أقول له (مستر)
كتب بواسطة الدكتور حاكم المطيري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1441 مشاهدة
السلام عليكم شيخنا الحبيب...
أحيانا أتكلم مع بعض الغربيين الأكبر سناً ، فوق الخمسين مثلا فأقوله (مستر Mr) وهذه الكلمة في لغتهم معناها (السيد فلان) وفي الحديث : " لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل " لكن أنا اقوله ذلك حتى لا يظن أني لا احترمه فهل استخدمها ام لا ؟
ج/ وعليكم السلام ورحمة الله..
لفظ السيد في لغة العرب الذي جاء النهي عن إطلاقه على المنافق هو من السيادة والسؤدد والرئاسة والإمامة، كما قال تعالى عن يحيى النبي ﴿وسيدا وحصورا﴾..
والسيد الإمام الكامل القدوة لقومه في الخير، والمنافق موصوف بالقرآن بالذل والهوان، لأن النفاق جبن يستتر به المنافق ويخفي كفره رياء وخوفا، فلا يصدق عليه وصف سيد، بل النفاق نقيض السيادة من كل وجه، فلا مجد، ولا سؤدد، ولا قدوة، كما قال تعالى في شأن المنافقين ﴿أولئك في الأذلين﴾، ولهذا قال ﷺ كما في سنن أبي داود (لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل) الذي وصفه بالذل والهوان وخالفتم حكمه عليه فوصفتموه بالسيادة!
وفي رواية أحمد وهي أصح (لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم)..
وعند البخاري في الأدب المفرد (لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدكم ..)
فهذا اللفظ (سيدنا) (سيدكم) يفيد أن النهي مخصوص بإضافة سيادته إلى المؤمنين، بينما رواية أبي داود تفيد النهي مطلقا حتى بدون إضافة (سيد) ..
ولهذا خص المنافق بالنهي دون الكافر لهذا المعنى، فقد كتب النبي ﷺ إلى كسرى ووصفه في رسالته إليه (إلى كسرى عظيم فارس)، وكتب إلى هرقل (إلى هرقل عظيم الروم)، لأنه وصف صادق فيهما، فهما عظيما قومهما ورئيساهم فعليا ..
أما السيد في اللغة الإنجليزية اليوم فيخاطب بها كل رجل، فالعرف عندهم في استعمالهم لها يختلف عن معناها في اللغة العربية، فهم يريدون بها الرجل المحترم أو المهذب، وليس الرئيس والإمام والقدوة كما في العربية ..
ولفظ السيد بأل التعريف التي تفيد الكمال والاستغراق لكل معاني السؤدد والمجد والملك خُص بها الله وحده من باب الإفراد والتوحيد، كما في الحديث (إنما السيد الله)، وإنما جاز إطلاقها على المؤمن دون أل كما في قوله ﷺ عن الحسن (إن ابني هذا سيد) ، أو بالإضافة كما في قوله ﷺ للأنصار (قوموا إلى سيدكم)، فأضافه إليهم، فقيد وصف السيادة بهم، وليس السيادة المطلقة على الخلق التي هي لله ووحده،
وقال ﷺ لبني سلمة (من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس، ثم ذكر بالبخل، فقال: ليس ذلك سيدكم، ولكن سيدكم بشر بن البراء بن معرور)..
وكما قال عمر عن أبي بكر وبلال (أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا).
فجاز إطلاق وصف (سيد) منكرة - بلا أل التعريف (السيد) - وبقيد الإضافة (سيدنا) (سيدكم) على كل مؤمن إمام وقدوة في الخير في قومه ..
ولا حرج من استعمالها بالمعنى العرفي اليوم في اللغة الإنجليزية إذ هي تطلق على كل رجل عندهم، ولا يقصدون الإمام أو القدوة الكامل، ولا يستعملونها في المخاطبات المعتادة بأل التعريف، ولا بالإضافة للنفس، بل يستخدمونها منكّرة مختصرة، ولا يقصدون عند استعمالها حتى الأصل اللغوي عندهم، هذا على فرض أن الكافر يقاس على المنافق الذي ورد النهي عن إطلاقها عليه
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن