يوم الغضب: لمن، ولماذا؟
استجاب أحرارُ السوريين لدعوة الغضب في يوم الغضب استجابةً رائعة في المناطق المحررة وفي دول المهجر والشتات. لكن هل كان هؤلاء الأحرار بحاجة أصلاً إلى يومٍ يغضبون فيه؟ وكيف يغضبُ في يومٍ من الأيام مَن هو غاضبٌ أبداً في كل الأيام؟
إن السوريين لا يحتاجون إلى يوم يغضبون فيه دون سائر الأيام، فهم دَوماً غاضبون. إنهم غاضبون من النظام الأسدي المجرم الذي عانوا منه الويلات، وغاضبون من الغلاة والبغاة الذين سطوا على ثورتهم وسربلوها بالسواد، وغاضبون من دول الأرض التي اجتمعت على حربهم وقصفهم بذريعة الإرهاب، وهم غاضبون لأن العالم تواطأ على ثورتهم وسعى إلى وأدها في مهدها وليدةً ثم حاول قتلها يافعةً ثم سعى إلى نهبها وتبديدها بعدما ثبتت زماناً في وجه الأعاصير.
* * *
نعم، السوريون أبداً غاضبون؛ ما زال غضبهم يتراكم حتى تفجّر في بركان ثوري جبّار لم يعرف التاريخُ القريبُ له مثيلاً في القوة والعُنفوان، وهم ما يزالون غاضبين منذ ذلك اليوم المجيد، لكنهم كانوا بحاجة ليومٍ يُظهرون فيه هذا الغضب بصورة علنية جماعية، ليس للعالَم الذي لا يهتم بهم، بل لأنفسهم، ليجدّدوا روح الثورة في قلوبهم الحزينة المتعَبة، وليستمدوا من بركان الغضب الجديد زاداً يكملون به الطريق.
لو لم نغضب أولاً لما ثُرْنا، ولو سكن غضبنا آخِراً لخَبَتْ ثورتُنا، فلنغضب اليوم ولنغضب كل يوم، لأن الثورة لا تكون بلا ثوار والثوار لا يكونون بلا غضب. لا يحق للثائر أن يتوقف عن الغضب؛ يحق له أن يرتاح هُنَيهة أو يتوقف لالتقاط الأنفاس، لكنه لا يحق له أن يرضى بالعجز واليأس والخنوع والهوان.
* * *
يا أيها الثائر الحر: اغضب، اغضب حتى تستأصل أسباب الغضب، حتى تحقق هدف الثورة الأسمى، حتى تُسقط نظام الظلم والاستبداد وتعيش ويعيش أولادك في وطن حر كريم لا ظلمَ فيه ولا استبداد.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن