الحبة السوداء وفوائدها
اهتم المسلمون منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحبة السوداء بعدما سمعوا الحديث الشريف:"عليكم بهذه الحبة السوداء، فإنّ فيها شفاءً من كل داء إلاّ السَام". والسَام: الموت.
ولقد عدّد فوائدها مشاهير أطباء المسلمين كالرازي وابن سينا وداود الأنطاكي وغيرهم. وأبدى الباحثون المسلمون حديثاً اهتماماً بالحبة السوداء، فنشر عدد من الأبحاث والتجارب على الحبة السوداء.
وقدِمت في السنوات القليلة الماضية عدة أبحاث في مؤتمرات الطب الإسلامي التي عقدت في الكويت والقاهرة وكراتشي.
· ما هي الحبة السوداء؟
الحبة السوداء هي نبتة عشبية وهي كالسمسم حجماً، وكان الاسم الغالب عليها في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وفي فجر الإسلام ( الشونيز). ويختلف اسمها باختلاف الأقطار والدّول فتسمّى: بالكراويا السوداء، والكمون الأسود، وحبة البركة؛ وقد عرفها قدماء مصر وكانوا يسمونها "شنقت" وذكروها للعلاج ويعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي للنبتة، وتنتشر زراعته في جنوب أوروبا وغرب آسيا وشمال أفريقيا، وتكثر تجاربه في الاتحاد السوفياتي والدّول البلقانية. والبذور هي الجزء من النبات الذي يستخرج منه زيت حبة البركة المستعمل طبياً.
وتعرف الحبة السوداء علمياً باسم (Nigella Satira).
· المكوّنات الفعّالة في حبة البركة:
تحتوي بذور حبة البركة على زيت طيار تصل نسبته إلى 1،5% وزيت ثابت، ونسبته حوالي 33% ويحتوي الزيت الطيار الذي يحصل عليه عن طريق عملية التقطير على مادة
(Nigellone) وهي التي يعزى إليها المفعول الطبي لزيت حبة البركة.
وتتكون أيضاً من عناصر فعّالة طيبة النكهة، عجيبة الفوائد، فيها الفوسفات والحديد والفوسفور والكربوهيدرات، كما تحتوي على مضادّات حيوية مدمرة للفيروس ويوجد فيها الكاروتين المضاد للسرطان وفيها مواد مهدِئة ومنبِهة معاً.
ويزعم بعض الناس ممن كتب عن الحبة السوداء أنها تشفي جميع الأمراض! وانتشرت بين الناس نشرات تعدد استعمالات زيت الحبة السوداء في عدد كبير من الأمراض يزيد عن خمسين مرضاً!
صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن فيها شفاءً من كل داء، ولكنه قال أيضاً
"تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داءً إلاّ وضع له دواءً غير داء واحد، الهرم"
( رواه أحمد وأصحاب السنن).
فطالما كانت هناك أمراض مختلفة، فإن معالجتها تتطلّب أدوية مختلفة وليس من المنطق أن نعالج مريضاً مصاباً بانسداد الشرايين بالحبة السوداء فقط، ونترك العلاج الدوائي أو الجراحي، أو نعالج المريض المصاب بنزف في معدته بالحبة السوداء فقط، ولا نعطيه الدم أو الأدوية المناسبة!
إذن فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتضي إجراء دراسات علمية لمعرفة الأمراض التي تفيد فيها الحبة السوداء والمقادير اللازمة لهذه الأمراض.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن