تعبت من كلمة عانس
كتب بواسطة الشيخ كمال المرزوقي
التاريخ:
فى : شباب بنات
2326 مشاهدة
لماذا الأهل والنَّاس يقولون لنا كلام يزعجنا لمجرد أننا لم نتزوج بعد ، حتى ولو لم تكن الفتاة كبيرة في العمر .. ولكن لمجرد أن صديقاتها أو من هن في مثل سنها تزوجن .. ويشعروننا كأننا أصبحنا عانسات .. أحيانا نتحمّل الكلام وأحيانا نتعب .. ما الحل؟
ج / جهل بالعواقب مع الحرص والحبّ الّذي بعضه يقتل.
وفي الحقيقة هذه هي أكبر دواعي التّسرّع في الزّواج الّذي يليه التّسرّع في الاختيار الّذي يليه سرعة النّدم الّذي يليه سرعة الطّلاق!
هذه هي أحجار (الدّومينو) المتلاصقة الّتي تنتظر الدّفعة الأولى .. وهي في الإناث أكبر .. لأنّ لقب: " عانس " المفزع المخيف ما إن يقال حتّى تغدو الحياة بعده بألوان أخرى سرياليّة!
الشّعور ينبغي تأمّله جيّدا، فكثيرا ما لا يكون في الأمر حاجة فيزيولوجيّة أو رغبة حقيقيّة في معيّن بقدر ما هو الخوف من أن نكون في المكان الخطأ الّذي لن يخلّصنا منه أحد ..
هل تعرف ذلك الشّعور حين تجلس تستمع لخطبة الجمعة، ثمّ تقام الصّلاة؟!
هكذا يقوم النّاس جميعا وتتراصّ الصّفوف ويقف إلى جانبك اثنان ويتمّ صفّ أمامك وصفّ خلفك، ويلتحق صاحبك الأوّل بفرجة أخيرة في الصّفّ الأوّل، والثّاني بفرجة مثلها في الصّفّ الّذي خلفك، وتقوم أنت كالأطرش في الزّفّة، تشعر بأنّ هناك خيانة في الموضوع ..
نفس الشّعور في نتائج الباكالوريا حين كانوا ينادون على أسماءالنّاجحين بمكبّرات الصّوت، تلك العادة القبيحة الّتي أسأل الله أن يكون السّاديّون الّذين اخترعوها قد ماتوا وانتقموا منهم بإلغائها ..
ينادون على الأسماء وترى أصحابك واحدا واحدا يصرخ في سعادة، والفتيات يشهقن في سرور ..
وأنت قائم تحملق تشعر أنّهم نسوك، رافضا تصديق أنّك لست موجودا في قائمة من نجحوا!
لعلّ القارئ سها عن اسمك، فهذا يحدث كثيرا ..
وهكذا تقوم هي واقفة تشعر أنّ هناك سهوا في الموضوع .. أين عريسي؟!
كثيرا ما ينجح ذلك الّذي كان يريد أن ينجح ذلك العام بمعدّل لا يكفيه دخول جامعة الاعتناء بسماد المواشي .. وحين يعيد ينجح بمعدّل أفضل بعد أن كان كلّ مطمعه نجاحا من أيّ نوع ..
حاول وحاولي أن لا تقبل (ي) زوجا من أيّ نوع لمجرّد سدّ فرجة في الصّفّ، فالكلام عن حياة طويلة لا مجرّد مرافق لعرض في سيرك يدوم ساعتين!
ونعم، الحياة بلا زواج صعبة جدّا، وهي به كذلك، ولا فرق
كما هي بلا أولاد قاسية، وبهم كذلك
وبلا عينين مريعة وبهما كذلك ...
فالحمد لله المعطي المانع، ومنعه عطاء وعطاؤه منع، يفعل ما يشاء ويختار!
ربّ يسّر وأعن!
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة