كيف تتعامل مع ضغوطاتك النفسية ؟
"بعض العادات تمثل تعويضاً نفسياً للإنسان مثل قضم الأظافر ، ولذلك يوضع لها بدائل تعويضية مثل الضغط على كرة مطاطية أو ممارسة الرياضة، وتحتاج إلى إرادة وإلى وقت وإلى خطة لتغييرها"
ربما هي نقطةُ جدلٍ، ومحورٌ أساسيٌّ دائما في كل حوارٍ داخليّ بينك وبين نفسك: الضغوط النفسية، أيّاً كان شكلها (في الطفولة، بين الاخوة، في المدرسة، في الصداقة، في التعليم، في الحياة المادية، في الحياة الزوجية، في التربية، مع المرض، في العمل، في الغربة، في الحروب..).
داومْ على الاستغفار عند كل لحظة غضب، لحظة يأس، لحظة احباط، لحظة عجز، لحظة نفاذ الصبر، فأكبر تنفيس هو الايمان. فعندما نؤمن بشيء، يقيننا فيه يكون كبير. فما بالك إذْ أننا نُؤمن بالله الذي "إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ" سبحانه.
التعامل مع الضغوط النفسية ليس بهيّن أبداً! إذ أنّ أسهل شيء يمكننا فعله آنذاك هو أن نصرخ، نشتم، نُكسّر، نضرب، نبكي، نكبت!
وإن بحثتَ في الكتب والمقالات ستجد طرق وحلول شتّى ذات فائدة كبيرة: كممارسة شيء تحبه: ممارسة الرياضة، الضغط على كرة مطاطة، سماع شيء تحبه، القراءة، النوم، المشي، الرسم، الكتابة، التصوير، التأمل، مشاهدة شيء مضحك، الرقص، مشاهدة صور قديمة، الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي... والكثير الكثير من الطرق. وهذا كله مهمٌ جداً، لكن ثمة أمر يغفلونه بالعادة، وهو الجانب الروحيّ!
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" آية عظيمة، تعني -والله أعلم- اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي وقال سعيد بن جبير اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء.
عندما نقوم بعمل ما، وفي داخلنا ايمان راسخٌ أن هذا العمل سيُجدي فائدة بفضل الله أولاً ثم بفضل جهودنا، يختلف كلياً عن الذي يقوم بعمل ما ويؤمن أن هذا العمل سينجح بفضل جهوده. فالثاني إن فشل فسيعزو فشله على نفسه أو على الحظ! أما الأول فسيعزو فشله إما على نفسه (إنّ قصّر مثلاً) أو يقول هذا هو القدر، فثمة رسالة من وراء فشلي أو ربما حكمة ما (أتعلمون لماذا؟ لأن كل شيء مُقدر بقدر، ومكتوب عند الله حتى لو كان صغيراً ولا يكاد يُذكر، فالثاني لا يؤمن بشيء من هذا أو ربما لا يعلم).
من هذا الكلام أخرج بفكرة أن الايمان عنصر أساسي من الدرجة الأولى في حياتنا، وأيضاً عند التعامل مع الضعوط النفسية. وأن التعامل مع الضغوط بطريقة سليمة يبدأ بطريقة تفكيرنا السليمة.
لذا افعل ما تحب عندما تشعر بالضغط النفسي، مارس هوايتك فلهذا أثر ايجابي كبير على جسدك وتفكيرك. وإن كنت لا تعرف ما هي هوايتك، فببساطة افعل اي شيء يُشعركَ بالفرح (لكن بعيداً ان العادات السيئة أو التي لا تُرضي الله).
لا تنسى أن أول شيء وأهم شيء عليك فعله هو ذكر الله.
استغفرْ، فللاستغار لمسةٌ عجيبة في نَفْسِ المسلم،.
بدّل الشتيمة والسَبْ بـِ "لا حول ولا قوة إلا بالله".
بدّل الصراخ بـِ "الله أكبر" بصوت عالٍ لا بأس.
قُلْ "اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها" عندما تبكي.
ثم اذهب ومارس ما تحب، اذهب واخرج الطاقة المدفونة في داخلك، عبّر عنها بالطريقة السليمة. كُن اقوى من كل ضغط نفسي، ولا تنسى أنك إن لم تعجزْ، لم تبكيْ، لم تُحبطْ، لم تنفجرْ أو لو تغضبْ.. أنت لستَ إنسان!
المصدر : صفحة شقائق الرجال
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن