صيدلية النفوس المريضة
تحتاج أرواحنا ونفوسنا إلى علاجات وأدوية؛ تختلف في نوعها وحجم جرعتها وتركيزها من شخص لآخر، بحسب نوع المرض وتاريخه ومدى استفحاله.
وهذا ما يلفت انتباهنا إلى ضرورة التنقيب عن أسباب المرض وتشخيصه.
كما لابد من تحصين الطبيب لنفسه، وفحصها بشكل مستمر قبل الشروع في معالجة الآخرين، لأن النموذج المميز أعظم دواء لمرضى النفوس.
ومن الأدوية النافعة والمجربة بعد الرقية والدعاء، والرغبة الصادقة لدى المريض والطبيب في الشفاء، ما يأتي:
(1) مرض الغرور
تذكير المغرور بمصدر المواهب والأرزاق + تعريفه بمن هم أكثر منه قوة وعلماً ورزقاً + تهديده بتغيُّر الأحوال + تعريضه لموقف قاسٍ يعرف به حقيقة نفسه (حقيقي أو مصطنع).
(2) مرض التبلد
تذكير البليد بشرف السعي والحركة والمبادرة في عمل الدنيا والآخرة + محاولة إحياء الغيرة الإيجابية في روحه من خلال ذكر نماذج من المبادرين + رسم صورة قاتمة لمستقبله إن بقي متبلداً وعرضها عليه + التشديد (نسبياً) عليه ونزع أسباب الاسترخاء والراحة التي تغريه بمزيد من التبلد.
(3) مرض الشتات النفسي
إعانة المشتت على تحديد احتياجاته + إعانته على ترتيب أولوياته + حثه على عدم التسويف في إنجاز مهماته + نصيحته بأن يتخفف من متابعة قنوات التواصل المختلفة + حثه على صناعة برنامج للتدبر اليومي (تدبر آيات قرآنية أو آيات كونية) + مساعدته على التخفيف من مشكلاته العائلية.
(4) مرض النفاق
تذكير المنافق بأن الله يسمعه ويراه + تذكيره بأن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها + تعظيم خطورة الخيانة وظلم الناس، ولو بإشارة أو كلمة؛ لأجل إرضاء من لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً + تذكيره بأنه لا احترام ولا تقدير لمنافق، حتى عند من ينافق لهم؛ فهم يستخدموه ثم يخلعوه.
(5) مرض الحسد
بيان معنى النعمة وصورها، وأن الله لا ينسى من فضله أحد + بيان خطورة الحسد على الحاسد والمحسود، فالمحسود إن خسر النعمة؛ فإن الحاسد لن ينال تلك النعمة ولن يربح النعيم + غرس قيمة التنافس الشريف وقيمة تمني الخير للآخرين + تعويده على المبادرة في المباركة للآخرين والدعاء لهم بالخير.
(6) مرض الإلحاد
بيان خطورة الإلحاد في الحياة لما يترتب عليه من التحلل من القوانين الإلهية الضابطة + بيان خطورته بعد الموت لما يترتب عليه من مغامرةِ (احتمالية) وجود حساب وعذاب (بحسب نظرية الاحتمال) + التأكيد على أن الإلحاد ليس حلاً، وإن كان الملحد يعتقد بأن الإيمان مشكلة + طرح أسئلة الوجود، ومحاولة الربط بين عالم الغيب وعالم الشهادة.
(7) مرض العنف
التخفيف النفسي والاقتصادي بالمتاح من المهدئات + بيان نهاية النفق المظلم لمن يمارسون العنف حتى لو استقوى أحدهم بجاهه أو منصبه أو فكره + نشر ثقافة الصفح في مقابل صفح الله عمن يعفو + التأكيد على أن القوي هو من يضبط نفسه عند الاستفزاز، والعنيف الانفعالي هو الضعيف + توجيه طاقته الغضبية في مصارف العداوات الحقيقية (بيننا وبين أعداء أمتنا وأوطاننا).
(8) مرض الأنانية
بيان حالة المجتمع الذي انتشر فيه حب الذات على حساب الآخرين + التأكيد على أنه من محبتي واحترامي لذاتي لابد لي من تقدير واحترام احتياجات الآخرين + بيان ما تورثه هذه الصفة القبيحة من صفات أقبح كالبخل والحسد والاعتداء والظلم + تعويد النفس على الإنفاق والإعذار.
(9) مرض نكران الجميل
ربطُ هذا المرض بمرض العقوق والإلحاد، وإن اختلفا في العقوبة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله + بيان كيف أن المنكر لجميل الآخرين يكره أن ينكر جميله الآخرون + تعزيز قيمة الشكر وبيان أثرها في إدامة المحبة والعطاء + التأكيد على أن الإنسان السوي مفطور على محبة وشكر من أحسن إليه وما سوى ذلك فشذوذ.
(10) مرض الميوعة
تذكير المائع بصفات الشخصية المحترمة + بيان أثر الميوعة على الفرد والمجتمع؛ حيث تذوب الرجولة وتتلاشى العفة وينعدم الحياء ويسوء الظن وتختلط الأعراض وتتفكك الأسرة وينهار المجتمع + الحد من الاختلاط والخلوة والتحذير منهما + التنبيه من الخضوع بالقول والفعل وبيان شرف المواقف الثابتة + التذكير بشرف الحجاب وغض البصر.
المصدر : رابطة علماء المسلمين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة