أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألقابه: أسد الله، أسد رسوله، سيد الشهداء كما وصفه الرسول الكريم، وهو سفير النبي عليه الصلاة والسلام إلى خويلد بن أسد في خطبة السيدة خديجة رضي الله عنها، وصاحب أول لواء عقده الرسول الكريم لمحاربة الفئة الباغية من قريش، وهو أخوه صلى الله عليه وسلم من الرَضاعة ورفيق حياته وصديق طفولته.
كان حمزة في مقدمة المهاجرين إلى يثرب، وفي المدينة ألقى رحله في منزل أسعد بن زرارة الأنصاري، وآخى رسول الله بينه وبين زيد بن حارثة رضي الله عنهما.
قام أسد الله حمزة في غزوة بدر بدوره كاملاً في تشتيت الأعداء، ويكفيه فخراً في هذا اليوم قتله
أحد صناديد قريش، وأحد أمهر فرسانها وهو: شيبة بن ربيعة، كما قام مع علي بن أبي طالب بقتل أخيه عتبة بن ربيعة، ولما انتهت معركة بدر التي كان يحارب فيها ( بسيفين) كما يقول الرواة، لم يفكر حمزة بالراحة، بل أخذ يشنّف آذان المسلمين على قيثارة الشعر مفتخراً بهذا اليوم المباركالأغرّ في أبياتﹴ جميلة حفظها التاريخ.
قال ابن عباس: لما انصرف المشركون عن قتلى ( أحد) رأى النبي الكريم منظراً ساءه كثيراً،
رأى حمزة وقد شقَ بطنه، وجدع أنفه وأذناه، فقال:"لولا أن تحزن النساء أو تكون سنّة بعدي لتركته حتى يبعثه الله من بطون السِباع والطير، لأقتلنّ مكانه سبعين رجلاً منهم"،
ثم صلى عليه، وكان القتلى سبعين رجلاً، فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية الكريمة:
﴿وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين*
واصبر وما صبرك إلاّ بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيقﹴ مما يمكرون﴾ [النحل: 126-127]،
فقال النبي الكريم:"بل نصبر يا رب"، وأمسك عما أراد، وكفّر عن يمينه.وقف رسول الله الكريم على عمه حمزة، وقد قطعت أنفه وأذنه، وبقر بطنه، وأخذت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيـان ( لمّا كانا مشركين)، قطعة من كبده رضي الله عنه،
ثم ابتلعتها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها، فبلغ ذلك النبيَ صلى الله عليه وسلم فقال:"أما أنها لو أكلتها
لم تدخل النار أبداً، حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئاً من جسده النار".
ثم قال:"رحمة الله عليك إنك كنت وصولاً للرحم، فعّالاً للخيرات، ولولا حزنٌ عليك من بعدك لسرّني أن أدعك حتى تحشر من أجوافﹴ شتى".
ذلك حمزة بن عبد المطلب، الذي كان هدفاً رئيسياً للكفار في معركة أحد، حيث أعدّت له وحده خطّة خاصة، مهما كلفت من ثمن.. فقد وعدت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، بتقديم أغلى ما تملكه من جواهر وكنوز لمن يأتي لها بخبر مجندل الأبطال حمزة بن عبد المطلب، الذي وهب نفسه للدعوة ووقف حياته لنصرتها.
استشهد حمزة وترك وراءه زوجته سلمى بنت عميس الخثعميّة، وابنته عمارة،
أما الزوجة فتزوجها شدّاد بن أسامة اللّيثيّ، وأما ابنته عمارة فبقيت في مكة، حتى استطاع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إخراجها منها، وتنازع على ضمّها إلى عائلته مع زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، فحكم النبي الكريم بضمها لبيت جعفر، لأنه كان متزوجاً من خالتها أسماء بنت عميس
، ثم تزوجت عمارة بعد ذلك من سلمة بن أبي سلمة.
رضي الله عن سيد الشهداء وأسكنه فسيح جنانه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة