لحظة من فضلكم
لسنا من الغباء بمكان بحيث نعتقد بأن خطبة أو موعظة أو درساً أو نشرة أو بوستا أو مقالا أو كتابا أو اعتصاما أو مسيرة يمكن أن تعيد المقدسات أو توقف عدوان المعتدين على أرواحنا وأعراضنا وديننا وأموالنا ..
ولكننا نجزم أن هذه كلها وسائل:
1*_ شحن وتحريض إيجابي، والله يقول: (وحرض المؤمنين)..
2*_ توعية وإرشاد وتوجيه، والله يقول: (إن عليك إلا البلاغ)..
3*_ إيقاظ وبعث وصحوة، والله يقول: (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغاً)..
4*_ تهديد وإنذار ووعيد، والله يقول: (وأنذر عشيرتك الأقربين)..
وهي كلها من باب أضعف الإيمان وجهد المقل ..
وكلنا يعلم أن الحل الجذري ليس بمجرد كلمات تقال أو تكتب ،، وإنما بحراك شامل وممتد يستهلك الأموال والأوقات والأعمار والدماء في سبيل نصرة المستضعفين ورد المعتدين وإثبات حقنا في مقدساتنا ومقدرات بلادنا.
ومن قال بأن هذه كلها مجرد أدوات تنفيس جوفاء ،،
فليأتنا ببدائل أكثر فاعلية وواقعية لننطلق منها ونكون له من الشاكرين ..
ويقول حسام الدين السنوسي ..
أقول للساخرين من جدوى المظاهرات والوقفات والانفعالات المختلفة في مواقع التواصل أو على أرض الواقع ..
*_ نحن كمسلمين لا نتعامل بميزان الصادرات والواردات وعقلية معاملات الكاش و الفيفتي فيفتي ، لأننا إذا ربطنا أنفسنا بالحساب الرياضي ومقياس الربح والخسارة لن نفعل ولن نقول شيئا لأن كثيرا من عباداتنا القولية والفعلية مبنية على التسليم والالتزام المطلق دون مقابل ملموس ..
لولا ذلك ما كانت في ديننا قاعدة ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) فهل تغني التمرة الكاملة أو تسمن من جوع حتى يفعل الشق ذلك، فالعبرة عندنا بما تقدمه قياسا بما تستطيعه ، وما تبذله مقابل ما تملكه ، لا بما يستطيعه أو يملكه غيرك ..
لذلك قد يرجح الدينار الواحد يتصدق به صاحب الدينارين على الألف التي يتصدق بها صاحب المليار، وهذا ينسحب على المواقف والكلمات والأعمال ، فكل واحد من الناس لديه جيبه وحيزه ومحيطه الخاص وما يسعه تقديمه وفعله قياسا بحيثياته الخاصة التي قد لا يدركها غيره ..
*_لهذا لم يشترط ديننا تحقق نتائج لقبوله فحمزة سيد الشهداء رغم أنه لم يشهد النصر ولم يشارك في فتح مكة ولم يكسر الأصنام، وبالتالي فأنت مطالب في كثير من الأحيان بالعمل والقول لذاته لا لما سيترتب عنه من جدوى ونتائج
*_ فنحن مأمورون في ديننا بأن نغرس ما بأيدينا وما بألسنتنا وأقلامنا تعبدا لله وإبراء للذمة وإن لم ينبت شيء من ذلك
تحت قاعدة (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) ..
فلا يمكننا بالفهم الرياضي المادي الجاف أن نتفهم منطقية هذا السلوك وجدواه لأنه ببساطة يتجاوز الأسباب والنتائج إلى رب الأسباب والنتائج ..
لذلك كان جواب أهل الفسيلة في القرآن على المعترضين عليهم لعدم نفع وفائدة ما يقومون به من موعظة واجتهادات أن قالوا لهم : ( مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ ) الأعراف 164 ..
*_أي أن غاية القوم الأولى لم تكن ما سيتحقق وينتج عن اجتهاداتهم ، بل أن يعتذروا لأنفسهم عند الله وليقيموا الحجة على الناس ، بأن يقولوا يا ربنا بذلنا الدينار الذي بحوزتنا وجهرنا بالرسالة التي في صدورنا وتحركنا قدر استطاعتنا وأنت يا ربنا لا تكلف نفسا إلا وسعها..
*ثم لعل وعسى وقد ومن يدري وربما يفتح الله بهم العقول والقلوب فيكونون سببا ، فإذا لم يكن ذلك ، كانوا معذورين قاموا بما عليهم فعله وانقلبوا وأعينهم تفيض من الدمع أن لم يجدوا ما ينفقون ..
فيا أهل الفسيلة في زمننا الصعب لا تستهينوا بشق التمرة وشق الكلمة وشق الوقفة وشق الصرخة وشق الجلسة وشق المحاضرة وشق الحصالة وشق الدعاء ..
معذرة إلى ربكم ولعلنا ولعلهم :)
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة