نتنياهو إذ يخشى زوال دولة “إسرائيل”
في تصريحات مفاجئة خلال ندوة دينية مغلقة في بيته، شدد نتنياهو على ضرورة أن تكون الدولة على أهبة الاستعداد للتهديدات التي تهدد وجودها، ليتسنى بعد ثلاثة عقود الاحتفال بيوم الاستقلال الـ100.
واستعاد نتنياهو التاريخ في حديثه عبر التذكير بـ”مملكة الحشمونائيم” التي نجت فقط 77 عاما، مضيفا أنه يعمل على ضمان أن دولة إسرائيل سوف تنجح هذه المرة في الوصول إلى 100 سنة.
وبحسب التأريخ اليهودي؛ كانت المملكة الحشمونية دولة يهودية مستقلة وُجدت في فلسطين على مدار 77 عاما، وتأسست بعد تمرد هشمونائيم وكانت نهايتها مع غزو المنطقة من قبل الإمبراطورية الرومانية.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مشارك في الندوة أن نتنياهو قال “إن وجودنا ليس بديهيا، وأنه سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن الدولة”.
وخلال الندوة قال نتنياهو: “ليس هناك وجود يهودي من دون الكتاب المقدس. وأعتقد أنه ليس هناك مستقبل يهودي ب من دون الكتاب المقدس، وهذا هو الأساس الأول والأعلى الذي نقف عليه، فهناك من يسعى ويحاول تدمير أساساتنا. تسعى لذلك عدة جهات تستعمل مختلف الأساليب والوسائل، ولكننا يمكن بالقوة أن نتصدى ونحبط كافة هذه المحاولات”.
اللافت، بل المثير فيما ذكره نتنياهو أنه لا يأتي في لحظة ضعف يمر بها الكيان، بل في لحظة قوة وغطرسة؛ إن كان على صعيد السلاح والتكنولوجيا، أم وهو الأهم، على صعيد الدعم الدولي الهائل، والذي يتجلى بسطوة غير مسبوقة على القرار السياسي في الولايات المتحدة، فضلا عن غياب ضغط حقيقي عليه في الداخل الفلسطيني، إلى جانب غزل واضح من بعض العرب معه، وتعاون غير مسبوق من آخرين، وكل ذلك جراء الاستفادة من الحريق الراهن الذي أشعلته الثورة المضادة وخامنئي ردا على ربيع العرب.
لو جاء هذا الكلام بعد نجاح الثورة التونسية والمصرية، بما تعنيه من أفق لربيع شعوب عربية لا ترى حقا للصهاينة في أي شبر من فلسطين، لكان مفهوما، لكنه يأتي في لحظة زهو وغطرسة غير مسبوقة للصهاينة في أرجاء الأرض.
على أن واقع الحال ليس كما يتبدى في الظاهر، وهذا ما يدركه نتنياهو تمام الإدراك، ومعه كثيرون في الكيان، فبعد حوالي ربع قرن على اتفاق أوسلو الذي فتح باب الأمل للصهاينة بالهيمنة على المنطقة، وبعد 13 عاما على احتلال العراق الذي أريد له أن يكون محطة لإعادة تشكيل المنطقة على مقاس الهواجس الصهيونية، ها إن الكيان يحيط نفسه بالجدران من كل الجوانب، ويعجز عن تركيع الشعب الفلسطيني، رغم ما يعانيه الأخير من ضعف في القيادة وبؤس لخياراتها، ورغم ما يعانيه الوضع العربي من تراجع لافت أيضا.
إنه كيان يعيش وسط غابة من العداء، ويواجه أمة لم تعرف الاستسلام في تاريخها رغم ما مرّ عليها طوال القرون، ولولا موازين القوى الدولية التي تسانده، لكان نسفه من الداخل قبل الخارج ميسورا، حتى لو امتلك مليون قنبلة نووية.
لكن الحال الراهن ليس قدرا، وهو برسم التغير، إن عاجلا أم آجلا، ما يعني أن هواجس نتنياهو حقيقية، وحديثه عن الاحتفال بمئوية الكيان أشبه بحلم. وهي هواجس لا تعيشها أي دولة في العالم، فضلا عن أن تكون بهذه القوة والسطوة.
والخلاصة أنه كيان برسم الزوال، طال الزمان أم قصر، ولا يجب أن يساور أي أحد الشك في ذلك، وتجارب التاريخ شاهدة، ووعود القرآن الكريم قبل ذلك وبعده لن تُخلف أبدا.
بقي أن نلفت الانتباه إلى تركيز نتنياهو على حضور “الكتاب المقدس”، أي التوراة في منظومة الصراع، ما يذكّرنا بمن يطاردون القوى الإسلامية التي تحمل الراية، متجاهلين أن القرآن الكريم هو عنصر الحشد الأكبر في المواجهة، فهذه أمة لا يعبئها شيء، قدر ما يعبئها ويحشدها دينها وقرآنها الخالد.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة