الدليل .
كما ان الله جل في علاه وسعة كرمه وعطائه حباه بذاكرة حديدية يستحضر المعاني والاقوال الفقهية مهما بعد زمانها واذكر انه املى علي في مقدمة البحث بعض العبارات فكتبتها ثم اعدت صياغة البحث وعدلت في العبارة بحسب اجتهادي وبعد مدة طويلة لما قرات البحث عليه قال اين العبارة التي امليتها عليك قلت قد صغتها صياغة جديدة فقال لا اكتبها مرة اخرى واعادها كما هي من حفظه دون زيادة او نقصان .وله همة عالية في متابعة شؤون الدعوة الاسلامية في العراق فلايكاد يمر عليه يوم الا ويسال عن البلد واخباره والدعاة واحوالهم ويتفقدهم ويوجه وينصح هذا وهو قد ناف على التسعين من عمره المبارك .
لم يكن حريصا على المناصب ورايته من ازهد الناس في الشهرة والتقرب الى الامراء والرؤساء وابعدهم عن التكلف والرياء .
وقته مقسم بين تلاوة القران او مطالعة مايكتبه تلاميذه من الرسائل ومناقشتهم في منزله او التاليف او استقبال العلماء والتلاميذ او التدريس، ولاتمر عليه لحظة بفضل الله من دون عمل صالح .ولم اسمعه يوما يتكلم بغير الفصحى معي او مع غيري في البيت او في غيره .كما لم اسمعه مرة يغتاب احدا ولا يسمح ان يغتاب في مجلسه احد .
وله من المكاشفات الربانية والتنوير الالهي اشياء احتفظ بها الان .
وهو في عموم فتاواه وابحاثه لايخرج عن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ويكاد يحفظ اقواله .
وكان يوصي بكتب شيخ الاسلام سيما بمنهاج السنة ويوجبه على كل من يتصدى للدعوة ويثني على كتب الشيخ ثناء العالم المحقق ويؤكد في مجالسه على عقيدة السلف وماكتبه شيخ الاسلام ابن تيمية سيما العقيدة الواسطية والتدمرية وكتاب العبودية والفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان والفتاوى الكبرى ومجموعة الفتاوى وغير ذلك من الكتب
التقى اول شبابه ببعض الطرقية (الصوفية )ولم يعجبه مسلكهم ثم اطلع في الاربعينيات على بعض ماكتبه ابن تيمية فتاثر به ومنذ ذلك الحين لم يدع كتابا لشيخ الاسلام الا وقراه ، وكنت سالته عن سبب تاثره بشيخ الاسلام فذكر لي ذلك وذكر انه من ذلك الحين ومن شدة حبه لشيخ الاسلام كان يتمذهب بمذهب الحنابلة وكان يكتب على كتبه عبارة (عبد الكريم زيدان سلفي العقيدة حنبلي المذهب ) فقلت له يااستاذ الحنابلة كلهم على منهج السلف الا القليل فلماذا اعدت العبارة وكان يكفيك ان تقول حنبلي المذهب فقال هذا للتاكيد .
اختصر العقيدة الطحاوية وقررها على تلامذته
اسس كلية الدراسات الاسلامية نهاية الستينيات ليتيح العلم الشرعي على منهاج السلف لمن فاته طلب العلم فتخرج من الكلية مئات الطلاب وقد اغلقت زمن النظام السابق بعد تشريع قانون الغاء الكليات والمدارس الدينية الاهلية .
لم يعرف العراقيون قدره فضيعوه لاسيما الحكومات المتعاقبة من زمن عبد الكريم قاسم والى يومنا هذا وضيقوا عليه فاضطر للهجرة اوائل التسعينيات . ولو كان في البلاد التي تكرم العلماء كالحجاز والازهر لما تجرا احد في التقدم عليه علما ومرتبة .
ومع ذلك اقول هو ليس معصوما ولاينبغي الغلو فيه ولا في السابقين من العلماء فهو لايرضى بذلك لما حباه الله من العلم والانصاف والتقوى
وقد خالفته في مسالة الاقليم الشهيرة التي اختلف فيها اهل السنة وهي مسالة سياسية اجتهادية اذ كان لايرى انحياز السنة باقليم لان البعض صور له ان الاقليم يعني التقسيم وهذا غير صحيح ابدا،ولم اناقشه مهابة له واعتذرت عنه بانه لم يكن له مشاورون متخصصون وان وجدوا فان عاطفة التاريخ الوطني القريب تغلب على ارائهم، وهذا امر اخر ،وهو في بلد البعد والغربة وقد ظهرت نتائج هذا الموقف فاهل السنة اليوم يتمنون ان لو حصلوا على الاقليم وحقنوا دماءهم وحافظوا على ديارهم ولكنه قد اجتهد رحمه الله صادقا لا رغبة في منصب او جاه او سمعة وله اجر اجتهاده رحمه الله واحسن اليه ورفع درجته في الجنة
كان من ابعد الناس واكثرهم نفورا عن اهل المناصب كما كان من اكثر الناس نفورا عن القنوات الفضائية وطلبا للشهرة واوصاني بذلك وانا ملتزم بوصيته الى يومي هذا ، وانا لاابلغ شاوه دينا وعلما وزهدا وتقوى وتحريا للحق فيما يقول او يفعل ، و لم ار احدا من اقرانه او تلامذته في معناه او في مرتبته علما او عملا او زهدا
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة