الوحدة والمعصية
لماذا حينما يكون المرء بعيــــــــــــدا عن أعين الناس يُفكر فيما يُغضب الله؟!
قد لا أفعل معاصي في هذه الحالة، ولكنَّ جلد الذات لا ينفك عني؛ لشعوري أن هذا التفكير وإن لم يصاحبه فعل هو ذنب وذنب كبير! - أعيش وحيدا مجبرا لفترة مؤقتة، ولا مفر من ذلك. - ماذا تقول لي، وكيف استغل الوحدة؟
ج/ الحمد لله وحده.
النفس أمارة بالسوء، هذه طبيعتها.
نحتاج إلى تربيتها طويلا، والعمل على تهذيب الإرادة وتقويتها.
نحتاج إلى كثير من الاشتغال بأنفسنا، حتى نصلح منها، فتأمرنا بالطاعة والإيمان في المنشط والمكره والعسر واليسر، والجماعة والانفراد.
طريق طويلة؟
نعم، كان السلف يسيرون فيها سنوات طوالا، عشرات السنوات.. لا يملّون من محايلة أنفسهم ومصانعتها، لتستقيم.
طريق شاقّة؟
ربما، لكن من قال إن سلعة الله "الجنّة"؛ رخيصة؟
لكنها ليست طريقا مستحيلة!
لأن الله أخبرنا أن الوصول إليها ممكن، وأن في الناس أولئك المقربين، السابقين السابقين.
يهذبون أنفسهم ويقهرون إرادتها، ويطوعونها فتصبح منقادة مروضة، بعد شراسة وجدل وعجلة وكفران نعمة!
ويقوّون إرادتهم، ويشحذون عزمهم، وهو وقود سيرهم إلى الله.
لا تجلد نفسك، إياك!
ولا تتوقع أن تكون نفسُك صالحة بدون إصلاح، أو تقية صدّيقة بدون دربة وتربية.
أنت لست الوحيد، هكذا عامة البشر، إلا من أعانه الله على نفسه، فهذّبها.
لا يولد أحد صدّيقا، لكن؛ المؤمنون يريدون، ويحاولون، ولا ييأسون، ومنهم أقوام يصِلون إلى ما يريدون.. فينعمون مع النبيّين والصدّيقين والصّالحين، بلا سابق عذاب.
اشغل وقتك، ضع خطة لنفسك، لا تتركها في فراغ، اجعل همك كل يوم: ماذا ستطعمها اليوم من الإيمان والعمل الصالح، لكن؛ لا تملّها فتشرد!
كل ما أريده منك أن تعي معنى أنك تربي نفسك، وتصلح منها، إلى أن تكسب معركتك معها.
وهو معنى يغفل عنه كثيرون.
أعانني الله وأعانك يا أخي.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة