الجدة الشهيدة والحفيدة الفقيدة
أولَيات في الفضيلة:
إن نظرةً عَجلى في أسفار التاريخ الموثوق تُنبئنا خبرَ ما أحدثه الإسلامُ من انقلابٍ ونهضة في حياة أمَّة العرب ابتداء، وكانت هذه النهضةُ عامَّةً لم تدَعْ قلبًا أذعنَ للإسلام واعتنقَ شريعته إلا دخلته، سواءٌ في ذلك الرجالُ والنساء.
وكانت المرأةُ من اللحظة الأولى مُسايرةً للرجل في مواقفه؛ إيمانًا بالرِّسالة، ودعوةً إليها، وثباتًا على الحقِّ، وصبرًا على لأواء الإيذاء والصدِّ.. فسطَّر التاريخُ في صُحُف الخلود أسماءَ نساء فُضلَيات غدَونَ مشاعلَ نور وقدوةً للأجيال؛ بما قدَّمنَه من مثُل تدلُّ على صِدق الدِّيانة ومتانة الإيمان، وحازت المرأةُ بذلك درجاتٍ رفيعةً من العزَّة والكرامة، وأُولَياتٍ كثيرةً في ميادين السِّباق والتنافس في الخيرات.
ومن ثَمّ ليس غريبًا أن يكونَ أولَ من أسلم لله ووقرَ الإيمانُ في قلبه وكان نصفَ الإسلام امرأةٌ، وهي الصدِّيقةُ البرَّة أمُّ المؤمنين خديجةُ بنت خُوَيلد رضي الله عنها، وأثرُها في حياة رسولنا عظيمٌ عميقٌ يعرفه الصغيرُ منَّا قبل الكبير، فقد كانت له خيرَ عونٍ ومُعين في أحلك مراحل الدعوة، فآمنت به إذ كفرَ الناس، وصدَّقته إذ كذَّبه الناس، وواسته بمالها إذ حرَمَه الناس.. وكانت أُنساً لقلبه في السرَّاء والضرَّاء، صبرَت معه وثبتَت في حصار الشّعب، فاستحقَّت بكلِّ ذلك المكانةَ التي أنزلها النبيُّ من نفسه، وبقيَ يذكرُها ويُشيد بفضلها حتى توفَّاه الله بأبي هو
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة