كيف أركِّز؟
كتب بواسطة فهد فاتك
التاريخ:
فى : شباب بنات
1574 مشاهدة
ذهني مشتت، وأفتقد التركيز، وأشعر باليأس، وأكسل عن الواجبات. بحثت عن الأسباب فوجدت أهمها: - الحاجة الشديدة للزواج مع عدم القدرة عليه. - وانشغالي بالمغريات. أضيع وقتي في التفاهات لأنسى الواقع ولكن ...، أريد علاجا، كيف أركز؟ عندي مئات من الكتب المهمة التي تمنيت معشارها فقط قديما ولكن الآن فقدت الدوافع .
ج / أنت أعزب .. وأنا متزوج
ربما تكون أنت أكبر مني سنا، لكن خضت تجربة.
سأحدثك كشخص قريب منك.
ربما نصير إلى درجة يأس وملل من الوضع الذي نحن فيه، ونظن أن حالة يأسنا ومللنا تعود لحاجاتنا ..
الحاجات في الغالب لا تكون أسبابا.
كونك تبحث عنها وتفكر فيها فهي تنقصك، ولا تستطيع الوصول إليها..
هذا الشيء الذي ينقصك هو السبب، لا الحاجة التي تبحث عنها أو تتمناها كي تتحقق لك.
الشخص الذي يمتلك المال ستمكن من الزواج، إذا لم يكن يمتلك المال لن يستطيع، لكن الزواج ليس سبب تشتت ذهنه وتفكيره، إنما ما ينقصه ويحتاج إليه ليوفر لنفسه حياة مستقرة.
كرفيق يا رفيق، أنت ربما تعمل، لكن عملك ليس كاف لأن تحقق من خلاله ما تريد، وربما لا تعمل وهذه مشكلة أخرى تحتاج إلى علاجها.
صدقني كأخ إذا كانت هناك احتياجات مادية تنقصك، الزواج سيكون مشكلة جديدة وربما كبيرة وخطيرة طالما هي تنقصك.
في فترة مراهقتنا مررنا بهذا النوع من التفكير، رغبتنا المتزايدة للزواج، حاجة الإنسان لزوج يتقاسم معه الحياة/ الحب/ يعيش بسعادة، يشكو عندما يحتاج للشكوى، يريد أن يبكي فيجد صدرا، يريد أن يتحدث فيجد من يتحدث له.
لكن الزواج مختلف حبيبي، الزواج عبارة عن ثقافتين وحضارتين تلتقيان مع بعضهما البعض، ما تظنه حياة ستصبح مسؤولية، ما تظنه حبا سيصبح إرهاصات، ما تتمناه سعادة سيمر بفتور، عندما تشكو تتحول الشكوى إلى سجالات متضادة، عندما تبدأ بالحديث ستجد نفسك وأنت في خصام وتضاد.
لا أفسد عليك رغبتك في الزواج بهذا الكلام؛ لكن هذا شيء حقيقي يحصل وطبيعي في نفس الوقت، خاصة عندما تكون بحاجة إلى مقومات أخرى تساعدك في إرساء قاعدة لحياتك.
ستحتاج إلى بيت تستقر فيه، إلى تفهم وتفاهم، تحتاج إلى صدر متسع وصبر طويل.
إذا كنت قادر على الزواج وعلى احتمال المسؤولية فبادر، إنها من أهم خبرات الإنسان في الحياة أن يحصل على زوج.
لكن حتما لن يكون الحلم الذي سيأخذك من شتاتك، بل أنت بحاجة لبناء حياة وظروف جديدة تستوعب ثقافتين، ثقافتك أنت، وثقافتها هي.
ثم أمر آخر، عندما ترهق نفسك في الماجريات، أنت تستهلك ذاتك وترهق تفكيرك، ترهقه بشيء لن تستطيع أن تمد يدك لتغييره، تجلد ذاتك..
ستتقلب على فراشك وأنت تفكر في تحرير بلاد وحكم بلاد أخرى، ثم تنام وتستيقظ وتجد نفسك على كرسي مهترئ، وتعيش روتينك على قضاء الفراغ بالفراغ.
سأعاتبك كأخ وصديق ورفيق، (على هذه الأرض ما تستحقه نفسك، فلا ترهقها).
فهد فاتك
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة