مستشار في العلاقات الزوجية وكاتب المتخصص في هذا الموضوع ، حصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب 1971، ثم على دبلوم التربية من جامعة دمشق 1972، ثم على دبلوم الدراسات العليا من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1974 . عمل في الصحافة الكويتية وكان مديراً لتحرير عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية، منها مجلة (( النور )) التي ما يزال مديراً لتحريرها منذ عام 1983 صدر له أكثر من ستين مؤلفاً، معظمها في المرأة والأسرة، مدير مركز ثوابت للاستشارات الزوجية، ألقى عشرات المحاضرات وسجل مئات الأحاديث في الإذاعة والتلفزيون ومعظمها في قضايا الأسرة والمجتمع .
صرفته عن الزواج
أخبرها زوجُها صراحة أنه يريد الزواج
سألته زوجتٌه بهدوءٍ أجبرت نفسها عليه : هل قصّرتُ نحوك في شيء ؟
قال : لا . لم تقصري في شيء
قالت : هل تشتكي فيّ خلقاً ؟!
قال : أنتِ نِعْمَ الزوجة !
قالت : زوجة لا تشتكي فيها شيئاً ، وتصفها بأنها نِعْمَ الزوجة .. هل تستحق منك هذا العقاب ؟!
قال مستنكراً : عقاب ؟! مَنْ قال إنه عقاب
قالت : زواجك عليَّ يحزنني ويؤلمني أكثر من أيِّ عقاب آخر
قال : ما ينبغي لك أن تحزني وتتألمي من أمر أباحه الله لي.
قالت : أباحه الله لك صحيح . لكنه سبحانه لم يأمرك به .. لم يفرضه عليك.
قال : هو على أيّ حال سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
قالت : هل فعلت السنن كلها فلم يبق إلا سنةُ الزواج من ثانية ؟! ثم إنَّ سنة الزواج تتحقق بزواج الرجل من امرأة واحدة . . وأنت قمت بهذه السُّنة وحققتها بزواجك مني ، وهذا كلام العلماء وليس كلامي .
قال متأففاً : الحق عليَّ أنني أخبرتك بذلك . كان عليَّ أن أتزوج دون مشاورتك.
قالت : أنت تستشيرني في كل عمل تريد القيام به ، حتى في شرائك حاجاتك . الهاتف الجديد الذي اشتريته أمس أما أجّلت شراءه حتى تأخذ رأيي فيه ؟ ثم تأتي اليوم لتقول إنك تريد أن تخفي عني زواجَك عليَّ ؟
قال : يا حبيبتي والله حيرتيني ! أخبرك فلا ترضين وأخفي عنك فلا ترضين !
قالت : تقول لي حبيبتي ؟ أنا حبيبتك ؟ هل يفعل الإنسان ما يؤذي به من يحبه ؟
قال : متسائلاً : أنا أؤذيك بزواجي ؟
قالت : متأثرة : كيف لا تؤذيني بزواجك عليَّ بعد عشرين سنة عشناها معاً في سعادة ووفاق ؟ هل هذا ما تكافئ به من أخلصت لك ، وأفنت حياتها في رعايتك وتربية أولادك ؟!
قال : أنت تعلمين أنني ما كنت لأستطيع الزواج من قبل بسبب نفقات الأولاد وبناءِ البيت وسدادِ الأقساط، أما الآن وقد اكتمل بناء البيت وسددنا جميع الأقساط وكبر الأولاد ...
قاطعته زوجته -وهي تكمل حديثه- بحسرة وألم : وفاض المال بين يديك ولم تعد تجد ما تصرفه عليه صرت تبحث عن امرأة ثانية لتتزوجها وتصرفَ عليها ؟
قال : يا سبحان الله ! هل إنفاقي على زواجي من امرأة ثانية أمر حرام ؟!
قالت : أريد أن أسألك عن شيء.
قال : اسأليني عمَّا شئت.
قالت : أتذكر الألم الذي أحسستَ به في معدتك الشهر الماضي ؟
قال : كيف أنساه وقد حرمني النوم ونغّص حياتي !
قالت : وتذكر ما قاله لك الطيب بعد أن فحصك وسألك عن طعامك ؟
قال : طبعاً . أذكر هذا جيداً.
قالت : ماذا قال لك الطبيب ؟
قال : ذكر لي أن التخمة هي وراء ما أعانيه من آلام في معدتي ، وأوصاني بالحمية ، وكتب لي قائمة ببعض الأطعمة التي يجب أن أتجنبها.
قالت : وهل فعلت ما أوصاك به الطبيب ؟
قال : طبعاً.
قالت : وهل شفيت معدتك ؟
قال : نعم والحمد لله ، واختفت الآلام التي حرمتني النوم ونغصت علي عيشتي.
قالت : زواجك عليَّ سيؤلمني كما آلم معدتَك ملؤها بالطعام . زواجك سيحرمني النوم كما حرمتك النومَ آلام معدتك . أليس الطعام الزائد الذي كنت تأكله حلالاً ومع هذا تركتَه واستغنيتَ عنه حين علمتَ أنه يسبِّب لك آلاماً في معدتك ..كذلك زواجُك الثاني حلال ، نعم ، لكنه سيؤلمني ويحزنني وينغّص عيشي .. فهل معدتك أغلى عندك مني . إذا كنت تحبني حقاً فأرجوك ألا تتزوج ...
وهنا سالت الدموع غزيرة على خدَّيْ الزوجة وخنقتها العبرات وما عادت تستطيع مواصلة كلامها ، ولم يجد الزوج نفسه إلا وقد قام إلى زوجته يمسح دموعها ويكفكف عبراتها وهو يقول لها : أقسم لك يا حبيبتي أنني لن أتزوَّج عليك أبدا...
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن