ماجستير في الدراسات الإسلامية
مسؤولة اللجنة الدعوية - جمعية الاتحاد الإسلامي
أستهلّ مقالتي بهذه الحكمة المذّهّبة: "أن تقولَ الحق فهذه شجاعة، وأن تتراجع عن الخطأ فهذه أمانة".
ستخسرين كثيرًا والله، ورغم قولك للمسلمين - علمائهم وشيوخهم ومفكريهم ومتخصصيهم والعوام منهم- أنّهم عاجزون عن دعمك ومساندتك..
ورغم خوفك المفهوم والواضح من حصار صهاينة العرب لك، والعمل على القضاء عليك كما يفعل الصهاينة أنفسهم...
ورغم واقعك الصعب جدّاً، ورغم أنّنا على مضض وبدموعنا التي سُكبت - من قلوبنا - شفقة عليك حين ارتكبت الخطيئة الأولى، وارتميت بحضن المجوس الإيرانيين؛ لأنّك اضطرت للتحالف مع العفاريت الحمراء وستأكلين اللحم الميت... برّرنا لك ودافعنا عنك لأننا فهمنا دوافعك...
إلا أنّك أنت وحدك التي ستخسرين مع ارتكابك للخطيئة الثانية، التي كيفما دوّرنا الزوايا وفتّشنا.. لن نفهم سبب ارتمائك في حضن نظام أسد الطاغية، المتخصص في سفّك دم وذبح وخطف وسجن وتشريد وتهديم مسلمي سوريا ولبنان على يد الميليشيات الباطنية؟!
لم نقبل بخطئية إيران ولكننا ظننا أنك تموتين ومضطرة...
ولن نقبل الخطيئة الثانية مهما بررت وفسرت ودافعت...
في علم السياسة من تنازل عن شبر سيفاوض عن بلد بأكمله...
في علم العقيدة من آمن بجزيئية شركيّة واحدة كفر بالكل...
في علم الدعوة النبوية، من رَكن إلى جانب الباطل قليلًا فقد نفسه كلها...
فكيف بكِ وقد أخطأت للمرة الثانية ولا أرى الخطايا إلا تجر بعضها بعضا... هكذا علمتنا تجارب السلف...
هل سترتمين في حضن روسيا في قابل الأيام وتتجنّد رجالاتك تحت لواء خاص بالمسلمين في حربها؟ لا أستبعد...
آلمني جدّاً أنكِ تلومين الشعوب العربية، والمسلمة لأنها عاجزة عسكريًّا ولوجيستيًّا وماديًّا...
وأين أنت من دعاء المستضعفين لك؟ ألم يزن كفة ميزانك عندك سابقاً؟ ألم يكن مميلًا لكفة إنجازاتك؟
ألم ينصرك الله تعالى بالضعيف من المسلمين؟
ألم تستشعري المعيّة الربّانية حال تخندقك لوحدك وسط خيانات الدول حولك، لتعرفي أنّ حبل العون الممدود هو سبب بقائك؟؟
ستخسرين نفسك وتخسرين المستضعفين المظلومين ذوي الدعاء المستجاب...
ستجعلك إيران تخسرين كل شيء قسمًا بالله..
تراهنين على الظالم في بقائك على قيد الحياة؟؟
قسمتك ضيزى تمامُا...
وكأنك غائبة عن تاريخ خناجر الطعن الباطنيّة في جسم المحارب الإسلامي...
إنّ القارىء الحذق لمعارك القيادات الإسلامية عبر التاريخ، سينصحكِ بالاقتداء بموقفهم الذي يشبه موقفك، وسَيُنجيك الله تعالى العليم بمخاوفك، المحيط بكل ما يكيد لك الأعداء.
ألم تبلغ قلوب الصحابة حناجرهم خوفاً، حين تمّت محاصرتهم من عدويْن اثنين تربّصا بهم وجهزا العدة لاجتثاثهم، وأعني بهما يهود يثرب، وكفار قريش وباقي القبائل الموالية لها، ونصرهم الله تعالى!
خذي العبرة من القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي قاتل عدويْن اثنين؛ الصليبيين والفاطميين ونصره الله تعالى عليهما!
وفي تاريخنا المعاصر، تعلمي من طالبان، التي تمّت محاصرتها من الأفغان أنفسهم وحلف شمال الأطلسي كله، فثبتت وصبرت وقاومت حتى انتصرت ولم تلجأ للإيراني عدوها اللّدود، ولا الروسي عدو الناتو اللدود، مع أنها كانت تستطيع تحت حكم ضرورة أكل الميتة الاستعانة بالروس بكل بساطة...
ختاماً أقول؛ ستخسرين عناصر حكيمة مخلصة في صفوفك، رافضة لخطيئتك وترى بنور الله تعالى...
ستخسرين كثيرًا... ومازال باستطاعتك التراجع...
اتقِ الله تعالى... فدم الأطفال لا يزال يسفك في سوريا...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
ماجستير في الدراسات الإسلامية
مسؤولة اللجنة الدعوية - جمعية الاتحاد الإسلامي
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة