هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواصل الاجتماعي .. مرضى نفسيون؟
"عرفت إنك تعبانة، وعرفت كمان سبب تعبك، وبتمنى متخفّيش منّه وتموتي المرة دي، ربنا ياخدك أنا بكرهك"
"إن شاء الله أبوكي يموت قريب علشان تدوقي اليُتم وتعيشي عينك مكسورة.."
كانت تلك، التي بالأعلى، نماذج من الرسائل الجارحة التي تعرضت لها عدد من الفتيات المصريات قبل عدة أشهر عبر تطبيق "صراحة"، في ذلك الوقت كان الجدل في وسائل التواصل حول الحقد والحسد وضرورة إخفاء مظاهر الفرحة أمام الآخرين، لكن لم يلتفت أحد إلى أن تلك النماذج من الرسائل، والتي انتشرت كالنار في الهشيم، تُمثّل ظاهرة نفسية شهيرة تصل جذورها إلى نهايات الثمانينيات من القرن الماضي، إنها ظاهرة التصيّد الإلكتروني (Internet Trolling).
يحدث كثيرا على فيسبوك أن تقوم بنشر تدوينة قصيرة عن قضية ما، كانت مهمة أو رائجة أو عكس ذلك، تود النقاش مع آخرين حول بعض جوانبها، ثم يظهر في منتصف كل ذلك الحوار الدائر تعليق جارح -مستفز للغاية- من أحدهم، شتيمة لك، ربما تتضمن وصفا لشخصك (غبي، جاهل،.. إلخ) أو جزءا من جسمك مثلا (سمين، قبيح،.. إلخ)، أو النص الذي كتبته (وصفه مثلا بالهراء، التزييف، التفاهة،.. إلخ)، أو الهجوم على شخص تحبه، وغالبا ما تكون تعليقات فضائحية أو مدببة بالكامل تجاه مشاعرك، أو أن يلجأ هذا الشخص إلى الإلقاء بتعليقات لا علاقة لها بالنقاش الدائر حول قضية ما ولكن فقط بغرض تحويل الحوار الجاد إلى شكل من أشكال الهرطقة والشخصنة والصراع بحيث يصبح الفائز هو الأعلى صوتا أو -كما يسمونه على وسائل التواصل- قاصف الجبهة، دون الالتفات إلى أي معايير أخرى.
الرباعي المظلم
السادية هي التلذذ بإيذاء الآخرين، والتمتع بتخريب حياتهم، كان ذلك واضحا بالإشارة من الشخص السادي إلى نفسه أو بشكل غير مباشر (فري بيك)
"الترول" (Troll) هو لفظة أوروبية قديمة تعبر عن قزم أو عملاق قميء يعترض رحلات المسافرين ويعكّر صفوها، لكنها تستخدم بشكل حديث للتعبير عن أولئك الذين يحولون تكدير حياة الآخرين، ومع ظهور منصات التواصل الأولى في الثمانينيات كـ "يوز نت" (Usenet) أو "بي بي إس" (BBS) ظهرت أول صور "الترول الإلكتروني" لكي تُعبّر عن تلك الحالة، الترول بتعبير أدق هو شخص "ينشر(1) تعليقات مستفزة، مدمرة، تخريبية، أو خادعة بغرض إنتاج ردود لا قيمة لها"، لكن المظاهر الأولى كانت سهلة ومقبولة تشبه برامج "الكاميرا الخفية" لكن بصورة مكتوبة، ثم شيئا فشيئا تطورت فداحة وخطورة تلك الظاهرة إلى درجة تسببت في انتحار عدد من الأشخاص (منهم مراهق بريطاني يُدعى توم مولاني) بسبب تلك التعليقات الجارحة، بل إن هؤلاء المتصيّدين تتبعوا أهل توم(2) بإرسال تعليقات وفيديوهات جارحة بعد وفاته.
دعنا الآن نترك التعرف إلى حكايات عالم الترول اجتماعيا جانبا ونبدأ في تأمل عدد من الدراسات* العلمية القليلة، ولكن المهمة بهذا الصدد. أشهر تلك الدراسات كانت بقيادة(3) أيرين باكل (Irene Buckel) من قسم علم النفس بجامعة مانيتوبا، كندا، بالاتحاد مع جامعتي واينبغ وبريتش كولومبيا لبحث علاقة مهمة بين التصيّد الإلكتروني وما يُسمّى بالرباعي المظلم(4) (Dark Tetrad)، ويعني ذلك وجود أربع صفات مضطربة بنفس الشخص، هذه الصفات هي السادية (Sadism) (بنوعيها الصريح وغير المباشر) والميكافيلية (Machiavellianism)، الاعتلال النفسي (Psychopathy)، والنرجسية (Narcissism).
السادية هي التلذذ بإيذاء الآخرين، والتمتع بتخريب حياتهم، كان ذلك واضحا بالإشارة من الشخص السادي إلى نفسه أو بشكل غير مباشر، أما الميكافيلية فهي ترتبط بأشخاص يتعمّدون التلاعب بالآخرين واستغلالهم لتحقيق المصلحة الذاتية فقط دون أي اعتبارات أخرى، مع برود واضح وانفصال ساخر عن الأخلاق والذوق العام، أما الاعتلال النفسي فيشير بشكل عام إلى أفكار معادية للمجتمع، وتتميز تلك الشخصية بالاندفاع، والقسوة بالطبع، هذا النوع من الأشخاص لا يعرف الندم، ثم أخيرا، النرجسي، هو شخص أناني، ومتكبر لديه شعور بالعظمة، وغير متعاطف.
كانت فكرة الدراسة، والتي قَسّمت 1215 متطوعا على الإنترنت إلى تجربتين، بسيطة، وهي أن يتعرض(5)الخاضع لها لاستقصاء به عدد من الأسئلة التي تبحث في الموضوعين بالتزامن، أسئلة تبحث في إن كنت قد مارست بالفعل أحد مظاهر التصيّد الإلكتروني على الإنترنت، وأخرى تبحث، عبر نماذج معيارية، في وجود تلك الصفات الأربعة بك، أسئلة تميل إلى التأشير عليها بـ "نعم" أو "لا" كـ "مطاردة الآخرين ممتعة" أو "في ألعاب الفيديو، أحب مشاهدة بقع الدماء" أو "الانتقام يجب أن يكون سريعا وقذرا"، كذلك تضمّنت التجربتان تساؤلا عن ثقل استخدام الخاضع لهما للإنترنت، وأي المواقع تحديدا، وأهمية الجدل بالنسبة له، وأهمية الثرثرة مع الآخرين، وصنع أصدقاء جدد.
هنا جاءت نتيجة الدراسة لتقول(6) إنه على الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يستمتعون بممارسة التصيّد عبر التعليقات (Comments) في الإنترنت عموما ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصا هم أقل من 10%، لكن كان هناك -كما بالرسم البياني المرفق- ارتباط واضح بين تلك الصفات الأربعة وهذا النوع من الاستمتاع بالتصيّد وممارسته، وكانت السادية بالطبع أكثر الصفات وأوضحها وجودا في تلك الشخصيات، لكنّ ارتباطا جانبيا مهما ظهر في هذه التجربة، وهو أن ممارسي التعليق بثقل هم كذلك من أكثر الناس ظهورا في فئة "الترول"، أي كلما ارتفع تردد التعليقات ارتفع تردد الصفات الأربعة عند نفس الأشخاص.
الجميع يمكن أن يتحول إلى ترول
في الحقيقة تُحيلنا الملاحظة الأخيرة إلى دراسة(7) مهمة من جامعتي ستانفورد وكورنل نُشرت مطلع العام الحالي في محاولة لفهم سبب انتشار تلك الظاهرة، فمثلا يتعرّض(8) 40% من مرتادي الإنترنت للتحرش، والتنمر، والتصيّد على وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن 1 من كل 5 تعليقات على صفحة موقع "سي إن إن" (CNN) هو هجوم فضائحي جارح يضطر المسؤول عن الصفحة أن يزيله، بالطبع لا يتفق ذلك مع ما تتصوره الدراسات السابقة عن نسب المتصيّدين، بالمعنى -مثلا- الذي تشرحه دراسة أيرين باكل السابقة عن رباعي مظلم، في وسائل التواصل الاجتماعي.
خضع للتجربة حوالي 700 شخص، تقوم التجربة بدراسة الحالة المزاجية لهم وتقييم انفعالاتهم قبل وبعد التعرض لاختبارات سهلة جدا أو صعبة جدا (لضغطهم وتعكير مزاجهم)، ثم بعد ذلك دفعهم إلى التفاعل على مواقع التواصل أو من خلال مقال ما، كذلك تحاول التجربة دراسة حالاتهم المزاجية أثناء إصدارهم هم لتعليقات يمكن تصنيفها على أنها تصيّد، هنا تضيف التجربة أنه بجانب كون التصيّد "الترول" هو صفة سلوكية عند بعض الأشخاص، بالطريقة التي تشرحها تجربة باكل، فإن هناك سببين إضافيين يمكن لهما أن يرفعا -بدرجة 20%- من قابلية شخص عادي لإصدار تعليقات جارحة يمكن اعتبارها تصيّدا، وهما الحالة المزاجية، وسياق النقاش.
دعنا الآن نتأمل نقطة مهمة لها علاقة بحياتنا اليومية في الوطن العربي، حيث يشير نطاق "الحالة المزاجية" هنا إلى الوضع العام الذي يعيشه الشخص في حياته اليومية، وكذلك فهو يشير إلى حالات خاصة على مدار اليوم والأسبوع، فكلما ارتفعت قيمة سوء الحالة المزاجية ارتفعت معها قابلية الأشخاص للتعصب وتنميط الآخرين، أي وضعهم في قوالب محددة والتجريح فيهم على هذا الأساس، قد تكون الأسباب ضمن حدود درجة الحرارة، الوضع السياسي، أو درجة الرضا عن الحياة عموما.
تتداخل مع هذا العامل نقطة أخرى مهمة وهي سياق النقاش، حيث أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للتصيّد في تعليق ما أكثر عرضة للتحول إلى متصيّدين بدورهم، حيث إن تعليقا واحدا جارحا في نقاش ما قادر على قلب النقاش إلى حالة من الفوضى والتحيّز والتصيّد من قِبل جميع الأطراف ضد جميع الأطراف، بالطبع ترتفع نسبة التصيّد في الموضوعات السياسية والاجتماعية الجدلية الحالية لكل نقاش.
في تلك النقطة تتدخل نظرية النوافذ المكسورة (Broken Windows Theory)، إحدى نظريات علم الجريمة، لتُعطي تفسيرًا إضافيًّا مهما لانتشار ظاهرة التصيّد، وتعني النظرية ببساطة أن وجود بعض النوافذ(9) المكسورة في مبنى ما يُشجع المارة على كسر المزيد منها من باب العبث، فهي بالفعل مكسورة، يدفع ذلك بالأشخاص إلى مزيد من الأفعال العنيفة المشابهة مع بقية نوافذ المبنى، ثم -ربما- نوافذ السيارات العامة، والخاصة بعدها، ثم في النهاية ربما قد يخترقون المباني ويتعدون على أصحابها، وهكذا ينتشر العبث وتسود الفوضى، كذلك في حالات التصيّد فإن ملاحظة مرور حالات التصيّد دون عقاب قد يدفع الآخرين إلى ممارسة المزيد من التصيّد، بل وممارسة ما قد يكون أعنف من ذلك.
لكن في كل الأحوال فإن نتائج التجربة الأخيرة تشير إلى أن المعايير الاجتماعية تتدخل لضبط الوضع سريعا ضمن مجموعة الأفراد المتناقشة، كذلك فإن تحوّل الشخص العادي إلى متصيّد ضمن ظرف محدد لا يمكن مقارنته بآخر اعتاد -كسلوك شخصي- التصيّد من أجل الاستمتاع، هذا الآخر الذي هو في الغالب مُعلق عالي النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تلك هي نتيجة دراسة أخرى(10) مهمة، ومرتبطة بالأولى، من جامعتي ستانفورد وكورنل أيضا، لكن إحدى أهم الإضافات التي قدمتها تلك الدراسة هي أن الأشخاص الذين يقومون بالتصيّد يتغذّون على تعليقاتك، ركز معي هنا قليلا لأن ذلك سوف يفيدك في التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
لا تُغذّي المتصيّد
في التجارب، أولئك الذين تم الرد على تعليقاتهم من المتصيّدين عادوا من جديد وهم أكثر رغبة في الاستمرار، لذلك ينصح متخصصو علم النفس دائما بألا تُغذّي الترول(11) (Don't Feed The Troll)، أي: لا تتفاعل معه، فإذا تدخلت في أحد الردود من متصيّد لترد بشتيمة مقابلة أو تجريح مضاد فأنت هنا لا تزعجه كما أزعجك، إذا كنت تفكر كذلك فأنت لا تفهم هذا الشخص بعد، إن إثارة غضبك هو هدفه بالأساس، لو قمت بشتمه سوف يستمر بوتيرة أعلى لأنه حقق مراده ويريد المزيد من التلذذ، بل قد يختلق حسابات وهمية للدخول منها وشتمك أكثر من مرة أو لمجرد وضع علامات إعجاب على تعليقه لإثارة غضبك أكثر.
لذلك فإن أفضل الحلول هو أن تتركه، فقط اتركه، قم بحظره مثلا إن أردت، لكن لا تتفاعل معه فإن ذلك يغذيه، أعرف أن ذلك صعب، وغالبا ما يندمج الكثيرون منا للصد عن ذواتهم خاصة وهم يعرفون أن ذلك يحدث على الملأ، ولهذا السبب فإننا نجد أن ردود المتصيّدين في الأكثر تفاعلا على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه أفضل حل ممكن.
يفتح ذلك بابا آخر لنوع شهير من التصيّد يظهر في الحوارات على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه ذلك الشخص الذي لا يمكن له الاستدلال على ادعاءاته الشخصية، كأن يقول أحدهم ردا على منشورك أو مقالك: "وما الذي يُدريني أن تلك الإحصاءات من ستانفورد صحيحة؟"، "ألا يمكن أن يكون السبب أنهم يحاولون الضحك علينا؟"، "لماذا تحتاج إلى الإحصاءات بالأساس؟ ألا تثق في ذاتك؟"، "ألا يمكن أن يكون هؤلاء الناس هم مَن فجّروا أنفسهم؟".. إلخ، ثم بعد ذلك يتحوّل حين ردّه إلى تعليقات كـ "أليست تلك هي الديمقراطية؟"، "هل تحجر على رأيي؟"، هذا النمط السفسطائي من التعليقات له هدف واحد دائما وهو هدم النقاش والتحول إلى الجدل، حينما تتوقف ورفاقك عن النقاش الجاد في موضوع ما وتنساقون إلى الرد على المتصيّد فإن ذلك هو تحقيق لهدفه بالأساس.
أضف إلى ذلك أن نفس الدراسة الأخيرة(12) ترجح أن أصحاب السلوك المعادي للمجتمع غالبا ما تسوء حالتهم مع الوقت، بمعنى أن نشاطهم يرتفع، تزداد درجات إصرارهم على الاستمرار، وكذلك تنخفض بشدة درجة نشرهم لمحتوى جيد على صفحاتهم الخاصة، وكذلك فإن درجة حذفهم لمنشورات على صفحاتهم الشخصية ترتفع أيضا، مع معدلات مستقرة في كل المعايير السابقة بالنسبة للشخص العادي، في الدراسة قام الباحثون بتتبع منشورات أشخاص تم حظرهم من صفحات بسبب سلوكهم المعادي للمجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر).
انتشار ظاهرة التصيد الإلكتروني وتفشّيها يتطلب المزيد من البحث العلمي والاجتماعي خلف آثارها وأسبابها المتعقدة بتعقد الشبكات الاجتماعية الجديدة، خاصة حينما تتحول تلك الأنماط المعادية للمجتمع إلى حملات متطرفة ضد فئات بعينها (فري بيك)
من جهة أخرى يضيف جون سولر (John Suler) النفساني من جامعتي نيويورك ورايدر(13)، وصاحب كتاب "سيكولوجيا العصر الرقمي" (Psychology of the digital Age) أن هذا السلوك المعادي للمجتمع يعتمد في أساسه على قدرة الإنترنت على حجب هوية الشخص، بالتالي تتكسر كل العوازل الاجتماعية بينه وبين الآخرين ويصبح كل شيء ممكنا، يقلل ذلك من شعور الشخص بالمسؤولية، لكن ما يهم أكثر من ذلك هو أن ذلك النمط من الحياة على الإنترنت يقلل أيضا من شعور الشخص بأن مَن يحدثه هو إنسان مثله، وتلك نقطة مهمة.
فنحن، على تويتر مثلا أو فيسبوك، نتعامل مع الآخرين ربما على أنهم شيء آخر غير البشر الذين نعرفهم في المنزل وأروقة العمل، نتعامل ربما على أنهم لُعبة ما، يساعد على ذلك أن معظم تفاعلاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي هي فقط مكتوبة، ليست مسموعة أو مرئية، كذلك قدرتنا على اتخاذ الوقت اللازم للتفاعل، فقد يرد أحدهم عليك في منشور ما في الصباح لترد بالمساء، هذا الانقطاع في التزامن يرفع من درجة تقبلنا لتلك الفكرة، إن الآخرين هم وحدات إلكترونية فقط، بالتالي يمكن شتمهم أو التجريح فيهم ولا مشكلة في ذلك، أضف أن هذا يرفع من درجة خطأنا في تقييم شخصيات الآخرين، فنقوم سريعا بتنميطهم مما يسهل رغبتنا في الهجوم عليهم.
في كل الأحوال، فإن انتشار تلك الظاهرة وتفشّيها يتطلب المزيد من البحث العلمي والاجتماعي خلف آثارها وأسبابها المتعقدة بتعقد الشبكات الاجتماعية الجديدة المتكونة على الإنترنت، خاصة حينما تتحول تلك الأنماط المعادية للمجتمع إلى حملات متطرفة ضد فئات بعينها من المجتمعات، كالمرأة أو السود أو اللاجئين أو أي كيان يُمثّل تهديدا لمجموعة من المتطرفين، حيث تشير بعض الاستقصاءات إلى ارتباط واضح بين ارتفاع درجة النازية -مثلا- في الولايات المتحدة الأميركية وتلك النوعية من الحملات القبيحة، يمكن لك تأمل تقرير واسع النطاق والأهمية عن تلك الحالة بالمصادر(14).
في الفيلم الشهير (The dark knight) يحاول الجوكر أن يثبت وجهة نظر واحدة، وهي أن كل الناس "قذرون" لكن فقط لم تتح لهم الفرصة بعد، ذلك هو -بشكل قريب- ما نقصده حينما نحاول فهم الدرجات المتقدمة من التصيّد، فهذا الشخص لا يتلذذ فقط بإيذائك لمجرد الإيذاء، ولكن أيضا يحاول، حينما يتدخل في النقاش ويقوم بإلقاء أحد قنابله، أن يثبت أن كل الناس مثله فوضويون، لا يختلفون كثيرا، لذلك فإن الفكرة الرئيسة هنا هي ألا تعطيه ما يريد، كذلك يجب أن تتعلم، إن كنت تتعرض/تتعرضين لمثل هذه التعليقات الجارحة، وهذا ربما هو الهدف الضمني لهذا التقرير، أن المتصيّد ليس شخصا يكرهك "لشيء فيك"، بل هو شخص يكرهك "لشيء فيه"، الأمر أشبه بأن يكون أحدهم مريضا، لا علاقة لك بالأمر، فلا تحزن أو تكتئب، وامض في طريقك.
_______________________________________________________
ملاحظة
*الورقات البحثية الثلاثة التي بنى هذا التقرير نفسه على أساسها، والموجودة بالمصادر، سهلة القراءة. نعم، يمكن لك أن تحاول تأملها ولا تخشَ كونها ورقات بحثية متخصصة، على الأقل يمكن لك قراءة ملخص الورقة البحثية والمقدمة وآلياتها والنقاش حولها، بغض النظر عن الجوانب الإحصائية التي قد تكون على درجة من الصعوبة والتخصص، حاول.. سوف يكون ذلك ممتعا ومفيدا
المصدر : الجزيرة - ميدان
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة