كاتبة سوريّة وإعلامية، في مصر، مشرفة على موقع (إنسان جديد)
المجتمع المصري في نظرته وتعامله مع المرأة سبقنا بأشواط
لا تعلق قبل أن تكمل قراءة المنشور... المنشور ليس عن الصورة بل الصورة مثال فقط ....
سبقنا المجتمع المصري بأشواط في نظرته للفتاة وتعامله مع المرأة ... في الصورة هذه لقطة أخدتها اليوم لطالبة مدرسة راجعة الى البيت بالبسكليت ...
من سيرى أن هذا الشكل مخالف للشريعة سأقول له انت غلطان الفتاة بكامل لباسها وتسير في طريقها وليس في الشرع ما يحرم سلوكها هذا ..
والذي سيتساءل: ماذا استفادت هذه الفتاة بركوبها للدراجة الجواب : استفادت كثيرا بدءا من شعورها بقدرتها على قيادة الدراجة بمهارة ، وانتهاء بتحملها المسؤولية بأن تصل الى البيت بدون كلفة مادية ودون ان تربط أحدا من أهلها معها بالتزام يومي في الذهاب والإباب... وغيرها فوائد كثيرة
اما الذي سيتحسر عليها ويقول هذه إهانة للفتاة وهي مسكينة ليس لديها اب يدللها أو أخ يحافظ عليها سأقول له: انت غلطان نحن الذين نربي الفتاة على أنها بحاجة لمن يحميها ويحافظ عليها أو نجعلها قادرة على حماية نفسها والمحافظة على نفسها
واكيد الأمر الثاني احسن لأنه على الأقل ستكون قوية وليست معرضة للضياع مع غياب من يحميها ويحافظ عليها
وخصوصا أنه لا ابوها سيدوم ولا اخوها سيلتصق بها
المجتمع المصري سبقنا كثيرا في هذا المجال على المستوى العام إذ سمح للمرأة أن تكون بكل مكان حاضرة وقوية ومحترمة لم يعاملها بثقافة باب الحارة التي للأسف نراها على السوريين وتتجلى بقوة في : ( مابسمح لمرتي تشتغل ومابخليها تطلع لحالها والمرة الي بتروح وتجي لحالها هي وحدة داشرة .... ) وبالمناسبة هذه العبارات واكثر بما لا يقل عن كذا مية عبارة من كذا مية رجل و -امرأة ! - للاسف كانت موجودة على مجموعة عائلة الجالية السورية في مصر في معرض نقاشهم حول : (بتخلي مرتك تشتغل وبتخلي مرتك تطلع لحالها ؟؟) على نحو يجسد عمق الهوة التي نعيش فيها والتي تتوجه لثقافة ( باااااطل مرتي تطلع لحالها !!!)
وخصوصا في وقت وجدت فيه المرأة السورية نفسها مسؤولة ومعيلة لعائلتها وكم وجدت من الصعوبة وهي لم تتعود من قبل ان تسعف ابنها اذا وقع أو تشتري اغراضها إذا احتاجت .... في الوقت الذي نرى فيه المرأة المصرية ( جدعة) بكل ما تعني الكلمة من معنى تحافظ على نفسها وتقود سيارتها وتعمل وتسافر وتحضر مؤتمرات وتلقي محاضرات وتقود مؤسسات وهي محاطة بنظرات الاحترام والتقدير ودون أن يمس كرامتها أحد ....
ملاحظة : كلامي ليس رفضا لقوامة الرجل على المرأة ولا للقيام عنها ببعض المسؤوليات لتأمين الراحة لها بل هو رفض للقيام بما سبق من قبيل تكبيلها ومنعها من امتلاك الادوات لحماية نفسها وقيادة حياتها وإدارة شؤونها على اعتبار أن في ذلك إهانة للذكر ! المرتبط بها أو لكونها لا تملك مواصفات تؤهلها لذلك أو خوفا عليها من الانحراف !!!!!
اعتذر عن قبول أي تعليق فيه إساءة أو اهانة للمجتمع المصري
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة