ذنوب الخلوات
ماذا تقول لواحد صلى ركعتين قبل الفجر قيام ليل وكان يدعو أن يزيل الله من قلبه حب ذنوب الخلوات ودعا كثيرا وما لبث بعد أن صلى الفجر وكان جالسا لوحده إلا أنه بدأ مرة أخرى يسمع أفلام ( عادية ليست إباحية) ومثلا قعد ساعة وهو كل الوقت وهو صايم حاليا حزين جدا ولكن سرعان ما يزول الحزن ويرجع الى ما كان عليه ؟
ج / هذا هو حال النفس
هذا هو حال نفسك، ونفسي، ونفوس العصاة (أمثالنا) والصالحين الذين نقتدي بهم، إلا الندرة الذين بلغوا مبلغاً قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئتُ به"
أكبر خطر على السالك مطلقاً هو وهم: الحلّ النهائي.
ليس هناك حل نهائي مادام في البدن نفس يتردد، بل المؤمن في سجال مستمر مع نفسه الأمارة بالسوء، ومع شياطين الجن، وشياطين الإنس، والابتلاءات التي يُقدرها الله عليه
لهذا، فأكثر ما وردت مادة "التزكية" في الوحيين بصيغة الفعل التي تفيد الاستمرار والتجدد:
"جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ"،
"إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ"،
"قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ"،
"وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ"،
بل إن أطول قسم في القرآن كان على قوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا"
لهذا دائماً ما ننبه على ذلك الخطأ الفاحش في مفهوم التوبة: أن التوبة لا ينقضها الرجوع إلى المعصية، حيث يظن أكثر الناس أنه إن أذنب وتاب ثم عاود الذنب فإن توبته الأولى غير مقبولة، أو أنها كانت غير صادقة، أو أنه منافق، إلى آخر تلك الفهوم الخاطئة.
والصواب -إن شاء الله- أنه مادامت التوبة قد تحققت بشروطها فهي توبة صحيحة، وإن أحدث المسلم الذنب نفسه بعدها فهو ذنب جديد، وخطوة جديدة في مشوار التوبة، والتزكية، الارتقاء بالنفس، إلى أن يلقى العبد ربه مجاهداً مثابراً صابراً
واعلم أخي أن سلاح القنوط، وبث روح اليأس من الصلاح والعجز، أقوى أسلحة إبليس قاطبة، وأسهلها هتكاً لحصن النفس المؤمنة ما لم تتسلح بالمثابرة، وإن إبليس ما يزال يدفع العبد للصغائر ويورطه في لمم المعاصي حتى يوهن نفسه بأوهام النفاق واليأس من التوبة والعجز عن مواصلة الطريق إلى الله، فيوقعه بذلك في الكبائر العظام كأسهل ما يكون.
لهذا -أخي- تنبه لهذا وأعد قراءة ما ذكرتَ في سؤالك في ظل ما عرفتَ من شأن التوبة وحقيقة الطريق إلى الله = يتغير حالك بإذن الله وتتقوى على المضي قُدماً
وادعُ الله لي بظهر الغيب، عسى أن يؤمن ملك وراءك قائلاً: آمين، ولك بمثل
والله أعلم
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة