دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
أكبادنا أين تتعلم؟
النجاح لا يكون فجأة، والسقوط كذلك.. لأنَّ قواعدهما واحدة انضباطاً وانفراطاً...
ويكفي أن تعلم أن النبي [ لم يتسنَّ له أن يرى امتداد رقعة الإسلام خارج الجزيرة، لأنَّ النجاح كالإنسان له عمرٌ زمنيٌّ... فكما المولود يحتاج سنوات ليقوى عوده بعد أن يأخذ كلَّ ما يحتاجه من غذاء؛ فكذلك النجاح...
وأهل السُّنة اليوم على صعيد المؤسسات بأنواعها عندهم مشكلة، ولا بُدَّ من حلِّها...
فالمؤسسات هي لغة العصر، ومَن تعلَّم لغة عصر أمِن مكره...
في لبنان: أعلى مؤسسة تعليميَّة إسلاميَّة هي جامعات ناشئة حديثة لم تحتفل بعد بيوبيلها الفضي.. بينما تقوم الجامعات المسيحية بالتربُّع على عرش التعليم الجامعي الخاص منذ أكثر من قرن من الزمان جودة وبناءً وثقة وطلَّاباً..
فالجامعة الأمريكية أشهر جامعات الشرق الأوسط هي جامعة مسيحية، وجامعة البلمند، والجامعة اليسوعية، وجامعة الحكمة، والجامعة الأنطونية، تتوزَّع فروعها في المحافظات وينهل منها عشرات الآلاف...
أمَّا على صعيد المدارس قبل الجامعة فهُم أسبق منَّا، وأتينا متأخِّرِين، ولكنَّ محاولاتنا تكلَّلت بالنجاح على صعيد جودة البناء والنجاح الكبير والتميُّز، ولكنَّ معضلتنا الأساس في قاعدتنا الشعبية... تصوَّرْ:
- مدارس الإرساليات والتبشير والراهبات أكثر من نصف طلابها مسلمون...
- بينما ومدارسنا الإسلامية تتفوَّق عليهم في الامتحانات الرسميَّة لا يوجد فيها مسيحيٌّ واحدٌ...
السبب: أنهم لا يَقبلون مجرَّد التفكير في التضحية بدِين أولادهم، بينما لا يجد المسلمون غضاضة في تفضيل إجادة اللغة الفرنسية؛ وإنْ جهل أبناؤهم لغة الأنبياء للنجاة يوم القيامة...
كما لا يشعر المسلم بحَرجٍ في دفع خمسة آلاف دولار كقسطٍ تعليميٍّ لابنه في مدرسة مسيحيَّة، بينما يتأفَّف إن دفع نصف هذا القسط لمدرسة إسلاميَّة...
وكيف يستسيغ مسلم إذا سأله أحد الناس أين تعلم ولدك؟ أن يقول في الدير أو عند الراهبات أو... وتصوَّر ردَّة فعل عمر بن الخطاب لو كان حيّاً حين يسمع هذا الجواب...
المجتمع المسلم لا بُدَّ أن يقوم على مؤسسات تعليمية وصحية وثقافية ورياضية إسلامية صرفة، والدستور اللبناني في مادته التاسعة يصون هذا الحق لكلِّ الطوائف، فاستغلَّه الجميع، وتركه أهل السُّنة...
باختصار: ما دام أبناؤنا يتعلَّمون عند غير أبنائنا؛ فلن يعودوا أبناءنا...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة