أردت أن أكون طبيبة ولَم أقدر
كتب بواسطة د.تغريد سعد الله
التاريخ:
فى : شباب بنات
2897 مشاهدة
كنت اتمنى ان ادخل كلية الطب لكني لم اتمكن بسبب معدلي. لدي قناعة ان الاطباء مختلفون مميزون كل شيء لهم جميل. تمنيت من كل قلبي ان اكون منهم. احببت تخصصي مع الايام ورضيت واقتنعت لكن كلما ارى طبيبا مميزا او ادخل صفحة طبيب اشعر ان الدموع تتساقط من عيني .. كيف ارضى ام ان هذه العقدة سترافقني مدى الحياة ؟
ج / لا أعلم كونك شاب أم فتاة لكنني سأتحدث كأنك فتاة،
رأيت منذ فترة أم تقول لأم أخرى على موقع تواصل : عقبال ما أشوف بنتك دكتورة .
لولا أنني توقفت عن مشاعر رغبة إنقاذ الكوكب من هرطقته لتدخلت، لكنني صمت وكلي شفقة على هذه الصغيرة التي سيُطلب منها ما لا تضمنه لنفسها وربما ما لا تحبه ولا يتوافق مع ميولها ، لكنها ستظل أبد الدهر مكبلة برغبات والديها وتصورات مجتمعها عن النجاح.
الأطباء لهم مميزات إجتماعية زائدة نعم ولن أنكر ولن تنهدم بين يوم وليلة لكن على مستوى شخوصهم فهم بشر بهم ما بالبشر ، بل كثيرا منهم بسبب انكبابهم على الكتب يفتقرون لخبرات حياتية كثيرة حتّى تظني أنك كـ فتاة كانت بيئتها ثرية عنهم خرجت تجاوزهم في خبراتها.
لا أعلم ما علاقة وصف الطبيب بكونه متميز مع الدخول لصفحته للشعور بالحسرة ؟ ألا تشعري بالحسرة بسبب دخول صفحة رجل أديب أو مهندس أو أي شخص مميز وتشعرين بالحسرة ؟ أم عقلك تم برمجته مجتمعيا أن الطبيب فقط هو الإله في هذه الأرض وكل البشر لا طائل لهم ولا تميز منهم ؟
ولا أعلم حقيقة أين هؤلاء الأطباء المتميزين ، أنا في المجال وعدد الأطباء المتميزين في عملهم ندرة ، والذين عقولهم يعملونها ويهتمون بها مثل الكبريت الأحمر ، والذين يمتلكون الأخلاق نسبتهم ليست كثيرة حولي.
هم فقط درسوا دراسة الطب ولم تغير في عقولهم ولا أفكارهم ولا أخلاقهم شيئا وكل هذا راجع لشخوصهم نفسها لا للطب ، فقط أخذوا صك المميزات الإجتماعية.
متّى سترضين ؟ عندما فقط تتعاملين مع نفسك بآدمية أكثر من هذا وأنك تستحقين احترام النّاس وأنتِ في مجالك لا في مجال آخر وأن أفكار هذا المجتمع لن تتغير إلا إن صمم كل شخص ناجح أن يفك عقدته هو أولا ويقتنع بكونه ناجحا لا ينقصه شيء بكن دون نرجسية تكون الوجه الآخر لعقدته ويورث هذه الأفكار الجديدة لأبنائه.
د.تغريد سعد الله
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن