كاتب في القضايا الفكرية، محاضر ومقدّم دورات في التربية، له مؤلفات ومقالات منشورة.
https://www.facebook.com/tahayassen1980
أمام زفرات أمّةٍ تلفظ أوجاعها، ويعضُّها الفقر والذّل، ويخذلها أبناؤها، فيتداعَوْن عليها قبل أن تتداعى عليها أكلةُ أبناء الروم والفرس واليهود.
أبناءٌ عقُّوا أمّتهم، فأخذوا ينسجون الدسائس والمكايد لبعضهم بعضاً، ويتألبون على بعضهم مقطّعين أواصر الرَّحِم العربي والإسلامي، في مشهد تعافُهُ الوحوش الضارية، التي قيل فيها:
وليـــس الذئبُ يــأكل لحم ذئـــب
ويأكل بعضُـنا بعضـــاً عيــانا
اليوم يُكَذَّب الصادق، ويُصَدّق الكاذب، ويؤتمن الخائن، ويخوَّن الأمين، وتقدّم للرويبضة المنابر والهدايا، وتقدّم للشريف القيود والمحابس!!
قيادات من سَقَط المتاع، تستبدُّ بالشعوب، فتقدّم لأعدائها في ذُلّ وصَغار (الجزية) من قوت الفقراء وخيرات أراضيهم، وتتملَّقُ الأعداء_لتخلَّد لها الكراسي _حدّ التشريع الزماني والمكاني للفيفٍ إسرائيلي، من أجل القَبول به كدولة..!!
تحت وابل هذه المحن والفتن، يجد المسلم نفسَه أمام عواصف تتقاذفه يميناً وشمالاً، تُلِحُّ عليه مشاعر الوحشة فيفرّ إلى ملجأ يظن فيه الأنس والهناءة.
وفي الفرار للملجأ ينقسم الناس إلى فريقين:
1. فريق يلتجأ للعبد، فيشكو له أوجاعه، ويحتمي به، ويظنّ أنه مخلِّصُه مما فيه.. وليت شعري، وما يفعل العبد للعبد..!! مهما كان وفيّاً له فهو عرضة للنقص والموت..
2. وفريقٌ يلتجأ إلى باب ربّه، يأنس به ويشكو إليه بثّه وحُزنه.. على أمل هذا الترحاب الغامر: {وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
وإنّ من مفردات هذا اللجوء أمكنة وأزمنة، انغمس فيها معاني الأُنس، حتى إذا ما ارتادها الإنسان عاد منها وكأنه شخصٌ آخر.. بَنفْسٍ مؤمنة عظيمة، وهمّة عالية لا تُنازع..
فالأمكنة من مثل: المساجد، والأزمنة من مثل رمضان.
يرتمي المسلم في رمضان ارتماءَ من يأخذ نَفَساً ليستريح من أتعاب ومخاوف الزمن، فيجد في رمضان الحضن الهنيّ واليد الحانية التي تمسح على رأسه.. فيتزود منه معنى الأمل ومعنى الصبر ومعنى أن يتقدم بعزم ليدافع _بالرغم من أمواج الباطل الهائلة_ عن دينه وأمّته على مدار الأشهُر الأحد عشر الأخرى...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
كاتب في القضايا الفكرية، محاضر ومقدّم دورات في التربية، له مؤلفات ومقالات منشورة.
https://www.facebook.com/tahayassen1980
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!